مقابلات

الشاعر السوري حسن المرعي.. عصامي من ريف حمص ينظم “الشعر الجزل” ويتغزل “بما هو أبعد من الجسد”

أجرى الحوار لجريدة الصباحية : د. رياض محمد الأخرس 

الصباحية: من هو الشاعر حسن المرعي… أقصد أننا نريد تعريفا وافيا وكافيا بالشخصية الأدبية والشعرية لحضرتكم.

الشاعر: إسمي حسن بن علي المرعي ولدت في قرية الثّابتيّة التابعة لمحافظة حمص ..في الجمهورية العربية السورية… قريةً تقع إلى الشرق من مركز المدينة بمسافة لا تزيد عن العشرين كيلومتر ..يعيش أهلها على موارد الزراعة ويتقاسم أرضها أشجار الزيتون والعنب واللوز درست في مدارس قريتي المرحلتين الإبتدائية والإعدادية وأتممت الثانوية في مدرسة فيروزة ..وبعد حصولي على الشهادة الثانوية انتسبت إلى جامعة البعث ..كلية الآداب .. لأختص بدراسة الأدب العربي..ولكن لضعف ذات اليد..لم أتمم حتى السنة الأولى ..وانتسبت إلى الكلية الحربية لأتخرج منها ضابطاً في الجيش العربي السوري..خدمت جل خدمتي في المواقع الأولى من الجبهة مع العدو الإسرائيلي.. وبدأت رحلتي مع الشعر باكراً حيث كانت قصيدتي الأولى والتي نشرتها لاحقاً وأنا في الخامسة عشرة من عمري على أعقاب تجربة حب فاشلة .. وتتالت تباعاً قصائدي التي أكتبها وأحتفظ بها وطبعت ديواني الأول (حديث الجوى) في عام ١٩٩١ وفي عام ١٩٩٩طبعت ديواني الثاني (مرايا الروح) وهو الأقرب إلى قلبي. وفي عام ٢٠٠٢م طبعت الديوان الثالث (عرائس الأمطار بين الشيح والغبار).

“بدأت رحلتي مع الشعر باكراً حيث كانت قصيدتي الأولى والتي نشرتها لاحقاً وأنا في الخامسة عشرة من عمري على أعقاب تجربة حب فاشلة”

الصباحية: هل تذكر القصيدة الأولى التي قلتها في حياتك الشعرية والأدبية؟

لقد كانت هذه القصيدة أول ما كتبته وأحتفظت بها ونشرتها في ديواني الأوّلِ /حديثُ الجّوىٰ/ _كتبتُها وكنتُ في الصفِّ التّاسعِ.. وكانَ بها بعضُ الهناتِ اللّغوية، وعندما تمكّنتُ أصلحتها ونشرتُها في العام ١٩٧٩

……هٰذي ثَروتيْ…….

هٰذي أنامِلُ قِسْمتيْ ومَتاعُ عُمْريْ… مِنْ دروبِ الحُبِّ …هٰذي ثَروتيْ…

أشلاءُ ذِكرىٰ…بالفؤادِ سواكِنٌ… عاشتْ عليها في اللّيالي مُهْجتي..

وترنَّحتْ مِنْ نخْبِها… حتّى الثُّمالةِ ليلتيْ آلتْ يميناً أنْ ترافقَ رحلَتيْ…

وتظلَّ قُربيْ…كاللّياليْ السّالِفاتِ بقِصّتيْ… فتُذيبُ قلبيْ… وهي صامِدةٌ بدربيْ

ما عليها… أنْ تَقاذفَنا القَدَرْ… مُتناسياً… أنّا بَشَرْ…

فالهجْرُ مِنْ عاداتِها… وإلٰهُهُ في قريتيْ

شُدَّتْ رِحاليْ منذُ دهرٍ للنّوىٰ…. وتمزَّقتْ أنياطُ قلبيْ في الهوىٰ..

إذْ كلَّما لاحتْ بعينيْ نجمةٌ… يَطغىٰ عليها الغيمُ في وجعِ السّما…

ويُغازلُ البدرُ الثُّريَّا… لا يُهَمُّ بخيْبتيْ…

فأعودُ أدراجيْ… أُواريْ نَكْبتيْ.. …والخدُّ وآلَ دمعتيْ… والوردُ ناصَرَ عَودَتيْ.

الصباحية: وماذا عن ديوانك الآخر مرايا الروح هل لديك منه قصيدة أثيرة؟

هذه من ديواني (مرايا الروح) قلتها في مهْرَجانُ العَنْدليبِ /١٩٩٥/١٠م

                           .. بَسْمَةْ ..

ذُوبيْ على شَفَةِ الغُروبِ           يا بسْمةَ الأمَلِ الطَّروبِ

يا قَطْفةَ الحَبَقِ المُندَّى …..       أفْعَمتْ ريحَ الجّنوبِ

يا موْجةً من خمْرِ ثَغْرٍ …        داهمَتْ قلْبَ الحبيبِ

فَهوَى على لذَّاتِهِ…..        سكْرانَ من وقْعِ الوَجيبِ

بلْ غَيْمةٌ نثرَتْ بلابِلَها ……    على الشَّفَقِ الرَّحيبِ

مجْنونةُ الأسْرابِ مَرْحى …..    رَفَّةِ الجّنْحِ الرَّتيبِ

معزوفَةٌ شرْقاً و غرْباً       في البعيدِ و في القريبِ

          حَطُّوا على شجريْ فروحي

الصباحية: حدثنا عن ملامح تجربتك الشعرية الخاصة بك.

الشاعر: تعرفت مبكرا على بعض المهتمين بالأدب وصناعته..وأعجب الدكتور عبدالله أبو هيف بشعري فنشر لي الكثير في (جريدة الأسبوع الأدبي) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب .. وحصلت على جائزة أدب الشباب في محافظة حمص آنئذ .. وحصلت على المركز الأول بمسابقة شعرية على مستوى الجمهورية بقصيدتي (أنخاب وطن). لم يأبه النقاد لشعري كوني لم ادرس في جامعة ولوضعي الوظيفي حيث كنت بعيدا عن العاصمة .. ولكن كنت على اتصال وثيق (بفرع درعا لإتحاد الكتاب العرب) وقد أولاني رئيسه في تلك الفترة اهتماماً كبيراً فوقفت لأكثر من مرة على منابر الثقافة فيها ..

لم يأبه النقاد لشعري كوني لم أكمل دراستي الجامعية ولوضعي الوظيفي حيث كنت ضابطا في قطعة ميدانية بعيدا عن العاصمة ..

الصباحية: من الملاحظ على شعركم التزامكم بالتفعيلة والبحور القديمة ولا يلاحظ لكم شعر على التفعيلة الحديثة إلا نادرا مع أن هذا خلاف المتعارف عليه في القرن الأخير من تاريخ الشعراء العرب … لماذا هذا الإصرار على الاوزان القديمة وما قيمته الأدبية؟

الشاعر: لم ألتزمت الشعر العمودي في أغلب قصائدي ؟.. فأنا ذو ذائقة شعرية ألفت الأوازان الخليلية منذ نعومة أظفاري ولا أجدني خارجاً عنها إلّا في بعض النصوص النثرية التي أناطها غيري بالشعر ..أما أنا فأعتبرها نثراً فنياً ليس إلّا.

أنا ذو ذائقة شعرية ألفت الأوازان الخليلية منذ نعومة أظفاري ولا أجدني خارجاً عنها إلّا في بعض النصوص النثرية

الصباحية: وماذا عن التفعيلة…

الشاعر: وهذه مقطوعة من شهر التفعيلة:

أوَتذكرينْ ؟ …..

ماكان يعرفُ سِرَّنا… يومَ التقينا تحتَ دالِيَةِ العِنَبْ

إلاّ الخِرافُ العَشْرُ… والمُرياعُ… والبيْتُ القَصَبْ

وكأنّهمْ فرِحوا لنا… …..

مُسْتبدِلَيْنِ… عُتوبَةَ النّظَراتِ بالأنْدى عَتَبْ

فتسوَّرونا بهْجَةً…وحراسةً…واحمرَّ وجهُ الشّمسِ من تحتِ غُرَّتِكِ الجميلةِ فاستحمَّ بقطرتينِ منَ الذّهبْ. ….

أوَتذكُرينْ..؟؟؟ْ

الصباحية: جميل وهل لديك نماذج أخرى من شعر التفعيلة؟

الشاعر: هذه نثريّةٌ فنية قلتها في٢٠١٤/٨/١٧م

……….أنتِ..والشِّعرُ………

هلْ كانَ أبوكِ على البحر ِالكاملْ؟

وأمُّكِ؟ هلْ كانتْ على البحرِ الطويلْ؟

حتَّى جاءَ صدرُكِ على البحرِ الوافِر…

…وعيناك ِعلى البحرِ الأبيض المتوسِّطْ

*********٢**********

ياللفراهيدي صديقيْ….

كيفَ استعارك.ِ.. روحاً وجسداً….ليصوغ َمن تضاريسكِ

المخمليِّةِ ونسائمك ِالمتقلِّبة ِخارطةَ الشِّعرِ العربي

**********٣*********
لصديقي الفراهيدي خطيئتانْ

الأوْلى…ما تعلَّم َالسباحةَْ…فلم ْينظرْ إلى

عينيكِ….وضاعَ البحرُ المتداركُ ألفَ سنةْ

والثانية.ُ..نسيَ المجدافَ على شاطئِ البحر

الأحمرِ…وبأقربِ دائرةٍ في ذاكرةِ البحرِ توارى

********٤*********

عندما تكونين َبينَ يديَّ.. يحقُّ لي مالا يحقُّ لغيري…..

الوديانُ أرفعُها …والجبالُ أكسرُها…وأفتح ُكلَّ بابٍ

مغلقٍ ونافذةٍ مشفَّرةٍ على حدودكِ البريَّة

ِوالبحريّة…وأُسكِّنُ الريح َلتبقى سُفني رواكدَ بين صِقلية وجزيرةِ أروادْ

*********٥*********

لاتسأليني عن الشعراء.ِ.. فلكلٍّ شيطانُه ُ

لكنِّي عندما أتّجهُ شرقًا إلى داركمْ.. فالّسابِقاتُ أمَامي

وعندما أتّجهُ جنوباً إلى كعْبة عيونِكمْ..فروحُ القدُس يميني

وأخافُ كثيراً إنْ لم أجلُ غشاوة َ عينيَّ

برؤيتكِمْ صباحَ مساءْ…فعملِي سائق ٌولساني شهيدْ

*********٦*********

شرَّقتُ وغرَّبتُ….شربتُ وسكِرت ُ….لكنِّي لم أعرفْكم

حقَّ المعرِفة….فبيتُكمْ بعيد ٌ…وروحي مقصوصةُ الّجناحْ

*********٧*********

في لحظةِ الشِّعرِ…كلُّ الّنساءِ حبيباتي…..وفي لحظاتِ

الفلسفة.ِ..كلُّ الّنساءِ صديقاتي….

وأعوذُ بالّله ِمن ساعةِ الغفْلهْ

*********٨*********

أنا مؤمنٌ بالصداقةِ بينَ الجِنسينِ…لكنَّ عيوني تُنكرُ ذلكْ

*********٩*********

أنا في منطقةِالإستقرارِ الّثانية.ِ…قريببٌ من خطِّ المطرِ…

..وأنتْم في الحَيدِ المُرجاني قريبٌ منَ اللهِ…..والّريحُ عقيم

*********١٠*********

حبيبتي مُسرفَة ٌجداً…..تُمشِّطُ شعرَهَا في الرِّيحِ ….

….وغرامُ الذَّهبِ بعشرةِ آلافِ ليرهْ

*********١١*********

لا بلاغةَ في الإيجازِ… إنْ كانتْ عيناكِ المتحدِّثةَ… وحواسِي الجمهورْ.

*********١٢***********

لاتُكلِّمي الطيورَ ….المُغرِّدةَ صديقةَ بتهوفِنْ ..

..فالسِمفونيّّةُ التّاسِعةُ حديثُكِ ليْ فقط

*********١٣********

سألني الخيَّاطْ… إنْ كنتُ أريدُ لكِ الفستانَ

مُزركشًا…..فقلتُ:لاداعي…فالأطيار ُوالأزهارُ تعرفُ مكانَها..

*********١٤*********

انتبهي إلى العددِ.. واحدْ….

…..الجالسِ بأناقةِ شاعِرٍ على قميصِكِ الأسودْ

…..فهوأكبر ُممَّا كان

*********١٥*********

قصيدتي طويله…..قصِّريها… بنظرَهْ

الصباحية: يأخذ الغزل حيزا كبيرا من شعركم … ما السر وراء ذلك؟

الشاعر: تناولت في شعري الغزل من باب قل سالكوه من الشعراء فلقصيدتي الغزلية ثوب واضح من التغزل بالمرأة لمن أراد أن يقرأها بظاهرها الغزلي ..ولمن أراد أبعد من المفاتن الجسدية فعليه أن يمتلك مفاتيحها التي لا تتعدى ما سلكه الشعراء المتصوفة .. حيث أفرغت مافي جعبتي من فلسفة أؤمن بها ..وألبستها جسد المرأة الجميل فكانت (ليلى)و(سلمى) تتقاسماني معرفة راقية تتعدى أبعاد مفاتنهما الظاهرة إلى أسرار المعرفة الفلسفية التي أعتقد.

لقصيدتي الغزلية ثوب واضح من التغزل بالمرأة لمن أراد أن يقرأها بظاهرها الغزلي .. ولمن أراد أبعد من المفاتن الجسدية فعليه أن يمتلك مفاتيحها التي لا تتعدى ما سلكه الشعراء المتصوفة

… رَقْصَةُ البَجَعِ …

مَررْتُ في دارِكمْ يا بَسْمةَ الوَجَعِ

فمالَ كُلُّ الّذيْ حُبَّاً يَميلُ مَعِيْ

ولا زَلازِلَ … إلّا أنَّها شَعَرَتْ

بِمَنْ لهُ كَلَفٌ في رَقْصَةِ البَجَعِ

يَدقُّ قلبٌ لهُ قَبلَ الحِمى أملاً

بِطَلْعةِ البَدرِ لا مِنْ شِدَّةِ الوَرَعِ

ولستِ فيها ولا الشُّبّاكُ مُبْتَسِماً

ولا الرِّياحُ تَنَدَّتْ والأَصِيصُ يَعِيْ

لَكِنَّ مُهجَتَهُ مِنْ كُثْرِ ما دَنِفَتْ

كانتْ لِخَطوتِهِ المَيْلاءِ في تَبَعِ

ولا يَرُفُّ سِوى في حَيِّكُمْ طَرَباً

ولا يَصُفُّ لهُ جِنْحٌ بِلا وَلَعِ

وليسَ إلّا على ياقوتِ غَمَزَتِها

يَنهارُ جانِحُهُ والسَّبْعُ لم تَسَعِ

تندى لهُ رِئةٌ مِثْلَ الطُّيورِ هَفَتْ

على الشَّبابِيكِ مِنْ راءٍ ومُسْتمِعِ

وكُلُّنا يَجمعُ الألحانَ يَحفَظُها

علَّ الذيْ فَرَّ للوادِيْ بِمُرتَجِعِ

ومَنْ توالى معيْ جُورِيَّةٌ سَكِرَتْ

فَفَتَّحَتْ بُرعُماً مِثْلِيْ على السَّمَعِ

وعَربَشَ الكُلُّ والحَيْطانُ تَنْهَرُنا

والياسَمِينُ انتَحى باباً على طَمَعِ

يا ليتَهُمْ كَبِروا مِثْليْ وما كَبِرتْ

صَفصافةٌ خَرِفَتْ مِنْ رَجعَةِ الوجَعِ

أو لَيتَ جَوقَتَنا ظَلَّتْ كَما دُهِشَتْ

وخُطوةَ الدَّهرِ لم تَبْرحْ بِمُرتَبَعِ

فَزِعتُ للفُلِّ مِمّا كُنْتُ أشهدُهُ

يَغارُ مِنْ شَفَقٍ في خَدِّكِ الفَزِعِ

فما انتَصَرتُ بهِ لَوناً ورائحةً

لِما تَجَلَّى بِهِ مِنْ كُلِّ مُرتَفِعِ

وَتْراً .. ويَسكُبُها مِنْ رَيِّقٍ عَطِرٍ

شَفْعاً .. ويُرضِعُها مِنْ أبدَعِ البِدَعِ

وعُدّتُ ذاكِرَةً لِلَّوزِ فانتشرَتْ

رِيحُ القَميصِ الذي ما كانَ مُرتَدِعيْ

وما رأيْتُ كما دُنيا لَها تَبَعاً

وما رَجَعتُ سِوى بالقلبِ مُنْخَلِعِ

(قيلت في ٢٠١٨/٥/١٠م)

الصباحية: رغم الدواوين المطبوعة لكم والأشعار المنشورة كثيرا على وسائل التواصل وخصوصا صفحتكم على الفيسبوك إلا أن اسمكم لم ينتشر في العالم العربي كما يجب.. لماذا وما المطلوب؟

الشاعر: بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي بدأت بنشر قصائدي على صفحتي وعلى صفحات المجلات التي كانت تنشر لي كل ما أرسله لها .. ومنها من تأخذ قصائدي عن صفحتي وتنشرها لي ..إلى أن أصبح إسمي معروفاً ومتميزاً بفرادة أعرف بها، ولولا وسائل التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) لما كان لي قصيدة تقرأ أو صوت يسمع.. ولكن هذه الوسيلة لا تحتاج لواسطة تقربك من المتسنمين كراسي الثقافة زلفى ..ولا تحتاج إلى أبواب كبيرة تقف ساعة لتأذن لك بالدخول على ربع شاعر أو نصف كاتب ..تريق ماء قصيدتك أمام كبريائه الأدبي الزائف إنها توصلك وقصيدتك إلى جمهور يقرأ وينقد ويقول لك أحسنت فأطربتني

لولا وسائل التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) لما كان لي قصيدة تقرأ أو صوت يسمع

الصباحية: كيف تنظرون إلى وضع الشعر العربي بعد غياب عمالقة كبار كنزار والجواهري وجمال الدين و.. هل تنحصر اهتماماتكم بالشعر أم لديكم نثر أيضا؟

وأما عن سؤالك عن المرحلة الحاضرة ولم لا يوجد بها شعراء كبار من مثل الجواهري والقباني وجمال الدين أقول ..نعم لقد أفرزت المئة سنة الماضية شعراء كباراً غير الذي أوردت في السؤال..وهذا قد يكون له علاقة بطبيعة المرحلة والثقافة وشدة الإهتمام بالشعر والمتميز منه خاصة ..وهذا على صعيد الدراسة في الجامعات وعلى صعيد المتلقي الذي أعتقد أنه كان مهتما بالشعر أكثر من جمهور هذه الأيام .من أعلى الهرم الإجتماعي إلى قاعدته ..وهناك السياسيون الذين ورثوا عن قصور الخلافة الإهتمام ببعض الشعراء المتميزين طمعا بقصيدة تخلد ذكرهم على شاكلة ما فعل المتنبي مع سيف الدولة الحمداني والذي نراه متماهيا مع سيرة الجواهري ..الذي قربه ملوك ورؤساء وكثير من الساسة .فأفرزت المرحلة التي كان الشعر منبرها الإعلامي المتحزب أسماءً تخلدت ذكرا وأدبا في تاريخ الأحزاب الحاكمة أو اليسارية التي أعلت من قيمة شعرائها من أمثال محمود درويش و مظفر النواب …وغيرهما و قد خفت في هذه المرحلة الإهتمام بالأدب والشعر ومن كافة الجهات إلا مانراه الآن على برامج التواصل الإجتماعي من مجموعات ومجلات إلكترونية تنشر الكثير غثاً وسميناً وهذا ما جعل شعري ينتشر بين هذه المجاميع التي آنست به شعرا وليس نظماً خالي الوفاض ..أو كلمات سوريالية لا مطر فيها

الصباحية: كسؤال أخير .. كيف تنظرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التواصل بين الشعراء والادباء والجمهور؟

لقد أغنت وسائل التواصل الإجتماعي ثقافة التعارف بين كثير من الشعراء العرب ..والتي أراها أسدتْ لي ولغيري من الذين لا نستطيع طباعة شعرنا بسبب الكلفة المادية العالية والتي لا نستطيع تحملها أقول أصبح الفيس بوك..دار نشر وتواصل فقصيدتي يقرؤها الألاف وأنا في أحسن الأحوال لا أستطيع طباعة أكثر من خمسمائة نسخة من ديوان لا تتعدى أوراقه المئة ورقة … إضافة ألى أن الفيس بوك مفتوح على أي موقع أستطيع أن أتواصل معه وأسمعه قصائدي وأتحاور معه كما أنا أتحاور معكم الآن طبتم سالمين بإذن الله. وأشكركم غاية الشكر والتقدير… وأتمني لك مزيدا من التقدم والنجاح بإعلاء شأن الكلمة الطيبة والصورة الجميلة وكل مايرفع من سوية الأدب العربي ويؤصل لثقافة راقية تعيد للشعر ألقه وللمنبر رفعته ومكانته التي يستحق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى