الكيان الاسرائيلي المحتل

الكابوس الإسرائيليّ: هل رفض بوتن طلب نتنياهو بعدم تزويد سوريّة بـ S300؟

 

 

الناصرة- من زهير أندراوس:

 

 

ما زالت قضية تزويد روسيا لسوريّة بمنظومة الصواريخ المُتقدّمة والمُتطورّة من طراز (S300)، ما زالت تقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب من المؤسستين الأمنيّة والسياسيّة، وتؤرق كثيرًا جيش الاحتلال الذي يعرف تمامًا أنّ حصول الجيش العربيّ-السوريّ على هذه المنظومة، من شأنه أنْ يُغيّر قواعد اللعبة والاشتباك في المنطقة، والحدّ بصورةٍ كاملةٍ من حريّة تحليق الطيران الإسرائيليّ فوق الأجواء اللبنانيّة والسوريّة، وفي هذا السياق،نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة عن مصدرٍ روسيٍّ قوله إنّ الدولة العبريّة طلبت من روسيا عدم الإقدام على هذه الخطوة، على حدّ تعبيره، رافضًا الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع.

 

وبينما رفضت المصادر في كيان الاحتلال التعليق للصحيفة على هذا التصريح  غير أنّه من المعروف أنّ إسرائيل ترفض تسليم الصواريخ لسوريّة، وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو أنْ أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ بلاده تعتبر تسليم منظومة S-300 بمثابة عبور خط أحمر، وذلك في مُكالمةٍ هاتفيّةٍ جرت بين الزعيمين مؤخرًا، كما أكّدت الصحيفة العبريّة.

 

أمّا عراد نير، مُحرّر الشؤون الخارجيّة في شركة الأخبار الإسرائيليّة، فقد نقل عن مصدرٍ روسيٍّ قوله إنّ روسيا تعرف الحاجات الإسرائيلية في سوريّة، ورغم أنّها تسمح بها فهي لا توافق عليها. وأضاف المصدر أنّ النشاطات الإسرائيليّة في الأراضي السوريّة السياديّة تُعرقل نهاية الحرب هناك، وهذا ما يقلق الروس، لأنّه من ناحيتهم في اللحظة التي تصل فيها سوريّة إلى الاستقرار وتنتهي الحرب هم سيهتمون بأنْ تغادر إيران المنطقة وألّا تبقى فيها.

 

وبحسب المُحرّر الإسرائيليّ، فقد أقرّ المصدر الروسي، بأن الرئيس د. بشّار الأسد طلب شراء هذه المنظومة قبل بدء الحرب في سوريّة والصفقة تتأجل طوال هذه السنوات فقط بسبب المعارضة الإسرائيليّة المتكررة لها، وإذا زوّدت سوريّة بهذه المنظومة فإنها ستُفعّل فقط من قبل طواقم روسية. لكنّ المعلق الإسرائيليّ شكّك بأنّ هذه الأقوال ستُهدئ أحدًا ما في هيئة الأركان العامة أوْ في ديوان رئيس الوزراء، لكن هذا ما يقوله الروس وهكذا يرون الوضع في سوريّة، اختتم نير تقريره.

 

في السياق عينه، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أمس الأربعاء أنّ موسكو ستسلّم سوريّة قريبًا منظومات دفاع جويّ متطوّرة، وأكّد رئيس إدارة العمليات لدى قيادة الأركان العامة الروسية أنّ الخبراء العسكريين الروس سوف يستمرّون في تدريب زملائهم السوريين في ما يتعلّق باستخدام الأسلحة الجديدة.

 

المسؤول العسكريّ الروسيّ أعلن أيضًا أنّ منظمة حظر الكيميائيّ أكّدت عدم العثور على أيّ أسلحةٍ كيميائيّةٍ في معهد الأبحاث في برزة بدمشق حيث تزعم واشنطن أنها موضوعة.

 

وأشار إلى أنّ المستشارين الروس ساهموا في إصلاح وتحديث قوات الدفاع الجوي الروسية، مؤكّدًا في الوقت عينه أنّ معظم الصواريخ الغربيّة عالية الدقّة، والتي تمّ اعتراضها جرّاء العدوان الثلاثي في وقتٍ سابقٍ من الشهر الجاري دُمرت من قبل منظومات الدفاع سوفيتية الصنع “إس-125″ و”أو أس إيه” و”كوادرات” والتي يبلغ عمرها 40 عامًا، على حدّ قوله.

 

وفي إسرائيل يعتبرون تسليم سوريّة هذه المنظومة، أيْ إس300، بمثابة كابوسٍ، وفي حال تحقق هذا الكابوس، فلن تقتصر مفاعيله على البعد العسكريّ المتصل بتهديد سلاح الجو الإسرائيليّ، بل قد يؤشر أيضًا إلى المدى الذي يمكن أنْ تبلغه موسكو في مواجهة السياسة العدوانية الأمريكيّة، حتى لو كان لذلك نتائجه السلبيّة على الأمن الإسرائيلي.

 

 

في موازاة ذلك، ستجد تل أبيب نفسها ملزمة بالتحرك ضدّ هذه المنظومات، وخاصّةً أنّ طائراتها ستكون في مرمى نيرانها. على الأقّل، هذا ما يتم التلويح به في تل أبيب. وما يُعزز من منسوب خطورة هذه المنظومة، الظروف السياسيّة التي تمر بها الساحتان السورية والإقليميّة، وبشكلٍ خاصٍّ ما يتصّل بمرحلة ما بعد الاعتداء الإسرائيليّ الأخير على مطار (T4) وحالة الترقب والتوثب التي تشهدها تل أبيب من إمكانية الرد الإيرانيّ وما تلوّح به من ردود مضادّةٍ.

 

وتأتي هذه التطورّات في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، عن نيتّه سحب قوّاته من سوريّة، وطلب من دول الخليج إرسال قواتٍ عسكريّةٍ بديلةٍ وأنْ تتحمّل نفقاتها الماليّة أيضًا، الأمر الذي أشعل حرب تبادل اتهامات بين المملكة العربيّة السعوديّة وإمارة قطر، ولكن من ناحية إسرائيل، فإنّ هذه الخطوة، كما نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة، عن مصادر سياسيّةٍ عليمةٍ في تل أبيب، ستكون بمثابة إقرارٍ أمريكيٍّ ضمنيٍّ بسيطرة روسيا الكاملة على مجريات الأمور في الشرق الأوسط بشكلٍ عامٍّ، وفي سوريّة بشكلٍ خاصٍّ، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى