وكالات إغاثة والصليب الأحمر الدولي: هجوم التحالف على ميناء الحديدة اليمني سيكون كارثة
مع اقتراب قوات التحالف بقيادة السعودية من ميناء الحديدة الرئيسي باليمن تخشى وكالات الإغاثة من نشوب معركة كبرى سوف تؤدي أيضا لقطع شريان أساسي لحياة ملايين المدنيين.
وحث مسؤولون كبار بوكالات الإغاثة القوى الغربية التي تزود التحالف بالأسلحة ومعلومات المخابرات على دفع التحالف للعودة إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة مع الحوثيين المدعومين من إيران لوقف إراقة الدماء وإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.
وقال متحدث باسم التحالف يوم الثلاثاء إن القوات التي يدعمها التحالف أصبحت على بعد نحو 20 كيلومترا من مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون لكنه لم يفصح عن وجود خطط لشن هجوم للسيطرة على الميناء المطل على البحر الأحمر والذي يعد هدفا أساسيا منذ فترة طويلة.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند لرويترز ”القوات البرية للتحالف تقف على أعتاب تلك المدينة الساحلية المحصنة والمليئة بالألغام… آلاف المدنيين يفرون من مشارف الحديدة التي أصبحت الآن منطقة معارك“.
وأضاف ”لا يمكن السماح بحرب في الحديدة. سيكون الأمر مثل نشوب حرب في روتردام أو انتويرب تلك هي المدن التي يمكن مقارنتها في أوروبا“.
وقال مسؤول إغاثة آخر طلب عدم ذكر اسمه إن من المعتقد أن قوات من الإمارات ومن الحكومة اليمنية تقود قوات التحالف التي تحتشد جنوبي المدينة التي يقطنها 400 ألف نسمة.
وفي الأسبوع الماضي حث مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ التحالف بقيادة السعودية الذي يسيطر على الموانئ اليمنية على إسراع وتيرة دخول واردات الغذاء والوقود. وحذر من أن هناك عشرة ملايين يمني آخرين قد يواجهون خطر المجاعة بنهاية العام إضافة إلى 8.4 مليون يعانون بالفعل من نقص حاد في الغذاء في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
* معركة وشيكة
قال روبرت مارديني مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشؤون الشرق الأدنى والأوسط لرويترز ”ما يطلق عليها المعركة الكبرى في الحديدة تقترب منذ 18 شهرا وشهدت تقلبات… إنها منطقة عالية الكثافة السكانية حيث سيتسبب أي سيناريو عسكري على الأرجح في خسائر بشرية ضخمة“.
ويشن التحالف ضربات جوية في اليمن بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة فيما أطلق الحوثيون عدة صواريخ على السعودية. وتسبب الصراع في مقتل نحو عشرة آلاف شخص وتشريد ثلاثة ملايين.
ويستورد اليمن 90 بالمئة من غذائه وتدخل أغلب الواردات من الحديدة حيث يقوم مفتشون من الأمم المتحدة بتفقد الشحنات للتأكد من عدم دخول أسلحة.
وقال مارديني ”يظل (الميناء) شريان حياة للشمال الذي يعيش فيه 70 بالمئة من اليمنيين. الأمر يتعلق بالحاجة إلى وجود واردات تجارية“
وأضاف ”على الرغم من كل الإجراءات التي يطبقها التحالف لتحسين وصول الواردات إلا أن ما يصل إلى الحديدة لا يفي مطلقا بالاحتياجات“.
وطالب إيجلاند القوى الغربية، بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، وإيران التي تدعم الحوثيين على المساعدة في تجنب الكارثة وقال ”الموقف يحتاج بشدة إلى دبلوماسية نشطة من الجانبين“.
وأضاف ”نحن في سباق مع الزمن لنحصل على إمدادات كافية عبر الحديدة وهو أمر بالغ الصعوبة بالنظر إلى القيود المشددة المستمرة من التحالف على الوقود والواردات الأخرى… نشوب الحرب سيعني عدم دخول أي شيء“.