كتاب وآراء

عادت الجزيرة القطرية لأصحابها القطريين

حافظ الميرازي*

اعلامي واكاديمي مصري

 

لا استطيع ان أصدر أحكاما تعميمية على فترة ادارة زميلي السابق: الإعلامي الأردني ياسر ابو هلالة الذي ترك اليوم منصب مدير عام قناة الجزيرة وكان قد خلف في ذلك المنصب، الاسلاموي الفلسطيني المهندس وضاح خنفر، الذي أضر أيديولوجيا ولامهنيا بتلك القناة التي كنت أعتز بالانضمام إليها من واشنطن.
وتم اليوم تعيين مدير جديد للجزيرة شاب قطري المولد والجنسية يمني الأصل هو أحمد السقطري الذي عمل بالقناة مساعد مخرج فني بمجرد تخرجه من كليةالإعلام بجامعة قطر، وتدرج بمناصبها.

ملاحظتان تميزان المدير الجديد للجزيرة، السقطري ومحمد جاسم العلي مؤسس قناة الجزيرة ومديرها الأول منذ انطلاقها عام 1996 حتى الاطاحة به عام 2004، بعد سقوط نظام صدام حسين واحتلال العراق بالتالي انتهاء المراهنة في السياسة القطرية على التيار القومي والتحول الكامل للاسلامويين دون سواهم.
فالسقطري وجاسم العلي كلاهما قطري الجنسية وكلاهما عمل بالاخراج التليفزيوني اي الاهتمام بالتقنية وعدم التدخل في المضمون باي أجندة.

ولأنني لا أصدر أحكاما الا بناء على خبرتي، فإن افضل من تولى الجزيرة وفهم الإعلام بشكل مهني فيمن تعاملت معهم فيها كان ولا يزال القطري المخرج التليفزيوني محمد جاسم العلي.
بالتالي آمل أن يكون أحمد السقطري بداية لتصحيح مسار الجزيرة من الداخل،

أما الاجواء السياسية المؤثرة على سياسة القناة التحريرية فرغم تشابه فترة بداية الجزيرة بوضع قطر الإقليمي خليجيا من حيث كشف المستور سعوديا (في عهد جاسم ) وليس التستر عليه، مثلما حدث وقت المصالحة من 2008 إلى 2015، فإن الضرر الأيديولوجي الذي فعله غير القطريين بإدارة القناة ، ومواصلة استخدام القيادة القطرية للقناة في نقد الآخرين وحدهم وتأليه حكامها، كأنها قناة محلية، خلافا لسنواتها الأولى، يجعل أقصى مانتمناه لمدير الجزيرة المهني الجديد تقليل الضرر وإصلاح ما يمكن إصلاحه في انتظار تغير واقع السياسة في عالمنا العربي الذي ينعكس بتبعيته، وشرعية العصور الوسطى، على إعلامنا الأسوأ حالا..والأعلى صوتا والأقبح صورة!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى