تعيين وزير جديد للداخلية في بريطانيا والحكومة امام ازمة جديدة
عينت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الاثنين ساجد جاويد وزيرا جديدا للداخلية بعد استقالة آمبر راد على خلفية الفضيحة حول طريقة تعامل أجهزتها مع المهاجرين، ما يضع الحكومة امام أزمة جديدة تزيدها هشاشة.
وساجد جاويد هو ابن مهاجر باكستاني قدم في الستينات من القرن الماضي وعمل سائق حافلة.
ومع استقالة راد تجد ماي نفسها في الخط الامامي للدفاع عن سياسة كانت أول من دعا اليها عندما كانت وزيرة للداخلية بين 2010 و2016 في حكومة ديفيد كاميرون.
وقال زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن ان "راد كانت بمثابة ستار لماي وقد رحلت الان وعلى ماي الاجابة عن الاسئلة حول عملها عندما كانت وزيرة للداخلية"، بينما طالب العديد من نواب حزبه باستقالة رئيسة الحكومة.
وأعلن البرلمان ان جاويد (48 عاما) الذي عين في المنصب رد على اسئلة النواب بعد الظهر قائلا "أريد أن أقدم وعدا لجيل وندراش".
وكان يشير الى سفينة تحمل هذا الاسم نقلت مجموعة أولى من المهاجرين في 1948 من دول الكومنولث والكاريبي للمساعدة في اعادة اعمار المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
واضاف "ما كان يجب ان يحدث ذلك، وسأفعل كل ما يلزم لإصلاحه".
واوضح انه مهاجر من الجيل الثاني، وصلت عائلته من باكستان ابان الستينيات مع جنيه واحد فقط في الجيب".
وقال عن سفينة وندراش "ترك هذا تاثيره العميق علي، كان يمكن ان تكون امي او عمي او شقيقي او انا".
واستقالت راد (54 عاما) عندما تبين ان لوزارتها أهدافا محددة بطرد المهاجرين غير الشرعيين، ولو أنها نفت علمها بالامر أمام لجنة نيابية.
وأقرت راد في رسالة الاستقالة "لقد قمت بتضليل غير متعمد للجنة النيابية للشؤون الداخلية حول أهداف ترحيل مهاجرين غير شرعيين".
وعلقت ماي معبرة عن "الاسف الشديد" لرحيل الوزيرة التي كان عليها ان تجد لها بديلا في غضون ساعات فقط وقبل بضعة أيام على انتخابات محلية حاسمة لحكومتها المحافظة التي تعاني من الانقسام حول بريكست ولا تملك سوى غالبية ضئيلة في البرلمان.
– توازن دقيق –
ودفعت راد ثمن فضيحة وندراش. ومع ان قانونا صدر في العام 1971 منحهم الحق في البقاء الا ان العديد منهم لم يتمموا الاجراءات القانونية غالبا لانهم كانوا أطفالا أتوا على جوازات سفر آبائهم أو أشقائهم ولم يتقدموا بطلب باسمهم.
وبات هؤلاء يعاملون على انهم مهاجرين غير شرعيين ويواجهون خطر الترحيل من البلاد اذا لم يقدموا ادلة على كل عام امضوه في المملكة المتحدة.
اوزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود
وأعرب جاويد (48 عاما) والذي هاجر والداه من باكستان في ستينات القرن الماضي، عن حزنه في مقال نشرته صحيفة "صنداي تلغراف" الاحد موضحا ان اسرته كان يمكن ان تشملها اجراءات الطرد.
وبعد تعيينه بات منصب وزير الداخلية يشغله للمرة الاولى سياسي نجل لمهاجرين.
وتأمل ماي من خلال التعيين تحقيق توازن دقيق في الحكومة بين مؤيدي خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي ومعارضيه اذ كانت راد من مؤيدي التكتل. وجاويد صوت لصالح البقاء مع انه عاد بعدها وعارض خروجا "أقل جذرية".
وهذه الاستقالة الرابعة من الحكومة في غضون ستة أشهر بعد وزير الدفاع مايكل فالون ونائب رئيسة الحكومة داميان غرين بتهمة التحرش الجنسي ووزيرة الدولة للتنمية بريتي باتيل.
وبات ثلاثة رجال هم فيليب هاموند وبوريس جونسون وساجد جاويد يشغلون المناصب الثلاثة الاكثر أهمية في الحكومة وهي تباعا المالية والخارجية والداخلية.
ونتيجة للتعديل، بات النائب جيمس برونكشير وزيرا للاسكان والمجتمعات والحكومة المحلية بينما عينت وزير التنمية الدولية بيني موردونت وزيرة دولة لشؤون النساء والمساواة.