بريطانيا

جونسون في واشنطن في محاولة اخيرة لاقناع ترامب بعدم الانسحاب من النووي الايراني

اقر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاثنين في واشنطن بان مطالب دونالد ترامب في ما يتصل بالاتفاق النووي مع ايران "مشروعة"، وذلك في اطار محاولة اوروبية اخيرة لاقناع الرئيس الاميركي بعدم الانسحاب من الاتفاق.

في موازاة ذلك دعا نظيراه الفرنسي والالماني جان ايف لودريان وهايكو ماس في برلين الى البقاء في الاتفاق معتبرين انه افضل وسيلة "لتفادي حصول ايران على السلاح النووي".

وقد يقرر ترامب السبت فرض العقوبات مجددا على ايران اذا اعتبر ان الحلول التي تم التفاوض في شانها مع الاوروبيين غير كافية ل"تشديد" مضمون الاتفاق الذي وقعته طهران العام 2015 في فيينا مع الدول الاوروبية الثلاث المذكورة اضافة الى الولايات المتحدة والصين وروسيا، وذلك قبل تولي ترامب الرئاسة.

وامهل ترامب الاوروبيين حتى 12 ايار/مايو للتوصل الى نص جديد يصحح "الثغرات الرهيبة" الواردة في الاتفاق مع طهران، والا فان واشنطن ستنسحب منه.

وقال جونسون الاثنين قبيل لقائه نظيره الاميركي مايك بومبيو ثم نائب الرئيس مايك بنس "من حق الرئيس ان يرى ثغرات في الاتفاق" وان "ينبه الى هذا الامر".

واضاف ان قلق ترامب "مشروع" وقد "شكل تحديا للعالم" وذلك في مقابلة مع قناة فوكس نيوز المفضلة لدى الرئيس الجمهوري.

لكنه تدارك "نعتقد اننا يمكن ان نكون اكثر تشددا مع ايران وان نتعامل مع قلق الرئيس" من دون التخلي عن الاتفاق، لافتا الى ان "الخطة البديلة لا يبدو انه تمت بلورتها حتى الان".

– تشديد القيود بدل كسرها –

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زار واشنطن قبل اسبوعين في محاولة لاقناع نظيره الاميركي بعدم التخلي عن الاتفاق مقترحا في الوقت نفسه التفاوض مع ايران حول "اتفاق جديد" يأخذ القلق الاميركي في الاعتبار. وايدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هذا الموقف بعدها بايام.

كذلك، اعتبر جونسون في مقال صدر في صحيفة نيويورك تايمز انه "في هذا الظرف الدقيق سيكون من الخطأ الابتعاد عن الاتفاق النووي وازالة القيود المفروضة على ايران".

وقال الوزير البريطاني ان الاتفاق ينص على مراقبة اكبر للمنشآت النووية الايرانية و"يزيد من امكان رصد اي محاولة لصنع سلاح".

وكتب جونسون "الان ومع هذه القيود الراهنة، لا ارى ميزة محتملة في ازالتها. وحدها ايران ستستفيد من التخلي عن هذه القيود على برنامجها النووي" مشددا على ان "الخط الافضل هو تشديد هذه القيود بدلا من كسرها".

من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي في اثناء لقائه نظيره الالماني "نحن مصممون تماما على انقاذ هذا الاتفاق لانه يقينا من الانتشار النووي ويشكل الوسيلة الجيدة لتفادي حصول ايران على السلاح النووي".

واكد الوزير الالماني ان الاتفاق "يجعل العالم اكثر امانا وبدونه سيكون اقل امانا".

صورة وزعتها الرئاسة الايرانية تظهر الرئيس حسن روحاني ملقيا خطابا في شمال غرب البلاد في السادس من ايار/مايو 2018

واضاف "ونخشى ان يؤدي الفشل الى تصعيد" في الشرق الاوسط.

واكد الوزيران الفرنسي والالماني رغبتهما باي ثمن في الحفاظ على الاطار القائم الذي تم التفاوض بشأنه مع طهران.

وقال لودريان "ننوي الاستمرار في الالتزام به مهما كان القرار الاميركي".

وتبقى معرفة ما ستفعله ايران في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق.

ويتبنى عتاة المحافظين في ايران موقفا بالغ التشدد. وقال مستشار لمرشد الجمهورية آية الله علي خامئي الخميس ان ايران ستنسحب من الاتفاق اذا نفذت واشنطن تهديدها.

لكن الرئيس الايراني حسن روحاني اكد الاثنين ان بلاده يمكن ان تبقى في الاتفاق النووي الايراني حتى اذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه شرط ان يضمن الاطراف الاخرون تحقيق اهداف طهران.

وقال روحاني "إما ان تتحقق أهدافنا من الاتفاق النووي بضمان من الاطراف غير الاميركيين، واما لا تكون الحال كذلك ونتابع طريقنا" بحسب ما اوردت الرئاسة الايرانية على موقعها الالكتروني.

وكان روحاني اعلن الاحد ان واشنطن ستندم "ندما تاريخيا" اذا انسحبت من الاتفاق كما يهدد ترامب منذ اشهر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى