الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي مع إيران وتداعياته الخطيرة على أمن العالم والشرق الأوسط و(العراق)
وفيق السامرائي
9/5/2018
الخطأ الاستراتيجي الحاسم الذي قلب آمال العراقيين باسقاط صدام وحول العراق إلى ساحة تصادم مدمر مع الإرهاب كان تلويح الادارة الأميركية بالاستدارة الى طهران ودمشق قبل أن تتوقف محركات دبابات قواتها، فذلك التلويح دفع الدولتين الى اتخاذ ما تريان من خطوات لارباك المخطط الأميركي الذي استهان بقدرات الآخرين وهو الطريق الذي أدى بصدام الى السقوط ودمار العراق..
شيء غريب أن تتصرف ادارات أميركية بتهور في معالجة أزمات العالم ويزداد تصرفها تهورا اذا ما انساقت بلا ترو وراء البترودلار من دون تحسب لأمن العالم.
النظام السعودي يشعر بخطر وجودي، ويرى أن الد اعدائه إيران ويعمل على اسقاط النظام فيها حتى لو تسبب الهدف في حروب أهلية مدمرة وتفكيك إيران وهو هدف لن يتحقق.
الحروب داخل إيران وتقسيمها سيعرضان وحدة وأمن العراق وتركيا وسوريا ولبنان الى خطر كبير جدا وسيؤديان الى موجات نزوح كبيرة تهدد أمن أوروبا والعالم وتهديد امدادات الطاقة..
الحلم السعودي بقيادة المنطقة هذيان صرف؛ لأنهم فقدوا القيادة كليا منذ ترك الإمام علي أرض الحجاز وأقام في الكوفة قبل اكثر من 1400 سنة، وهذه قصة ربانية.
ترامب لن يشن حربا مباشرة (واسعة) على إيران لأن أوروبا لن تقف معه ومجلس الأمن لن يدعم حربا كهذه، بل سيعتمد خطابا متشددا والعودة الى عقوبات قد تكون أكثر تأثيرا في بعض المجالات مما مضى وقد يلجأ الى ضربات صاروخية محدودة.
من مصلحة العالم وجود توازن نسبي على ضفتي الخليج وترك السعودية وإيران تعالجان المشاكل بينهما دون انحياز عسكري مهم.
في فترة ما بعد الحروب، صدام لم يكن أكثر سوء من النظام السعودي الحالي الذي يشكل خطرا كبيرا على وحدة وأمن ومستقبل العراق ودول عربية وإقليمية تحت مظلة هوس الزعامة، ومخططات ترامب والسعودية ستدفع إيران إلى استنفار نفوذها في العراق الذي يراد له أن يكون بوابة التدخل السعودي في إيران، واذا ماتمادت السعودية كثيرا فسينعكس الضرر على العراق، والعراق أولا بعيدا عن الشعارات القومچية الفاضية وغيرها.