اردوغان يشق طريقه ولكن…
وفيق السامرائي*
هكذا وضع ترامب الحكم السعودي بين مطرقتي تركيا وإيران وإردوغان يشق طريقه ولكن..، وأين عَظَمَةُ العراق ومصالحه؟ وهل دُفنت أحلام المتواري المهزوم؟ ألم نقل إن الأميركيين ليسوا قادرين وحدهم على حماية النظام السعودي؟
1/4/2018
منذ أكثر من نصف قرن والنظام السعودي يتدخل في شؤون معظم الدول العربية بطرق ووسائل مختلفة قبل أن ينتقل الى مرحلة التمادي الواسع وأكثر المتصدين لمشاريعه كانوا ولا يزالون هم اليمنيون الذي تسببوا في تحجيم تدخلاته العربية وتثليم مشاريعه قبل أن يظهر الدور التركي القوي الذي حاز على موقع العداوة الأول من قبل السعوديين حتى أكثر من إيران؛ لأنه بدأ بسحق محاولات تزعم السعودية للدول الإسلامية، خصوصا بعد أن تمكن من سحق الانقلاب الأخير.
الإيرانيون يراقبون المشهد بوضوح لذلك لم يعترضوا على التحركات التركية في شمال سوريا في المرحلة الحالية وكان تعاون الدولتين في هزيمة المتواري دقيقا جدا.
التصادم التركي السعودي الحتمي يتوافق مرحليا وربما استراتيجيا مع الفكر الإيراني، ودبابات إردوغان في قطر باتت لأول مرة على حافات المناطق السعودية الهشة والصواريخ اليمنية المحسوبة إيرانية ترشق الرياض من اليمن ويتصاعد دعاء السعوديين عند اقترابها منهم. ولا نعرف إن كان الدعاء لمصلحة البتريوت أم لصواريخ اليمن نكاية بالحكم!
(التوافق) التركي الإيراني يجري تحت نظر داهية جني المال السعودي ويروق له تماما؛ لأنه جعل وهم الزعامة السعودية رهينة دفع الترليونات وكل النفط السعودي تحت الأرض لا يسدد الدين الأميركي.
ولن يكف اردوغان وايران عن السعوديين حتى يرفعوا الراية البيضاء وربما الى أن يجري تفكيك دولتهم الى الأبد.
وحتى لو تصادمت مصالح القطبين الإقليميين الحاليين في سوريا فلا مستقبل للسعوديين في الزعامة قطعا.
البراكين تتفجر، والدور الفرنسي ضعيف جدا.
حلم المتواري بات كيف يكون بندقية صدئة للإيجار. والدولة الكردية رحلت الى عقود بعيدة أو أكثر أو تبددت..
أين العراق من كل هذا؟ لا يجوز التخلي عن كبريائه بسبب الفساد والحياد، فالحياد وعدم التفاعل في ظل تعرض المصالح للخطر هراء وفشل. فأعيدوا هيبة العراق.
إنها قصص استخبارات مثيرة تفوق أفكار كثير من جهلاء السياسة.
التقديرات تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الصباحية