تقدير موقف

تحليل محايد لادارة العملية الاعلامية لإعلان خبر مقتل الصماد..

عبد الجليل الزبيدي*

إعلامي ومحلل سياسي عراقي

 

حينما تنجح المؤسسة السياسية والامنية في صنعاء في اخفاء خبر مقتل الرئيس الصماد. بذلك امتصت زخم الصدمة وفوتت على السعودية فرصة الفوز.
 امر اخر هو ان التحالف وطيلة خمسة ايام لم يذع الخبر وهذا يعني ايضا ان تحالف الرياض ليست لديه مجسات على الارض تؤكد له نتائج الضربة وفي هذا ايضا ميزة وهي ان الصماد والمحيطين به وحتى المنطقة التي ضرب فيها كانت عصية على الاختراق من قبل الاستخبارات السعودية والمتحالفة معها.  
انه تفوق امني متقدم جدا حتى على دول عظمى وهنا اشير الى تجارب سابقة .. في الخامس من مارس اذار عام الف وتسعمة وثلاثة وخمسين توفي رئيس الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين .  قيادة الحزب الشيوعي اخفت الخبر لان اعلانه سيشكل صدمه للشعب وللاعداء .  
لم تستطع القيادة الروسية التكتم لاكثر من ثمان واربعين ساعة.  حيث استطاعت الاستخبارات الاميركية كشف الحدث عبر تحليل مضمون صحيفة البرافدا الرسمية والتي يراس تحريرها فخريا جوزيف ستالين نفسه. اذ وجد الاميركيون ان الصفحة الاولى في عدد الصحيفة ليوم الثامن من اذار خلا من صورة للزعيم ستالين ولم تنشر له اخبار واقوال!!!! وهو خلاف لما دأبت عليه الصحيفة في تمجيد الزعيم . فاطلقت الاستخبارات الامرىكية خبر وقوع انقلاب في موسكو (بالون اختبار) ما اضطر الروس الى اعلان وفاة ستالين لتفادي تداعيات اشاعة الانقلاب ..
* اليمانيون الحوثيون كانوا اكثر دهاءا من السوفيت.  اذ تم ابلاغنا نحن مسؤولي الاخبار يوم السبت اي بعد يومين من قصف موكب الصماد.  تم ابلاغنا بارقام ترددات بث زيارة الرئيس الصماد لمعمل التصنيع العسكري في صنعاء وقمنا ببث الصور وكأن شيئا لم يكن وبالتالي  تم تفويت الفرصة على قنوات العربية والعربية الحدث واسكاي نيوز استغلال خبر مقتل الصماد.
اما القيادة اليمنية الحوثية فقد اختارت الوقت المناسب لها في اعلان الخبر واختارت اليوم التالي من مجزرة حجة في بني قيس.  لان اعلان خبر مقتل الصماد في يوم المجزرة سيعني ان القصف طال القيادي الصماد في مكان المجزرة وهو ما سيبرر ارتكابها.  كما ان تفادي اعلان الخبر في يوم المجزرة من شانه تخفيف الصدمة على جمهور القيادة اليمنية لانه من الصعب تحمل نبأ المجزرة ونبأ اغتيال الرئيس.

كاتب ومحلل سياسي عراقي

* المقالات والتقديرات تعبر عن أصحابها وليس بالضروة عن الصحيفة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى