هل بات التحالف (الإخواني) البعثي طريقا مشتركا حاسما في العراق؟..

وكيف تسبب المتواري في شح المياه في العراق؟
18/3/2018
وفيق السامرائي*
صوت الشعب/ نبدأ بشح المياه:
انتم أيها الفلاحون والكادحون الذين تعانون شحا شديدا في مياه الأنهار وإرتفاع ملوحة شط عرب بصرة الخير، ما كان هذا ليحدث لولا معارضة وعرقلة المتواري المهزوم لاستكمال مشروع (سد بخمة العظيم)، الذي أعدت دراساته الدقيقة منذ المراحل الأولى لتأسيس دولة العراق الحديثة من قبل المهندسين البريطانيين ومنذ مرحلة رسم الخرائط العسكرية والمساحية التي لا تزال دقيقة جدا.
نهب المعدات من سد بخمة 1991، ورفض المتواري التنفيذ منعا لإغمار أراض تعود لهم، وتآمرا منه لإبقاء العراق في حالة معاناة مائية شديدة، كانت أسبابا خطيرة مستمرة تؤثر على حياة الناس. وعلى وزارة الموارد المائية التصرف بسرعة. علما أن طاقة تخزين السد تصل الى نحو ستة أضعاف طاقة سد دربندخان فضلا عن الطاقة الكهرومائية الكبيرة.
……..
نعود إلى القسم الأول من العنوان.
في تراسلٍ (البارحة) مع أحد كبار الشخصيات الخليجية المعروفة الصديقة والقريبة إلى نهج السلطان العثماني، كان رأيي أن الربط بين وحدة الأراضي التركية وبقاء نظام الأسد يبدو قويا وسيتحقق في النتيجة، ولن يكون في وسع تركيا القيام بأي عمليات برية في جبال قنديل العراقية، لأنها خارج القدرات المتاحة، والأسباب كثيرة وخطيرة.
في الثمانينات، عندما تحرك الإخوان المسلمون في سوريا عموما وحلب وحماه خصوصا تمكن الرئيس الأسد الراحل بالموارد السورية وحدها، ورغم معاداة صدام له، من سحق التمرد، وكانت السلطة في تركيا وقتئذ تحت هيمنة العسكر. أما الآن فالوضع مختلف تماما. فعندما بدأت الاحتجاجات السورية قبل سبعة أعوام، أعلنت تركيا أنها مستعدة لقبول ما لايزيد عن 100,000 لاجئ وكان عددهم آنذاك بحدود 80,000 ، وستضطر بعد ذلك إلى التحرك! والآن، يبلغ عددهم نحو 3,000,000 ثلاثة ملايين سوري وعدد غير محدد من العراقيين، ونسبة عالية كما يقال منحوا الجنسية التركية، أي أنهم أصبحوا تبعية عثمانية عندما يعودون إلى بلديهما، جنسوا عمليا أم معنويا، ( طبقا للوصف الذي كان يتداوله العراقيون في القرن الماضي وقبله) وحيث كان العراقيون يشيرون إلى هويات اجدادهم وآبائهم العثمانية قبل عقود.
المعادلة التي نراها أو نقرأها الآن هي: إن أراد إردوغان تشكيل منطقة سنية شمال سورية والوقوف ضد الأسد، فسيواجه دعما أميركيا وسوريا.. (منفصلا/بلا تنسيق بينهما) لكرد سوريا تركيا، وبذلك تتعرض تركيا لتهديد جدي خطير لوحدة أراضيها.
وبحكم الضغوط الإقليمية والدولية، فستتلاقى مصلحة تركيا الإخوانية مع الأسد بتحالف/ تفاهم إخواني سوري مع علمانيي سوريا الذين يشكل البعثيون الأسديون ثقلهم الأكبر، وهذا يضمن استمرار رئاسة الأسد والبعث الأسدي ومشاركة الإخوان .. تحت مسميات ما، في الحكم، (وضبط الحدود التركية السورية بما يضمن الأمن التركي)، وتشديد الخناق على المتواري، وتقوية كفة نچيرڤان الذي تصرف بعقلانية واقعية، ريثما يشتد ذراع السليمانية.
وليس أمام إخوان العراق ورفاقهم إلا التأييد طالما كان البعثيون بعيدين عن العملية السياسية العراقية.
ولا تنسوا مؤامرة المتواري المهزوم (الدنيئة) لإبقاء النقص في الماء خطيرا.
ألم نكن على حق عندما تصدينا مبكرا لهذا الغادر المتآمر؟
ولتكن قرارات وإدارة وحماية السدود مركزية بالمطلق.
*المقالات تعبر عن كتابها وليس بالضرورة عن الجريدة الصباحية