مصر: تعليم العلوم والرياضيات في المدارس الإعدادية والثانوية باللغة الإنجليزية

هل يتعلم الطالب أي مادة بشكل جيد بغير لغته الأم؟ على حد علمي أن الإجابة على هذا السؤال بالنفي، التعلم يعتمد بشكل كبير على اللعة، والطفل يفهم لغته الأم بشكل أفضل كثيراً من أي لغة أجنبية.

الواقع الذي نراه: لا يوجد فارق حقيقي في معرفة الرياضيات ولا اللغة الإنجليزية بين خريجي المدارس التجريبية ومدارس اللغات الخاصة وبين خريجي المدارس الحكومية. جميعهم يجهلون اللغة الإنجليزية والرياضيات بشكل متساو تقريباً. الفروق تظهر بين الطلاب بشكل فردي حسب اجتهادهم واهتمامهم وحظهم في التعامل مع معلم جيد (وهو أمر نادر جداً).
المشكلة الحقيقية هي في العلاقة الشاذة بين الطالب وعملية التعلم التي أصبحت مجرد عملية استظهار لمفردات – التدريس باللغة الإنجليزية سيزيد من تعميق هذا الشذوذ لأن أغلبية الطلاب لن تكون لديها المقدرة على فهم جمل باللغة الإنجليزية.

الجانب االآخر من الصورة: المشكلة الحقيقية في المدارس الحكومية ليست لغة التعليم وليست المناهج عموماً (رغم رداءة المناهج)، وإنما غياب التعليم من الأساس. لا توجد فصول آدمية، لا توجد دورات مياه، لا يوجد معلمين. الوزير يتهرب من حل هذه المشكلات الحقيقية ويستكمل تخريب التعليم في جوانب أخرى.
من ضمن ما سمعته من معارفي المتعاملين مع المدارس الابتدائية أن التلميذ يتعلم في أولى ابتدائي استخدام الآلة الحاسبة بدلاً من تعلم الحساب. … الآن سيقدم الوزير لهم التابلت ليتخلصوا من عادة القراءة، فبدلاً من أن يقرأ التلميذ الموضوع كاملاً سيبحث عن كلمات مفتاحية ليحفظ الجملة المطلوبة للامتحان.

عرفت إن ماليزيا عملت التجربة دي: قبل 2003 كان التعليم في كل المواد الاساسية بلغة المالايا في مناطق، واللغة الصينية في مناطق والتاميل في مناطق أخرى (حسب اللغة الأم للسكان)، في 2003 قرروا تدريس العلوم والرياضيات باللف=غة الإنجليزية، السكان من أصل صيني اعترضوا، فسمحوا للمدارس الموجودة في مناطق الصينيين بتدريس العلوم والرياضيات بالصيني … لكن في 2012 عادوا للتدريس باللغات الأصلية لفشل التعليم باللغة الإنجليزية.

* التقديرات تعبر عن اصحابها وليس بالضرورة عن الصباحية