كتاب وآراء

هل تقع الحرب الشاملة على ايران والعراق وسوريا؟

وفيق السامرائي*
كاتب ومحلل استراتيجي عراقي

نعم (قد)تقع الحرب الشاملة على إيران والعراق وسوريا ولبنان..، لكن لا يزال الثمن (600) مليار دولار قليلا (جدا)!
22/3/2018
قول مشهور للرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر في إحدى خطبه قال ما نصه: (مسكينة الأمة العربية). ومع أنني أتمسك بوصف البلدان بأسمائها على أساس الدول وليس بصفة الجمع، فالحقيقة أنه أصاب في الوصف.
مسكينة بعض شعوب الدول العربية.
منذ وصل ترامب إلى الحكم سمعنا ضجيجا هائلا عن الحروب، وبحكم تجارب الحرب كنا قد شخصنا معكم أن أقواله ليست إلا ضجيج طواحين (فارغة)، لأنه من هفوات صراحته النقدية أكد بحسرته على ترليونات الدولارات التي صرفتها الادارات السابقة على حروب ومشاركات في الشرق الأوسط، ولم يجنوا منها غير غضب الناس والغضب هنا كلمة مخففة لغيرها.
تتويج الأمير السعودي ملكا على جزء من شبه الجزيرة العربية والتحريض على خصوم العقيدة تطلبت وفقا لتفسير نصوص أقواله شخصيا 400 مليار دولار سابقة و200 مليار ثمن/ عربون الزيارة والغداء والترحيب الأخير، وأقرُ هذه المرة حصرا بمهارة ترامب في التلويح بقانون (جاستا) المتعلق بمقاضاة/ محاكمة الدول الداعمة للإرهاب عموما وعلى هامش 11 سبتمبر 2001 تحديدا، وبفن الاغواء والاغراء والتهديد والتلويح (للضعفاء).
أحداث ما بعد 2003، أنهكت عقول الإدارات الأميركية ولم نصدق يوما أن الحكم يدار آليا وذاتيا من قبل المؤسسات دون دور الرئيس، كما يرى المغشيون من الجهلاء، فالوضع الداخلي الأميركي مزر ويحاول ترامب معالجة مشكلات بمال طلاب الزعامات من العرب الذين ستطيحهم شعوبهم.
حرب فيتنام لن تتكرر مطلقا، وإرسال 170,000 جندي أميركي إلى العراق لن يتكرر قطعا، واستعادة السيطرة على نصف مساحة إفغانستان من سلطة طالبان أصبحت خيالا ووهما.
اسرائيل أيضا نجحت نجاحا كبيرا في مغازلة دول خليجية في قصص التحالف ضد إيران، ومشاريعها ما كانت لتمضي لولا براعة الغزل والاستدراج مضافا إليها عامل الزمن وتقادمه.
ولكن تحقق رغبة (تحالف نصف دول الخليج) في الحرب الأميركية على إيران (قد) يحدث عندما يتم (تمليك) ما لايقل عن ثلاثة أرباع احتياطات وانتاج النفط تمليكا موثقا لأميركا.
ولكن هل سيدفع هذا الوصف السعودية إلى التراجع والتقوقع أو الاعتدال؟
ليس متوقعا ذلك مطلقا، وحتى لو حدث فلن ينسى خصومها ما فعلت ضدهم، وحرب داحس والغبراء لا يزال يتغنى بها المتغنون. والاعتماد في الحماية على أميركا (وحدها) لن يجلب الأمن لدافعي الأموال من دولارات النفط.
وبعيدا عن إيران وغيرها، هل ينسى العراقيون مئات آلاف الشهداء والجرحى في حربي القاعدة وداعش وتدمير ممتلكات عراقية من قبل عشرات آلاف الإرهابيين السعوديين وعشرات مليارات الدولارات صرفت لهم بأي شكل كان؟ كلا. والشعوب أبقى والبرلمانات والحكومات ترحل، (ومسكينة الأمة العربية).
…..
أعادتني أحداث المنطقة إلى حديث ودي وصريح لي مع الراحل هيكل في القاهرة عام 2008 وكأن ما يحدث كان واقعا.

 

المقالات تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الصباحية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى