كتاب وآراء

إلى متى ننتظر حلفاً شرقَ أوسطياًّ في وجه الحملة الترامبية الشرسة لابتزاز الخليج العربي؟

علي الهيل*

 

 

الإبتزاز الترامبي واضح و بات معروفاً و من المسلّمات.  لم يستطع الرئيس (ترامب) أن يبتز كوريا الجنوبية لسبب معروف و هو وجود ديمقراطية و حساب لرأي الشارع.  في الخليج العربي هذا الأمر ليس موجوداً.

 

على المكشوف هذا الرئيس على غير سياسات أسلافه، يطلب المليارات من غير مراعاة لإتيكيتات السياسة و أدبياتها.  هو صانع أموال و تاجر؛ “تدفعون لي و إلا أدعكم لشعوبكم و للقوى الإقليمية التي تترصدكم.”  إذن ماذا نحن فاعلون؟

 

تعالت صيحتان قطرية و إيرانية لتشكيل إتفاقية أمنية شرق أوسطية و جبهة شرق أوسطية تقف في وجه الزحف الترامبي الذي لم تعد الشعوب تطيقه و تبتلعه الحكومات على مضض شديد.

 

الكل بات يعرف أن كل ذلك يحدث لصالح “إسرائيل” التي لوبياتها في أمريكا هي التي تحرك صناعة القرار الأمريكي.  الأمر جلل.  الكل مستهدف الحكومات و الشعوب.  على الحكومات أن تعيَ

 الإصطفاف إلى جانب شعوبها لأنها هي مصدر الأمن الحقيقي لها.  على الحكومات أن تحتذيَ بكوريا الشمالية و كوريا الجنوبية التي اتخذت خطوة بمعزل عن حليفتها أمريكا و تقاربت مع جارتها و شقيقتها كوريا الشمالية.  أدركت كوريا الجنوبية أن أمريكا لن تجديها نفعاً.  لمن لم يعِ بعدُ حجم ما فعلته كوريا الجنوبية نقول لهم:  إنه أهم من كسب حرب ضد أمريكا.  فعل من معتبر؟

 

*أستاذ جامعي و كاتب قطري

المقالات تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الصباحية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى