التكوين الفلسفي يتطلب أن نتعلّم القراءة الفلسفية للفلسفة…
د. عبد الجبار الرفاعي*
التكوين الفلسفي يتطلب أن نتعلّم القراءة الفلسفية للفلسفة… أسعدني الحضور المكثف للشباب هذا العام في معرض بغداد للكتاب، وكنت أظن خطأ ألا أحد من الجيل الجديد يقرأ كتب الفلسفة العميقة ويصبر على فهم نصوصها الدقيقة التي تعاند الفهم السطحي، لكني التقيت شباباً جامعيين من مختلف التخصصات مولعين بمؤلفات الفلاسفة المشهورين، ويعرفون أهم المؤلفات الأساسية العربية والمعربة في الفلسفة… وأود أن أقترح عليهم وعلى كل من سألني عن كيفية التكوين الفلسفي الجاد والقراءة الفلسفية للفلسفة، بمطالعة كتاب: "التلمذة الفلسفية"، وهو كتاب جميل لغادامير، نقله إلى العربية الصديقان: د. حسن ناظم، ود. علي حاكم… يكتب غادامير وهو يروي لنا كيفية تلمذته الفلسفية وكيف تعلّم القراءة الفلسفية للفلسفة على أستاذه رودولف بولتمان: "كان بولتمان إنسانياً عاطفياً ولاهوتياً ذكياً… فلمدة خمسة عشر عاماً حضرت لقاءاته المشهورة التي يتناول فيها الكلاسيكيات الإغريقية… قرأنا آلاف الصفحات… كنا نخفّ خلال العالَم القديم برمته ليلةً في الأسبوع ولمدة خمسة عشر عاماً. حافظ بولتمان على هذه الخطة بمواظبة ودأب أسبوعاً بعد أسبوع. كنا نبدأ بدقة في الساعة 8.15 مساء ونقرأ حتى تدق الساعة الحادية عشرة. لقد كان بولتمان رجلاً دقيقاً". غادامير. التلمذة الفلسفية. بيروت: دارالكتاب الجديد المتحدة، ط 1، 2003، ص 94.
المقالات تعبر عن كتابها وليس بالضرورة عن الصباحية