بريطانيا

السلطات البريطانية تسعى لمعرفة مصدر السم المستخدم في محاولة قتل الجاسوس المزدوج الروسي

يبذل المحققون البريطانيون الخميس جهودا لمعرفة مصدر غاز الاعصاب المستخدم في محاولة قتل جاسوس مزدوج روسي سابق وابنته في بلدة بجنوب غرب بريطانيا.

ولا يزال سيرغي سكريبال (66 عاما) الذي انتقل إلى بريطانيا في 2010 في اطار صفقة تبادل جواسيس، في حالة حرجة في المستشفى مع ابنته يوليا بعد العثور عليهما في حالة انهيار على مقعد امام مركز تسوق الاحد.

الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال خلال جلسة محاكمة في موسكو في 9 آب/اغسطس 2006

واصيب شرطي حضر لاسعافهما بعوارض مرض لكن حالته تتحسن، بحسب وزيرة الداخلية آمبر راد.

وقالت الوزيرة لبرنامج "صباح الخير يا بريطانيا" على قناة "آي.تي.في.وان" التلفزيونية "إن المُستهدفين الاثنين لا يزالان في حالة خطيرة جدا، فيما الشرطي يتحدث ويتفاعل ولذا فإني أكثر تفاؤلا بشأنه، لكن من المبكر جدا التأكيد".

ويحمل سياسيون بريطانيون ووسائل الاعلام موسكو مسؤولية عملية التسميم الجريئة التي حصلت في بلدة سالزبري بجنوب غرب بريطانيا، مما اثار ردا غاضبا في موسكو.

– الاشتباه بموسكو –

أكدت الشرطة البريطانية الاربعاء وللمرة الاولى استخدام غاز أعصاب وبأن تحقيقاتها تتعلق الان بمحاولة قتل.

وقالت شرطة مدينة لندن "إن الشرطة حاليا تستطيع التأكيد بأن العوارض التي بدت عليهما ناجمة عن التعرض لغاز أعصاب".

واضافت "إن الاختبارات العلمية التي اجرها خبراء حكوميون حددت نوع غاز الاعصاب المستخدم وهو ما سيساعد في تحديد المصدر".

وذكرت صحيفة تايمز الخميس نقلا عن مسؤول حكومي بريطاني لم تسمه إن وضع سكريبال دقيق بشكل خاص.

واضافت "المؤشرات تدل على إنه لن ينجو" بحسب المصدر الذي قال ايضا "اعتقد إن الوضع قد يكون اكثر تفاؤلا بالنسبة (ليوليا)".

وفرضت الشرطة طوقا على مطعم ايطالي وحانة يعتقد ان سكريبال وابنته ارتاداهما.

وقال أحد الاشخاص الذين كانوا في المطعم لصحيفة تايمز إن سكريبال تناول الطعام هناك الاحد، وإنه كان مضطربا. واضاف شاهد العيان "كان يتصرف بشكل جنوني، لم افهم ما كان يجري". وتابع "لم يبدو مريضا جسديا بل ربما نفسيا بالطريقة التي كانت يتصرف بها".

وقالت الشرطة إنها منفتحة امام جميع الاحتمالات بشأن ما حصل، لكن وزير الخارجية بوريس جونسون المح إلى روسيا.

وأشار جونسون إلى "أوجه التشابه" مع تسميم الجاسوس الروسي السابق منتقد الكرملين الكسندر ليتفيننكو في لندن في 2006 في حادثة وجهت بريطانيا فيها اصابع الاتهام لروسيا.

وقال وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون للتلفزيون البريطاني الخميس إن روسيا "تمثل تهديدا أكثر من اي وقت مضى". وغرد النائب المحافظ نيك بولز "لا أرى كيف يمكننا الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع دولة تحاول ان تقتل اشخاصا على الاراضي البريطانية".

لكن وزيرة الداخلية دعت إلى "الهدوء" فيما تقوم الشرطة بتحقيقاتها.

واتهمت موسكو سياسيين بريطانيين وصحافيين بتأجيج المشاعر المعادية لروسية، وقالت المتحدثة باسم الكرملين ماريا زخاروفا للصحافيين إن القضية "استخدمت على الفور لتعزيز الحملة المعادية لروسيا في وسائل الإعلام".

– مقاطعة كأس العالم –

وقالت الشرطة ان مئات المحققين في قوة مكافحة الارهاب يعملون "على مدار الساعة" لتحديد التسلسل الزمني لتحركات الضحيتين وأنه تتم مراجعة "العديد من الساعات" التي سجلتها كاميرات المراقبة.

وتحقق الشرطة لمعرفة ما إذا كانت إبنة سكريبال، التي وصلت بريطانيا الاسبوع الماضي قادمة من موسكو حاملة "هدايا لأصدقاء" قد أدخلت معها غاز الاعصاب عن غير قصد.

وذكرت الصحيفة في وقت سابق إن المحققين سينظرون أيضا في ظروف وفاة زوجة سكريبال عام 2012 إثر معاناة مع السرطان، ووفاة ابنه البالغ من العمر 44 عاما في سان بطرسبورغ العام الماضي من مشكلات في الكبد، بحسب تقارير.

واكدت رئيسة الحكومة تيريزا ماي إن الحكومة قد تفكر في منع مسؤولين بريطانيين وشخصيات من حضور كأس العالم 2018 في روسيا إذا ما ثبت تورطها في تسميم سكريبال.

وذكر عدة وسائل إعلام بريطانية الاربعاء نقلا عن مصادر في القصر ان الأمير وليام لن يحضر الألعاب.

كان سكريبال كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، وسُجن في بلاده بتهمة الخيانة لحساب جهاز الاستخبارات البريطاني إم.آي.6.

وحصل على عفو ثم انتقل إلى بريطانيا في اطار صفقة تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة في 2010.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى