المانيا

ميركل تدافع عن الاتفاق النووي وإيران تقول إنها “لن تستسلم” لأمريكا

ردت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأربعاء على رفض واشنطن للاتفاق النووي مع إيران قائلة إن الاتفاق ساعد القوى الخارجية القلقة من دور طهران الإقليمي على نقل مخاوفها للجمهورية الإسلامية.

وأكدت إيران مجددا أنها لن تستسلم للضغوط الأمريكية وستقاوم ”المخطط“ الأمريكي بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي الانسحاب من الاتفاق الموقع عام 2015.

وشكا ترامب، الذي بدد نتائج جهود دبلوماسية استمرت لأكثر من عشر سنوات، من أن الاتفاق لا يشمل صواريخ إيران الباليستية أو دورها في الحروب الإقليمية أو ما يحدث عندما يحل أجل بعض بنود الاتفاق في عام 2025.

وتشاطر الدول الأوروبية الكبرى ترامب مخاوفه لكنها تقول إن الاتفاق النووي هو أفضل سبيل لمنع إيران، وهي قوة إقليمية يتزايد نفوذها، من الحصول على أسلحة ذرية.

وأكدت ميركل دفاعها عن الاتفاق في تصريحات للمشرعين في مجلس النواب بالبرلمان الألماني (البوندستاج).

وقالت ”السؤال هو هل الأفضل إجراء محادثات بإنهاء اتفاق أم بالبقاء فيه… نقول يمكن الحديث بشكل أفضل في حالة البقاء فيه“.

وأضافت ”هذا الاتفاق بعيد كل البعد عن كونه مثاليا لكن إيران ووفقا لكل ما تعرفه السلطات النووية الدولية تفي بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق“.

ورفع الاتفاق بين إيران والقوى العالمية الست في عام 2016 معظم العقوبات الدولية عن إيران مقابل التزامها بتقليص برنامجها النووي الذي يخضع لرقابة مشددة من وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وأعلن ترامب الأسبوع الماضي أنه يعتزم إعادة فرض مجموعة من العقوبات التي رفعها الاتفاق وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الثلاثاء عقوبات على محافظ البنك المركزي الإيراني وثلاثة أفراد آخرين وبنك مقره في العراق.

وقالت إيران إن العقوبات الأمريكية الجديدة محاولة لإخراج جهود إنقاذ الاتفاق عن مسارها.

ونسبت وكالة أنباء فارس إلى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله ”بمثل هذه الإجراءات التدميرية تحاول الحكومة الأمريكية التأثير على إرادة باقي الموقعين على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وقرارهم“.

ووصفت إيران العقوبات بأنها غير مشروعة وحذرت من أنه إذا فشلت المحادثات لإنقاذ الاتفاق فإنها ستطور برنامجها النووي إلى مستوى أكثر تقدما من ذي قبل.

 
ADVERTISING

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء إن ترامب توقع أن تنسحب إيران من الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة لكن الجمهورية الإسلامية رفضت أن تنساق وراء هذا المخطط بسعيها لإنقاذ الاتفاق مع الأطراف التي لا تزال ملتزمة به.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله ”ألقى ترامب ورقته الأولى لكنه أخطأ حساب خطوته الثانية… لأن إيران لم تنساق وراء هذا المخطط“.

وقال روحاني إن إيران لن تستسلم للضغوط الأمريكية.

ونسبت إليه وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء قوله ”يعتقدون أنهم يستطيعون أن يحملوا الأمة الإيرانية على الاستسلام بالضغط على إيران بالعقوبات بل وبالتهديد بالحرب… الأمة الإيرانية ستقاوم المخططات الأمريكية“.

غير أن كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي شكك في أن تكون المحادثات مع الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي مثمرة.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن علي أكبر ولايتي قوله ”أشك في أن تكون المحادثات مع الأوروبيين مثمرة. آمل أن نرى نتائج طيبة… علينا أن نصبح معتمدين كليا على أنفسنا“.

وتعهدت القوى الأوروبية هذا الأسبوع بالإبقاء على الاتفاق دون الولايات المتحدة وذلك بمحاولة الحفاظ على تدفق النفط الإيراني والاستثمار مع طهران لكنها أقرت بأنها ستسعى جاهدة لتقديم الضمانات التي تطلبها الجمهورية الإسلامية.

واجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بروكسل يوم الثلاثاء لبحث كيف يمكنهم إنقاذ الاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة لكن بدا أنهم يتعرضون لضغوط كبيرة بشأن كيف يمكن لشركات بلادهم مواصلة العمل مع إيران عندما تبدأ واشنطن فرض العقوبات.

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اجتماعاته مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي في بروكسل بأنها بداية جيدة لكنه يريد رؤية ضمانات تتحقق.

وكلف الأوروبيون والإيرانيون خبراء بمحاولة التوصل سريعا لإجراءات وسيجتمعون مرة أخرى في فيينا الأسبوع المقبل.

 

وذكرت رويترز يوم الأربعاء أن مسؤولا إيرانيا كبيرا التقى بمشترين صينيين للنفط هذا الأسبوع لمطالبتهم بالإبقاء على وارداتهم بعد سريان العقوبات الأمريكية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى