دينيس روس: على واشنطن تزويد إسرائيل بالقدرة على استهداف أيّ بنيةٍ تحتيةٍ مرتبطةٍ بإيران في سوريّة
21 أبريل، 2018آخر تحديث: 21 أبريل، 2018
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قال الدبلوماسيّ الأمريكيّ-اليهوديّ السابق، دينيس روس، في مؤتمرٍ نظمّه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، والذي جاء حول سياسة واشنطن تجّاه إيران، قال إنّه في هذه المرحلة، يجب أنْ يركز المسؤولون الأمريكيون على التوصل إلى تفاهم مع الأوروبيين حول كيفية رفع الثمن الذي تدفعه إيران حينما تزيد حتمًا من نشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ولن تقوم “الثلاثية الأوروبية” بإعادة التفاوض أوْ الانسحاب من الاتفاق، ولكنها مستعدة لمعالجة مخاوف الإدارة الأمريكيّة.
وفيما يتعلق ببنود “الغروب”، أضاف روس، الذي شغل أيضًا منصب مبعوث الرئيس باراك أوباما لعملية السلام في الشرق الأوسط، أضاف أنّه قد يكون الأوروبيون مستعدين لإصدار بيان يوجز التوقعات حول الأنشطة النووية الإيرانية المستقبلية حتى إذا رفضوا تغيير الأحكام الأصلية لـ خطة العمل الشاملة المشتركة».
وفيما يتعلق بالبرنامج الصاروخي الإيراني ونزعة طهران السياسية إلى اتخاذ قرارات سريعة في المنطقة، رأى روس إنّ الأوروبيين على استعدادٍ تامٍ لفرض عقوبات، وقد تبنّت الحكومات الأوروبية مواقف جديدة منذ أنْ قامت الولايات المتحدة ببناء النفوذ، لذلك على واشنطن أنْ تستخدم هذا النفوذ بدلاً من الانسحاب من الاتفاق.
وساق روس إنّه يجب أنْ تؤدي المخاوف الحقيقية بشأن قدرات إيران النووية في الفترة 2025-2030 إلى دفع الإدارة الأمريكية إلى العدول عن الانسحاب من الاتفاق، فالهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو الضغط على طهران، لكن الانسحاب من «خطة العمل الشاملة المشتركة» لن يؤدي إلّا إلى تحويل الضغط نحو واشنطن.
ولتجنّب هذا السيناريو، أوضح، يتعين على الولايات المتحدة وضع إستراتيجية بشأن إيران، وإقرانها بإستراتيجية واضحة بشأن سوريّة، وإذا كانت الإدارة الأمريكية لا ترغب في اتخاذ إجراء مباشر ضد الأنشطة العسكرية الخارجية لطهران، فعليها على الأقل تزويد إسرائيل بالقدرة على استهداف أي بنية تحتية نووية مرتبطة بإيران في سوريّة.
وتابع قائلاً بما أنّه سيكون من الصعب على الرئيس الأمريكي تأجيل تعهده المناهض لـ«خطة العمل الشاملة المشتركة» إلى أجل غير مسمى، يجب أنْ يأخذ في عين الاعتبار أنّ الآن هو الوقت المناسب بشكلٍ خاصٍّ لاستخدام الاتفاق كوسيلة ضغط على نظام يواجه تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة على المستوى المحلي.
أمّا سفير واشنطن الأسبق في العراق والأردن، جيمس جيفري، فقال إنّه عندما قرر الرئيس جورج دبليو بوش معالجة مسألة إيران، كان على إدارته أنْ تختار بين مسارين: وقف كافة القدرات النووية لطهران بشكلٍ نهائيٍّ، ممّا كان سيتطلب غزوًا بريًا مشابهًا لما حصل في العراق، لذلك تم رفض هذا المسار لصالح المفاوضات.
ومع ذلك، زاد جيفري، وبالنظر إلى طبيعة المجتمع الدولي، فقد كان من المتوقع أنْ تؤدي تلك المفاوضات إلى حلٍّ مؤقتٍ غير كامل، ومن خلال الشروع في المسار متعدد الأطراف، لم يكن بوسع واشنطن التوصل إلى اتفاق أفضل في ذلك الوقت، الأمر الذي كانت تدركه طهران.
ورأى أنّه يبدو أنّ إدارة أوباما لم ترغب في التوصل إلى اتفاق مقايضة محض، أيْ رفع العقوبات مقابل الامتثال النووي الإيرانيّ، على الرغم من التصريحات العلنية عكس ذلك التي أدلى بها نائب الرئيس الأمريكيّ في ذلك الحين جو بايدن.
وبدلاً من ذلك، أوضح السفير الأمريكيّ الأسبق، أعربت عن أملها في أن يكون الاتفاق تحويليًا من خلال تحفيز النظام لكي يصبح عضوًا أكثر مسؤوليةً في المجتمع الدولي، أمّا الأوروبيون الذين تحركهم المصالح التجارية فيشاركون الهدف نفسه.
ولفت إلى أنّ المادة 33 من “خطة العمل الشاملة المشتركة” وغيرها من العوامل تشير إلى الرغبة في تغيير مسار إيران والترحيب بها مرةً أخرى في مجتمع الأمم، وذلك بشكلٍ أساسيٍّ من خلال استمالة تعطشها للتقدم التكنولوجي والاقتصادي الغربي، وحتى إذا استثنينا هذه الرؤية المتفائلة، فإنّ ألمانيا والاتحاد الأوروبي ينفران نفوراً قوياً استخدام القوة، لذلك كانا من أشدّ مؤيدي الحفاظ على الاتفاق، على حدّ تعبيره.
وتابع: يمكن لإنهاء “خطة العمل الشاملة المشتركة” أنْ يثير صعوبات دبلوماسية في بلدان أخرى أيضًا، فعلى سبيل المثال، يساور تركيا القلق من فكرة إمكانية قيام الإدارة الأمريكية الجديدة وبسرعة بإلغاء اتفاق أساسي كانت قد توصلت إليه الإدارة التي سبقتها. فمثل هذه التقلبات قد تقود الحلفاء والخصوم على حد سواء إلى التشكيك في جدية الولايات المتحدة بشأن الالتزام بالاتفاقات.
واختتم قائلاً: في الوقت الحالي، لا يزال الرئيس ترامب يتمتع بعلاقات جيدة نسبيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأمر الذي قد يخفف من مخاوف أنقرة مع اقتراب الموعد النهائي القادم لـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، على حدّ قوله.