كتاب وآراء

حجة أهمية الاطلاع على المعارف باللغة الإنجليزية، وخاصة لمن سيعمل بالبحث العلمي

هاني الحسيني*

من ضمن المناقشات عن مسألة التعليم واللغة يضع الكثيرون حجة أهمية الاطلاع على المعارف باللغة الإنجليزية، وخاصة لمن سيعمل بالبحث العلمي.
أنا شخصياً تعلمت (تعليم متوسط الجودة في تقديري) في مدرسة خاصة في ابتدائي ثم مدرسة حكومية في إعدادي وثانوي. لغتي الإنجليزية عند إنهاء الثانوية كانت معقولة، بمعنى أني كنت قادراً على قراءة أجاثا كريستي بالإنجليزي (وأعتقد إن جزء من تحسن لغتي الإنجليزية يرجع لشغفي بهذه القراءات). أثناء دراستي في كلية العلوم حتى الماجستير لم أواجه أي مشكلة في القراءة والاطلاع باللغة الإنجليزية، كتبت رسالة الماجستير باللغة الإنجليزية بأخطاء لغوية قليلة جداً.
حصلت على منحة لإعداد الدكتوراه في فرنسا، وكانت علاقتي باللغة الفرنسية توقفت عند دراستها كلغة أجنبية ثانية في الثانوي في المدرسة الحكومية (فيما أذكر كان مدرسو اللغة الفرنسية في المدرسة من أسوأ ما يمكن)، وحضرت دورة إعداد لغوي لمدة شهرين قبل السفر. وصلت لأجد نفسي ملزماً بحضور مقررات الدكتوراه والتي تدرس باللغة الفرنسية، لكن لحسن الحظ كانت المكتبة بها مايكفي من المراجع بالإنجليزية، نجحت في امتحاناتي لمقررات الدكتوراه وكتبت بحثاً بلغة فرنسية رديئة، واعتدت على القراءة والكتابة (بأخطاء مهولة) باللغة الفرنسية خلال عام، ثم أجبرت على كتابة رسالة الدكتوراه باللغة الفرنسية، كانت لغتي من الركاكة مما جعل الأستاذ المشرف يصحح لي الرسالة لغوياً صفحة بصفحة. خلال العام الأخير وقبل إنهائي الدكتوراه كنت أقوم بالتدريس في الجامعة باللغة الفرنسية (الركيكة).
بعد عودتي انقطعت عن استعمال اللغة الفرنسية في الكتابة والمحادثة لسنوات، ثم ذهبت للتدريس في جمهورية أفريقيا الوسطى حيث التدريس باللغة الفرنسية، اضطررت للعمل على تحسين لغتي الفرنسية حتى أصبح مستواي في الكتابة والإلقاء معقولاً. لكني مازالت لكنتي الفرنسية سيئة جداً، ومازلت أقع في أخطاء لغوية كثيرة.
أحب أن أضيف أيضاً أنني أقرأ بعض الأبحاث باللغة الألمانية (التي تعلمت مبادئها في الكلية) والروسية (التي تعلمت القليل منها بالتجربة) بالاستعانة بقواميس ومترجمات الكترونية.

الخلاصة:

1- لا علاقة بين مقدرة الباحث على الاستفادة من المصادر بلغات أجنبية وبين تعلمه تلك اللغات في المدرسة.
2- تعلم اللغات (وغير اللغات) لا ينتهي بانتهاء التعليم المدرسي.

ملاحظتان تحذيريتان:

1- أعتذر عن إعطاء المثل بنفسي، لكن حجتي هي أني أعتقد أن ما عشته متكرر وعاشه كثيرون غيري.
2- ربما يكون تخصصي (الرياضيات) من أقل التخصصات تأثراً بالعامل اللغوي.

 

*المقالات تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الصباحية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى