الهند

الرئيس الصيني يستقبل مودي مفتتحا “فصلا جديدا” في العلاقات الثنائية

دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة الى فتح "فصل جديد" في العلاقات بين بكين ونيودلهي خلال "قمة غير رسمية" في الصين مع رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي في وقت يحاول العملاقان الاسيويان تخطي التوتر الشديد الناجم عن النزاع الحدودي بينهما.

ورحب شي برئيس الحكومة الهندية في متحف مدينة ووهان في وسط الصين في ما وصف بأنه "قمة غير رسمية" من المقرر أن تتواصل السبت.

وقال الرئيس الصيني "امل ان اتمكن مع رئيس الوزراء من فتح فصل جديد في العلاقات الصينية الهندية خلال هذا الاجتماع"، بحسب التلفزيون الرسمي، مشيدا بـ"علاقات العمل الجيدة "بين البلدين.

واضاف "ارغب في توطيد الصداقة بين بلدينا بشكل دائم".

وتشكل الصين والهند معا اربعين في المئة من سكان العالم، وقال مودي انهما يتحملان "مسؤولية" مواجهة التحديات العالمية الكبرى مشيرا الى ان قمة ووهان "فرصة عظيمة" للقيام بذلك.

ووفقا للتصريحات التي اوردتها وسائل الاعلام الرسمية، لم يتحدث الزعيمان عن الخلافات الحدودية التي تثير توترا في العلاقات الثنائية.

ويأتي هذا الاجتماع بعد اشهر فقط من تصاعد التوتر في منطقة دوكلام الحدودية الواقعة غرب بوتان، وحيث تواجه الجيشان الصيني والهندي لاكثر من شهرين الصيف الماضي.

وارسلت الهند قوات إلى المنطقة لمنع الصين من بناء طريق عسكري. ووافق الجانبان اخيراً على فك الارتباط في نهاية اب/اغسطس.

– "شبح 1962"-

لدى البلدين تاريخ طويل من العلاقات التي يشوبها انعدام الثقة في ظل المنافسة على النفوذ الإقليمي. فقد حققت بكين تقاربا مع باكستان في السنوات الاخيرة، بينما تركز الهند على التعاون مع الولايات المتحدة.

كما تبدي نيودلهي قلقا حيال حيال خطة "طرق الحرير" الجديدة، مشروع البنى التحتية الصيني الضخم عبر آسيا، والذي يشمل ممرا اقتصاديا عبر كشمير، المنطقة المتنازع عليها بين الهند وباكستان.

وتؤكد الدبلوماسية الصينية ان اجتماع ووهان سيكون اطارا "لتبادلات عميقة حول موضوعات رئيسية ذات الاهتمام المشترك".

لكن بالنسبة الى هارش بانت، الاستاذ في كلية كينغز في لندن فان الامر مجرد "محاولة بنوايا حسنة من نيودلهي باتجاه بكين لمعرفة ما اذا كان ممكنا تجاهل الماضي لاحياء العلاقات الثنائية".

وفي حين تؤكد الصين والهند الالتزام بحل خلافاتهما من خلال المفاوضات، فإن التقدم ما يزال ضئيلا.

وعلى سبيل المثال، لا يزال البلدان على خلاف حاد حول ترسيم الحدود في اروناتشال براديش، الولاية التي تم ضمها للاراضي الهندية ابان الاستعمار البريطاني، لكن الصين ما تزال تطالب بشدة بسيادتها عليها.

وكانت هذه الولاية موضع حرب قصية إنما دامية عام 1962 سددت صفعة مهينة للهند التي تحتفظ بالوصاية عليها منذ انسحاب القوات الصينية بعد انتهاء النزاع.

من جهته، قال الخبير في اكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية وانغ دهوا ان "من الضروري ان نخرج من ظلال الحرب الصينية الهندية عام 1962".

واضاف ان قمة ووهان "ستركز على سبل منع تكرار ما حدث في دوكلام العام الماضي".

الا ان بانت يعتبرها كذلك ضرورة واقعية لمودي قبل الانتخابات العام المقبل في الهند، حيث يصعب عليه الترشح بعلاقات سيئة مع الجار الصيني، ثاني اكبر اقتصاد في العالم.

وفي الوقت الذي تواجه فيه الصين تهديدات أميركية بشن حرب تجارية، من الممكن ان يجد البلدان ارضية مشتركة حول هذه المسالة بحسب الاستاذ الجامعي.

 

صورة وزعتها وزارة الخارجية الهندية للزعيمين اثناء اللقاء في ووهان، 27 نيسان/ابريل 2018
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى