ترامب يستعد لرحيل وشيك من سوريا.. فهل أطلقت يدا تركيا وإيران؟ وبغداد ماذا فاعلة؟
وفيق السامرائي*
30/3/2018
…..
خارج الموضوع: إشارة إلى ما كتبنا بمنشورنا أمس عن الاشادة الدولية بالقضاء العراقي، وردنا مقال نشرته قبل أيام جريدة التايمز البريطانية العريقة لقاض بريطاني بارز على مستوى المملكة المتحدة والعالم يشيد فيه بجهود القضاء العراقي ورؤية رئيس مجلس القضاء الأعلى الاستاذ فائق زيدان بعد زيارة لبغداد، وهي شهادة رفيعة من قاض في أعظم وأعدل قضاء في العالم.
نتطلع ومطلوب أن يكون القضاء السلطة الأعلى في العراق.
…..
نعود الى العنوان، نقل عن الرئيس الأميركي ترامب قوله إن قوات بلاده ستغادر سوريا قريبا جدا ويتركون الأطراف الأخرى تهتم بالأمر!
وهذا ما توقعناه تماما في لقاء تلفزيوني الربيع الماضي وبعده عندما راهن البعض على إقامة ترامب سدا/ مانعا على الحدود العراقية – السورية.
ترامب رجل مال وليس رجل حرب، يستخدم التلويح بالقوة بمهارة عالية في سبيل الحصول على ترليونات ومحاولة إيجاد معادلات على الأرض يتراجع عنها سريعا بعد أن يصطدم بتعقيدات المنطقة بين شمال الخليج والبحر الأبيض المتوسط.
إنه متألم لذهاب سبعة ترليونات دولار أميركية هدرا وعبثا في الشرق الأوسط وله حق في هذا، لكنه لم يأسف على قرارات بريمر السيئة التفردية التي أسست محاصصة كارثية في العراق، لأنه لم يدرك بعد أنها تسببت في استنزاف جزء من تلك الترليونات.
ترامب خذل وسيخذل من عملوا معه من سياسيي كرد سوريا (والمقاتلين الأبرياء منهم) وجعلهم مكشوفين تماما أمام استراتيجية إردوغان وسيكون انهيار حلمهم شبيه لما حدث في حركة مصطفى البارزاني في ربيع 1975.
إنه درس كبير يعزز حكمة موقف فرسان السليمانية بحركة 16 أكتوبر 2017، وهزيمة الغادر الشنيعة.
إن المقاتلين الكرد السوريين وبتوجيه سياسي لم يكن هدفهم فقط مقاتلة داعش، بل كان الحلم فيما أوحي اليهم به من شرق دجلة، فاصطدموا بمعادلات دولية وإقليمية ومحلية مرة.
قرار ترامب ليس درسا لكرد سوريا ولأشقائنا كرد العراق فحسب، بل درس واضح لبغداد (أن تفرض سلطتها الشرعية، وتحسم قرار محاسبة مسعود وعدم التعامل معه (لا سرا) ولا علنا، وإنصاف الكادحين ونصرهم بصرف رواتبهم مباشرة، والسيطرة على كل موارد الدولة السيادية وكل المنافذ وكل القوات).
فهل هي فاعلة لضمان أمن العراق وسيادته وإنصاف الكادحين الكرد؟
*المقالات تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الصباحية