الأمم المتحدة ترجئ ادخال مساعدات الى الغوطة الشرقية وقوات الحكومة تصعد هجومها
أرجأت الأمم المتحدة الخميس ادخال قافلة مساعدات انسانية تحمل مواد غذائية وامدادات طبية الى الغوطة الشرقية، جراء القصف العنيف الذي تشنه قوات النظام بموازاة تصعيد هجومها البري في هذه المنطقة المحاصرة.
وتشن قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، يتخللها قصف جوي وصاروخي ومدفعي كثيف.
وتعذر صباح الخميس ادخال مساعدات الى هذه المنطقة المحاصرة قرب دمشق.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر انجي صدقي لوكالة فرانس برس ان "قافلة اليوم ارجئت"، مضيفة أن "تطور الوضع على الأرض.. لا يتيح لنا القيام بالعملية كما يجب".
وكان من المقرر دخول هذه القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري الى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية. وعلى متنها مساعدات مخصصة لسبعين ألف شخص.
– لم تمنح إذناً" –
وتعد هذه المرة الثانية خلال هذا الاسبوع التي تعيق فيها الأعمال القتالية دخول المساعدات.
وكانت قافلة أولى من المساعدات بلغت وجهتها الاثنين وسلمت 247 طنا من المساعدات الطبية والغذائية الى دوما. الا انها اضطرت الى الرحيل قبيل المساء دون ان تفرغ كامل حمولتها التي سلمتها "تحت القصف"، بحسب الامم المتحدة.
ولم تتمكن القافلة من الحصول على موافقة من السلطات السورية للدخول الى الغوطة الشرقية الخميس.
وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابعة للأمم المتحدة في دمشق ليندا توم لفرانس برس "لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها اليوم من العودة الى دوما لأن السلطات السورية لم تمنح القافلة اذناً للتحرك جراء أسباب أمنية".
وصعدت قوات النظام منذ الأسبوع الماضي هجومها البري على الغوطة الشرقية لتتمكن من السيطرة على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية المحاصرة. وتوشك حالياً على فصل مناطق سيطرة الفصائل الى شطرين، شمالي يضم دوما وجنوبي تعد حمورية أبرز بلداته.
وقد أثارت اتهامات باستعمال الكيماوي وصفها الرئيس السوري بشار الأسد بـ"غير الواقعية"، غضب دول غربية عدة. وهددت واشنطن وباريس بشن ضربات في حال توفر "أدلة دامغة" على استخدام السلاح الكيميائي.
وجدد مجلس الأمن المطالبة بتطبيق وقف اطلاق النار في سوريا خلال جلسة مغلقة الأربعاء تخللها وفق مصدر دبلوماسي دعم قوي لعرض قدمه الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا بالتوسط مع روسيا للسماح بإخراج "المجموعات الارهابية" من الغوطة الشرقية، في اشارة الى مقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).
وكانت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية بعثت الاسبوع الماضي برسالة الى مجلس الامن أكدت فيها رفضها أي مبادرة تتضمن "تهجير" المدنيين. وأبدت في المقابل التزامها "باخراج مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة والقاعدة.. خلال 15 يوما من بدء دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي".