العراق

هل تشجع ديناميكية إردوغان النشطة بغداد على التخلص من شتات اللامركزية (غير المنضبطة)؟

ومن صنع خُرَقَ الرايات البيض ومخربي جنوب كركوك والطوز والحويجة..؟
…….

وفيق السامرائي*

وإذ نستذكر المواقف: نحيي فرسان العصائب الشجعان وشيخها الأمين وقناة العهد ووجيهها لتصديهم وتحديهم التاريخي للغادر المتواري صاحب حدود الدم في ذروة غروره.
……
بصرف النظر عن موقفنا. إن سياسة الردع والاصرار والمناورة التي يتبعها إردوغان فرضته رقما إقليميا صعبا وعززت موقف بلاده، ويدفعنا هذا الى القول بقوة إن العراق بحاجة ملحة (جدا) الى (مركزية) (قوية) (ضمن إرادة شعبية).
………
الأرض الحرام هي الأرض التي تفصل بين فريقين عدوين متحاربين، ولم أسمِ منذ سنوات طويلة حتى (ميليشيا) الغادر بهذا التوصيف والاسم. لكن الحقيقة الدامغة هي أنه، (الغادر)، غالبا ما تصرف علنا أو سرا من منطلق العدو.
بعد تحرير تلعفر وتوابعها، فر/لجأ/انتقل/توجه آلاف الدواعش إلى منطقة تلك الميليشيا، ويبدو أن محاولات الحكومة المركزية لم تنجح حتى الآن في طلب تسليمهم إلى أجهزتها، ولم تمض إلا أسابيع قليلة وظهرت قصة جماعة الرايات البيض الإرهابية في الأرض الحرام في قواطع عمليات كركوك والدوز..، ثم خَفِتَ وميضُ نشاطاتها بسرعة بعد أن تكشفت معلومات مثيرة ومريبة عنها..
الآن، ظهرت نشاطات تخريب وقطع طرق..، في مناطق طوزخرماتو والحويجة وتهديد استقرار آمرلي بلد الصمود العظيم، وشن هجمات عصابات على طريق جنوب كركوك..، وهذه كلها تدخل ضمن مفهوم حدود (الأرض الحرام).
المنطق يقول من المستحيل نشوء تنظيمات إرهابية في الأرض الحرام، لأن من المفترض بقاء قوى الأمن والاستخبارات منتبهة على جانبيها، وبما أن القوات المركزية منتبهة، فإن النشاطات التخريبية تعكس واحدة من ثلاثة احتمالات هي: وجود تآكل وتفكك شديد في ميليشيا مسعود يقلل انتباهها وقدرتها، أو تغافلها بتعمد عن نشاطات الدواعش بوجوههم الجديدة، أو أن من فروا أعيد تنظيمهم هناك وهو الاحتمال الأخطر المطلوب التحقق منه بدقة وتفصيل ونشاط جدي.
التوصيفات المذكورة ليست اتهاما لادارة نچيرڤان بارزاني الذي يتمتع منذ عرفته مباشرة وعن قرب منذ 27 عاما، بقدر من التعقل والواقعية في سياسته وتجنب التصعيد مع هامش كبير له من الخلافات والاختلافات غير المعلنة مع مسعود ومسرور تحديدا. بل ان التوصيفات تبقى ضمن الاطار الطبيعي للشك في نهجٍ تسبب في ضرر كبير في العراق.
على بغداد أن تكون جادة في التحقق وما الانتخابات إلا محطة عابرة لن تنزل للعراقيين أمطار صيفٍ، ولا يجوز التريث بسببها ولما بعدها، فلا دليل على أن نتائج الانتخابات ستحد من الفساد. أما من يتصور أن مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد سيقلب المعادلات مخطئ وبحاجة إلى مراجعة حساباته ولنا حول هذا وقفة.

المقالات تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الصباحية

*محلل استراتيجي عراقي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى