تركياسوريا

ميليشيات تابعة لأنقرة وناشطة في سوريا تمشط مدينة عفرين

تقوم القوات التركية والميليشيات الموالية لها والناشطة في سوريا بعمليات تمشيط الاثنين في مدينة عفرين، غداة دخولها اليها موجهة ضربة قاصمة للمقاتلين الأكراد من شأنها أن تعيد توزيع خارطة النفوذ في سوريا.

وندد معارضون سوريون وأكراد الاثنين بأعمال النهب "المسيئة" و"المقيتة" التي تشهدها عفرين منذ دخول مقاتلي الفصائل السورية الذين يأخذون مواد غذائية والكترونية ودراجات نارية وحتى سيارات من شوارع المدينة والمحال.

شمالاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين عن قيام قوات عملية "غصن الزيتون" بعمليات "تمشيط داخل أحياء مدينة عفرين في اطار سعيها لتأمين المدينة" التي تمكنت من السيطرة عليها إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين.

وقتل 13 مقاتلاً من الفصائل المسلحة الأحد وأصيب اكثر من 25 آخرين بجروح جراء انفجار ألغام داخل المدينة، وفق المرصد.

وانسحب المقاتلون الأكراد من المدينة الأحد من دون قتال، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال القيادي في الإدارة الذاتية الكردية ألدار خليل لوكالة فرانس برس ان انسحاب المقاتلين الأكراد كان بهدف "حماية المدنيين وتجنيبهم القصف".

وتابع "تم إخلاء المدينة وخرجت القوات (الكردية) منها لسد الطريق امام أي حجة قد يحاول الاحتلال التركي إبرازها لتبرير قصفه".

– نهب الممتلكات "جريمة" –

ولليوم الثاني على التوالي، تستمر عمليات النهب داخل عفرين، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المدينة.

ا ف ب / جورج اورفاليان مدنيون فارون من مدينة عفرين لدى وصولهم الى بلدة تل رفعت في محافظة حلب في 18 آذار/مارس 2018

وفور دخولهم الى عفرين التي بدت الأحد شبه خالية من سكانها، عمد مقاتلون موالون لأنقرة إلى أخذ مواد غذائية وأجهزة الكترونية وبطانيات وسلع أخرى من المحال والمنازل ونقلها في شاحنات.

وتحدث المرصد السوري عن "فوضى عارمة" داخل مدينة عفرين مع استمرار عمليات النهب التي تطال أيضاً قرى في ريفها.

وندد قياديون في المعارضة السورية وشخصيات كردية بأعمال النهب. وقال محمد علوش، القيادي في فصيل جيش الاسلام في تغريدة على موقع "تويتر" الاثنين "ما حدث من نهب وسرقة للممتلكات الخاصة والعامة في عفرين جريمة وسقوط أخلاقي لمن قام به".

 

وبعد التقدم الأخير في مدينة عفرين، باتت القوات التركية تسيطر على كامل "إقليم" عفرين الكردي الذي كان يشكل أحد الأقاليم الثلاثة في "روج آفا"، أي غرب كردستان الذي كان الاكراد اعلنوا إقامة إدارة ذاتية فيه.

ويرفرف العلم التركي في نقاط عدة داخل المدينة.

وبدأت تركيا مع الفصائل الموالية لها في 20 كانون الثاني/يناير حملة عسكرية قالت إنها تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها "إرهابية" وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني.

وتخشى أنقرة من إقامة الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها على غرار كردستان العراق، ولطالما أكدت رفضها للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في ثلاثة "أقاليم" في شمال وشمال شرق البلاد، بينها إقليم عفرين.

ويزيد التقدم التركي في عفرين من تعقيدات الحرب المتشعبة الأطراف في سوريا، مع سعي القوى الدولية المؤثرة الى تكريس نفوذها في الميدان.

وأورد التلفزيون السوري الرسمي الإثنين أن الجيش يواصل تقدمه في الغوطة على ثلاثة محاور في دوما ومزارعها وحرستا ومزارعها وبلدات عربين وحزة وزملكا.

وزار الرئيس السوري الغوطة الشرقية حيث التقى مدنيين وجنوداً شكرهم على "انقاذ" العاصمة، وفق ما نشرت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي الاحد.

وبدا الاسد في مقاطع فيديو وهو يرتدي نظارة شمسية ويقود سيارته من طراز هوندا بنفسه، ويذكر في أحد الفيديوهات المنشورة اسم كل منطقة مرّ فيها من دمشق وصلاً الى جسرين التي سيطرت قواته عليها مؤخراً.

وقال الأسد إن هدف المجموعات المسلحة كان "خنق مدينة دمشق"، مؤكداً أن "شريان الحياة، الدم، الأوكسيجين بدأ يسير من أول وجديد في البلد".

ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت القوات الحكومية من تقطيع اوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام، وحرستا غرباً حيث حركة أحرار الشام، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى