ترامب يستقبل ميركل بالبيت الأبيض وسط خلافات حول ملفات التجارة والاتفاق الإيراني والوضع في سورية
27 أبريل، 2018آخر تحديث: 27 أبريل، 2018
بعد ثلاثة أيام على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة في البيت الأبيض المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فيما يبدو ان المواضيع الخلافية تبقى ذاتها من النووي الإيراني إلى الرسوم الجمركية.
وأشاد ترامب جالسا بجانب المستشارة في المكتب البيضوي بـ”امرأة استثنائية” مؤكدا أنه رغم فترة التوتر الشديد خلال السنة المنصرمة، لطالما أقام “علاقات ممتازة” معها.
وجرت مصافحة قصيرة بين الاثنين، بعيدا عن إشارات الود التي أبداها ترامب حيال نظيره الفرنسي في مطلع الأسبوع خلال “زيارة دولة” سادتها مراسم تكريم كثيرة.
ومن المتوقع أن يسيطر التوتر على المحادثات بين الرئيس الأميركي والمستشارة التي فازت بولاية رابعة في انتخابات أضعفت موقعها.
وقالت ميركل خلال تصريحات لم تتطرق خلالها إلى النقاط الخلافية “كان من المهم لهذه الزيارة الأولى خارج أوروبا المجيء إلى الولايات المتحدة (…) لتعميق العلاقات أكثر” بين البلدين.
وفي زيارتها الأخيرة للبيت الأبيض كان لميركل الحذرة لقاءات عدة محرجة مع مضيفها المعروف بتصريحاته المتهورة، فتصادما علنا بشأن الانفاق الدفاعي والتجارة والهجرة.
وهذه المرة بالكاد اتسع الوقت لازالة الأعلام الفرنسية قبيل زيارة المستشارة التي تتخذ شكل “زيارة عمل”.
وقبل ساعات من اللقاء، أعلن ترامب عبر تويتر “أتطلع للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اليوم. لدينا الكثير من الامور لمناقشتها، والقليل من الوقت! سيكون ذلك مفيدا لبلدينا العظيمين”.
وتقول منى كريويل من جامعة كورنيل إن الفوارق في المظاهر بين زيارتي ماكرون وميركل “بارزة جدا”. وتضيف إن تلك الفوارق تشير إلى “علاقة أكثر صعوبة بين ترامب وميركل”.
وهذا تغيّر دراماتيكي بالنسبة للزعيمة الألمانية التي لاكثر من عقد من الزمن كانت تعبرها واشنطن ليس فقط محاورا براغماتيا ومنطقيا، بل أيضا زعيمة لاوروبا بحكم الأمر الواقع.
وعلاقاتها مع الرئيس السابق باراك اوباما كانت وثيقة بشكل خاص، بحسب ما قاله مسؤولون من تلك الإدارة، إلى حد تشجيعه لها على الترشح لولاية رابعة.
وقبل ساعات على وصول المستشارة في ساعة متأخرة الخميس، بعد نحو 15 شهرا على تولي ترامب مهامه الرئاسية، أكد الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون تعيين سفير لدى ألمانيا.
وبعد وقت قصير على تعيينه، قال ريتشارد غرينيل — المعروف بمواقفه المحافظة والمدافع الشرس عن سياسة ترامب +اميركا أولا+ — لوكالة فرانس برس إنه يقدر اختياره لمنصب كان يشغله جون كوينسي آدامز، متعهدا العمل بشكل جاد.
وقال “هناك مسؤولية خاصة تقع على عاتق جميع المسؤولين الاميركيين وهي رفض السياسات الحزبية عند تولي وظائف حكومية”.
— حصر الأضرار –
وأكدت ميركل هذا الأسبوع إنه، رغم الاختلافات تريد الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية الراسخة.
وقالت “إن التحالف بين جانبي الأطلسي، نظرا إلى التطورات غير الديموقراطية في هذا العالم … هو كنز عظيم أريد بالتأكيد الحفاظ عليه ورعايته”.
ورغم أسلوبها الأكثر رزانة، من غير المرجح أن تبتعد كثيرا عن أهداف ماكرون.
وسوف تحاول إقناع ترامب بالتخلي عن تهديداته المزدوجة بفرض رسوم جمركية على المعادن قد تؤدي إلى إثارة حرب تجارية على ضفتي الاطلسي، وسعيه الغاء الاتفاق النووي الايراني.
وأعلن ترامب الشهر الماضي عن فرض رسوم نسبتها 25 بالمئة على الواردات من الفولاذ و10 بالمئة على الالمنيوم، مشيرا إلى أن الواردات الأجنبية تضر بالأمن القومي الاميركي عبر تقويضها الانتاج المحلي اللازم من أجل الجهوزية العسكرية.
وعشية زيارة ميركل إلى واشنطن، تضاءلت آمال برلين بأن يتم اعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية التي تعهد ترامب باتخاذ اجراءات انتقامية لمواجهتها. وقال مصدر في الحكومة الألمانية “علينا أن نتوقع فرض الرسوم في الاول من ايار/مايو. ومن ثم سنرى كيف سنتعامل معها”.
– اتفاق منفصل –
ويخيم على اللقاء موعد 12 أيار/مايو الذي حدده ترامب للدول الاوروبية لجعل الاتفاق النووي الموقع مع ايران عام 2015 اكثر تشددا.
ووصف ترامب الاتفاق الذي ساهمت ألمانيا في التفاوض عليه بانه “أسوأ اتفاق على الإطلاق”، مطالبا بإصلاح “العيوب الكارثية” التي يتضمنها.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الخميس أنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار بشأن ما اذا كانت واشنطن ستنسحب من الاتفاق النووي الايراني، لكنه شدد على أن بعض نقاط الاتفاق يمكن تحسينها.
ولم يتضح بعد مدى تأثير تثبيت مايك بومبيو وزيرا للخارجية على نتيجة النقاش.
فرغم آرائه المتشددة ازاء إيران فإن انتقاده للاتفاق تراجع نوعا ما في النقاشات الداخلية، بحسب مسؤولين.
فبصفته مديرا لجهاز الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مثلا، اعتمد على رأي مؤسسة الاستخبارات لتحديد ما إذا كانت إيران ملتزمة بشكل كبير بشروط الاتفاق، رغم تصريحات ترامب العلنية.
وشددت وزارة الخارجية الألمانية على أن “أهم الاولويات هي الحفاظ على الاتفاق النووي القائم” فيما قالت ميركل إن برنامج إيران للصواريخ البالستية “يدعو للقلق”.