حزب عمران خان واثق من الفوز في الانتخابات بباكستان ويعد بطرد الحكام “الفاسدين”
وعد حزب السياسي الباكستاني عمران خان بطل الكريكيت السابق الاحد بطرد الحكام "الفاسدين" بعدما اعلن عن اجراء الانتخابات التشريعية في 25 تموز/يوليو في البلاد.
ويأمل عمران خان في تحقيق حلمه بقيادة البلاد على رأس الحكومة في وقت يبدو فيه حزبه حركة الانصاف المنافس الرئيسي للرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح نواز الحاكم الذي كان يقوده نواز شريف.
واكد قادة حركة الانصاف الباكستانية انهم واثقون من قدرتهم على الفوز على حزب شريف.
وكتب الحزب في تغريدة على تويتر الاحد ان "الامة الباكستانية (…) يمكنها ان ترى فجر باكستان جديدة لا يحكمها الفاسد". وارفقت التغريدة برسم كتب عليه "انتهت لعبة المافيا".
واضافت حركة الانصاف في تغريدة اخرى "اوقفونا اذا استطعتم".
ويؤكد بطل الكريكيت السابق بعد سنوات في المعارضة، باستمرار انه يريد تخليص باكستان من الفساد. كما وعد بتوظيف استثمارات في التعليم والصحة.
ويتمتع عمران خان بشعبية كبيرة بين الشباب والطبقات الوسطى. لكن حزب الرابطة الاسلامية يتمتع بدعم كبير في البنجاب، الولاية التي تضم اكبر عدد من السكان في باكستان والتي تعد اساسية في الاقتراع.
وكان متحدث باسم الرئاسة الباكستانية اعلن السبت أن الانتخابات التشريعية ستجرى في 25 تموز/يوليو المقبل في باكستان حيث ستغادر الحكومة المنتهية ولايتها السلطة في أقل من أسبوع، ما يضع حدا لتكهنات مستمرة منذ أشهر.
وقال متحدث باسم مكتب الرئيس مأمون حسين إن "الرئيس وافق على تحديد 25 تموز/يوليو موعدا لاجراء الانتخابات العامة في البلاد".
وقبيل ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية الموعد على حسابها على تويتر وكذلك وسائل الاعلام الحكومية.
وستتولى حكومة موقتة تصريف الاعمال حتى موعد الاقتراع.
– "حكم الشعب" –
قال المحلل السياسي حسن عسكري لوكالة فرانس برس ان حركة الانصاف تخوض الانتخابات في ظروف مناسبة لها. لكنه لا يتوقع فوزها في الاقتراع بما يتيح لها تشكيل الحكومة.
وقال ان "هناك امرا واحدا واضح وهو ان عدد مقاعد حركة الانصاف سيرتفع وعدد مقاعد حزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز سينخفض، لكن لا نستطيع ان نتكهن بحجم ذلك حاليا".
وهي المرة الاولى في تاريخ باكستان التي شهدت العديد من الانقلابات العسكرية، التي تنهي فيها حكومتان مدنيتان ولاية تشريعية كاملة.
وقال وزير المالية الباكستاني مفتاح اسماعيل لوكالة فرانس برس "انه ثاني برلمان ينهي ولايته. ننتظر بفارغ الصبر لنرى حكم الشعب على ادائنا".
وكان حزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز، الذي يقوده نواز شريف فاز في انتخابات 2013 على حزب الشعب الباكستاني الذي دفع ثمن ادائه الاقتصادي والامني السيئ.
وبعد خمس سنوات، تبدو حصيلة اداء حزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز افضل.
فقد تراجع الى حد كبير انخرام الامن. وكشفت دراسة أجراها "مركز الابحاث والدراسات الامنية" الباكستاني، تراجع عدد الاشخاص الذين قتلهم متطرفون لاسباب سياسية او في اطار قضايا اجرامية بنسبة سبعين بالمئة في السنتين الاخيرتين. وقد سجلت 2057 حادثة قتل العام الماضي، مقابل 6574 في 2015.
وتمت تسوية ازمة الطاقة الخطيرة مع ما تسببه من انقطاع للتيار الكهربائي، إلى حد كبير. ومؤخرا تم تدشين مطار دولي جديد في اسلام اباد. كما تم شق العديد من الطرق.
– ضربات قاسية –
لكن حزب الرابطة الاسلامية-جناح نواز واجه ضربات قاسية عديدة.
ففي تموز/يوليو الماضي، أنهت المحكمة العليا ولاية نواز شريف على رأس الحكومة بعد الكشف عن عقارات فخمة تمتلكها عائلته عبر شركات اوف-شور.
وشريف هو رئيس الحكومة الخامس عشر الذي يتعرض للاقالة قبل انهاء ولايته في البلاد التي قضت نحو نصف سنوات استقلالها السبعين تحت حكم عسكري. ومنع القضاء بعد ذلك شريف من قيادة الحزب الذي اسسه ثم من المشاركة في اي اقتراع مدى الحياة.
لكن معسكره ينفي التهم ويرى ان نواز شريف وقع ضحية لمؤامرة حاكها الجيش الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير ويُعدّ من ألدّ اعدائه.
وفي نيسان/ابريل الماضي، أقيل وزير الخارجية خواجة آصف ايضا بسبب مخالفته القواعد الانتخابية. وبعد اسبوع اطلق رجل النار على وزير الداخلية احسان اقبال الذي يتعافى حاليا من الجروح التي اصيب بها.
وعلى الرغم من الاحكام القضائية الصادرة ضد حزب الرابطة، فاز الحزب مؤخرا في انتخابات فرعية عدة، ما يؤكد ارجحية بقائه في الحكم.
وبعد اقالة شريف تولى شاهد خاقان عباسي الذي ينتمي الى حزب الرابطة الإسلامية رئاسة الحكومة.
وجرت اول عملية انتقال ديموقراطي للسلطة في تاريخ باكستان في اعقاب انتخابات 2013 حين سلمت الحكومة التي كان يقودها حزب الشعب الباكستاني، الحكم لحزب الرابطة الذي حقق فوزا كاسحا.