حاكم الشارقة: لا بد من تحصين مجتمعاتنا من الأفكار “الدخيلة والهدامة”
اكد عضو المجلس الأعلى لحكام الإمارات وحاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي اليوم الأربعاء ضرورة تحصين المجتمعات العربية والإسلامية من الأفكار "الدخيلة والهدامة" التي تؤثر سلبا على الجيل الجديد.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في نسخته السابعة الذي تنظمه امارة الشارقة على مدى يومين تحت شعار (الألفية الرقمية إلى أين).
وقال حاكم الشارقة ان الاجيال العربية الناشئة اصبحت اكثر عرضة "للعبث الذي تجلبه التكنولوجيا الحديثة" مشددا على أهمية الاستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من الهزائم لكنها أصبحت اليوم في مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي.
وأشار الشيخ سلطان القاسمي إلى أن إرادة الشعوب "هي العامل الحاسم" في تطور المجتمعات وتقدمها بعيدا عن الركون للهزائم مستدلا بتجارب عدد من الدول الكبرى التي عانت من الهزيمة مثل ألمانيا واليابان وقد أصبحت اليوم من الدول الصناعية الكبرى "ومثالا لتطلعات الشعوب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل".
وأشار إلى أن الشعور الطاغي على الشعوب العربية ابان حرب 1967 كان سلبيا مبينا ان الهزيمة العربية امام إسرائيل في تلك السنة "مثلت نهاية النموذج القومي للإنسان العربي وتركت تفكير الإنسان العربي مشلولا" موضحا ان المجتمعات العربية بعد تلك الحرب اصبحت خاضعة "للصدمات عديدة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية".
وشدد على ضرورة الارتقاء وتحويل بقايا سلبيات هزيمة 1967 الى فعل جاد "ونأخذ العبرة والحكمة من هزيمة اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية لنعرف ما هي الخطوات التي اتبعوها للتطور والتقدم".
ودعا حاكم الشارقة الباحثين من رواد المعرفة والثقافة والتقنية الحديثة إلى البحث في كيفية منع سلبيات منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية من الوصول إلى الجيل الشاب وإمكانية توجيه الأطفال إلى استعمال هذه الأجهزة للنفع والفائدة فقط.
من ناحيتها قالت رئيسة جمهورية جزر موريشيوس السابقة الدكتورة أمينة غريب في كلمتها أمام المنتدى ان مسؤوليات الحكومات فيما يتعلق بالتواصل مع شعوبها تتضمن ثلاث مراحل إذ يجب أن تكون أولا سباقة في تقديم معلومات تتميز بالشمولية والمصداقية وأن توفر بنية تحتية أو أدوات اتصال قادرة على إصدار رسائل دقيقة في الوقت المناسب عند التعرض لأية أزمات أو كوارث وثالثا أن توفر الحماية لشعبها في وجه أي قوى معادية قد تحاول الوصول إلى البيانات وتستغل قنوات الاتصال لأغراض غير مشروعة.
وأضافت غريب "إذا لم نشكل مصدرا موثوقا للمعلومات بالنسبة لشعوبنا فإن فجوة المصداقية سيملأها آخرون من داخل بلداننا وخارجها بشكل فوري ووفق أجندة معينة أحيانا".
وأكدت ان الحكومات لا تملك خيارا سوى الإسراع إلى توفير بنية تحتية وطنية قوية وشاملة للاتصالات لضمان تقديم رسائل اتصالية تلبي احتياجات الجمهور وفي نفس الوقت تتضمن وسائل الحماية اللازمة لضمان عدم اختراق المعلومات أو البيانات.
وختمت غريب كلمتها مطالبة بضرورة أن تكون الرسائل واللغة المستخدمة في الاتصال الحكومي شفافة ومدروسة وقوية ومدارة من قبل أشخاص مختصين وأن ترسل في وقتها الصحيح والمناسب مضيفة أن الاتصال الحكومي لا يكون فعالا الا إذا بني على رسائل موثوقة داعية الحكومات الحريصة على حماية شعوبها وتعزيز رفاهيتهم إلى التفكير في الكيفية التي ستستخدم بها قنوات الاتصال بالمستقبل.
ويتضمن منتدى الاتصال الحكومي عددا من الجلسات النقاشية وورش العمل التي تتناول اهم القضايا والتحديات التي تواجه الحكومات وكيفية التغلب عليها يلقيها خبراء متخصصون في مجالات الاعلام والاقتصاد والتنمية.
يذكر ان المنتدى يقام للسنة السابعة على التوالي في امارة الشارقة بتنظيم من (المركز الدولي للاتصال الحكومي) التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.