كتاب وآراء

هل تزايدت فرص الحرب المباشرة الواسعة في الشرق الأوسط؟ أم تبقى أوهاما شبحية؟


وفيق السامرائي*

كاتب ومحلل سياسي استراتيجي من العراق
صوت الشعب(خارج الموضوع):
عار في تاريخ العراق الحديث بيع الدرجات الوظيفية ألا لعنة الله على الفاسدين المفسدين من كبار القائمين عليها، وتقديم الوعود للمعلمين والمدرسين بالتدريس مجانا على أمل التعيين وعدم الوفاء لهم، وانتشار الرشوة في مستشفيات، وهضم حقوق نحو مليون عراقي بحرمانهم ظلما من مكافأة نهاية الخدمة فيما تصرف لمن بعدهم. وهذا كله يحدث مع زيادة تخمة الفاسدين المجرمين من حيتان سياسيي السوء.
…….
لغة التصعيد والابتزاز لا تزال سيدة الموقف في الشرق الأوسط، وحراكات التآمر مستمرة في كل الزوايا المظلمة، ومن يستمع الى ما يدور يرى الحروب حتمية، وهي ليست بغيضة الى حد كبير أو مرهق فقد تكون طريقا للخلاص من وجع الرأس أحيانا، لكن للأسف أن معظم أدواتها أبرياء مساقون سوقا وبعضهم مغشيون.
(دول تحالف نصف الخليج الثلاث) تواصل تكديس أسلحة هائلة ولا بأس ولا خلل ولا إزعاج من ذلك، لكن لا وجود على الأرض لقوات برية لهم ولن يمتلوكها بعد عشرين عاما، واستخباراتهم نشيطة وفعالة لكن حروب العراق واليمن وسوريا وهزات لبنان أثبتت عجزا كبيرا في فلسفة تقدير الموقف الاستراتيجي لتلك الأجهزة أو لقوات الدول أوسياساتها أو كلها مجتمعة.
الطرف الآخر، إيران وسوريا ولبنان وفي اليمن والمصالح التركية والقاعدة القوية في قطر ووضع العراق الخاص..
إيران تستمر بقوة بتكثيف صناعاتها الصاروخية وفي أي مرحلة يمكن أن تتطور إلى دولة نووية إذا شعرت بتهديد جدي.
استخبارات الفريق الثاني نشطة وفعالة وتدور كما تدور الساعة بلاتوقف ايرانيا وتركيا وسوريا وحزب الله وعراقيا وقطريا. انها تخوض مرحلة مصيرية وجربنا بعضها في حروب ومجابهات ولم تكن المجابهة معها هينة.
الرغبة الخليجية الثلاثية في الحرب جامحة (جدا) لكنهم يدفعون أميركا إليها دفعا ويغدقون المال لها، لكنهم لا يدركون *أن أميركا تخشى الانتحار إن تحركت منفردة طمعا في احتكار المال، وكل خصومها ليسوا خائفين منها.
الطرف الأول يريد الحرب ويخشاها. والطرف الثاني لا يريد الحرب ويواصل تفكيك استراتيجية خصومة بتواصل حركي مثير.
مشاعر العداء التركية للسعودية والامارات وأميركا تتصاعد بقوة ديناميكية وكل استخدام لمفردات الصداقة والأخوة كلام لا أكثر.
إمدادات الطاقة عبر الخليج عامل معرقل جدا للحرب، تليها خشية اهتزاز كيانات الدولة ونزوح ملايين البشر.
هذا كله سيسوق الى تنامي الأحقاد الموروثة أصلا في بعض المناطق هناك، وإلى توجهات نووية حتمية.
وعلى الرغم من نجاح ترامب في تحويل إدارته الى فريق حرب ورغبة نصف الخليج فيها، فلن تحدث حرب مباشرة واسعة لأنها لن تكون نزهة.
لكن، لا استقرار وشيكا، ولا تفاهم ولا تعاون إقليميا، والحروب على شاكلتها الحالية وأقوى نسبيا مستمرة، والضربات الأميركية المحدودة في سوريا ليست مستبعدة، وربما احتكاكات مع إيران تبقى احتمالاتها هامشية.

 

 

* المقالات تعبر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن الجريدة الصباحية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى