كتاب وآراء

ما المانع في موقفنا المائع؟

حافظ الميرازي*

إعلامي مصري

 

حلفاء أمريكا الأوروبيون يختلفون مع ترمب وينتقدون، قراره انسحاب امريكا من الاتفاق النووي مع ايران.
لكن،
الخارجية المصرية تعلق: "مصر تتابع الموقف".. رغم أن القرار المنتظر اتخذ بالفعل!

موقف صعب وعصيب، تواجهه مصر في إعلان سياستها الخارجية بوضوح. فما المانع؟

إسرائيل نتنياهو ،التي صنعت القرار الأمريكي، في عيد اليوم.. فهي تريد حربا مع إيران مثلما فعلت مع العراق. لتنفرد بالهيمنة العسكرية على المنطقة بأكملها.

السعودية والإمارات سعيدة وتتولى التمويل..معتقدة أن هذا سيطلق ايديها في الحروب الإقليمية المتورطة بها بسوريا واليمن وخوفا من الأقليات الشيعية المهمشة لديها (وان كانت أغلبية في البحرين) .. وستندم دول الخليج على النتائج الوخيمة مثلما ندم الجميع على نتائج الحرب ضد العراق.

لكن مصر التي لم تتورط في سوريا وتعلمت درس التدخل في اليمن فقلصت تماما مساعدتها للسعودية فيه، كما أنها حصلت من العراق الجديد على بترول بمباركة إيران لتعويضها مؤقتا عن الاحتياجات التي قطعتها عنها السعودية قبل عامين لعدة اشهر حتى تضغط على مصر آنذاك وتوقع على ما عارضته من قبل…
كما أن مصر (الفاطمية) ليس لديها مشاكل شيعة وسنة، وربطتها بإيران في عهد الملكية علاقة مصاهرة، كحضارتين متميزتين على طرفي الصحراء العربية…
بالتالي ليست لها مصلحة في ترك اسرائيل تحرك أمريكا لتدمير المنطقة بمواجهة مع ايران.

اذا كان موقف مصر هو نزع السلاح النووي من المنطقة، فيجب عليها ان تطالب بصراحة بتطبيق ذلك على اسرائيل بالمثل وليس إيران وحدها!

ولأننا لا نريد إحراج صديقنا بن نتنياهو بموقف واضح ولو حتى كلمات إنشائية تطالب اسرائيل بالمثل، ولا نريد إغضاب ابناء عمومتنا الموسرين في الرياض وأبو ظبي بموقف يعبر عن مصالح الأمن القومي المصري والعربي المختلف عن أجندتهم الطائشة، فقد آثرنا الصمت والكلام المائع مثل:

نحن نتابع الموقف عن كثب… وسنتابع.. ونتابع.. ربما حتى تخرب مالطا!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى