الكيان الاسرائيلي المحتل

نتانياهو يضغط على ماكرون لاقامة محور مشترك ضد ايران

وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد ظهر الثلاثاء الى الاليزيه للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون ومحاولة اقناعه باقامة جبهة مشتركة ضد ايران، في حين تستعد طهران لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم.

وقال نتانياهو في تسجيل مصور قبيل لقائه ماكرون إن المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي "أعلن نيته تدمير دولة إسرائيل". وأضاف "بالأمس، شرح كيف سيقوم بذلك، عبر التخصيب غير المحدود لليورانيوم لصنع ترسانة من القنابل النووية".

وبعد برلين وباريس، يتوجه نتانياهو الاربعاء الى لندن، المحطة الاخيرة في جولته الاوروبية.

ويبذل الاوروبيون ما بوسعهم لانقاذ الاتفاق النووي مع ايران بعد ان انسحبت الولايات المتحدة منه في الثامن من ايار/مايو الماضي.

ومقابل الضغوط الاسرائيلية والاميركية على الاوروبيين، هناك الضغوط الايرانية بحيث تهدد طهران بالانسحاب من الاتفاق في حال لم يضمن الاوروبيون لها عدم الانصياع للعقوبات الاميركية الجديدة.

وأعلن نائب الرئيس الايراني علي أكبر صالحي الثلاثاء ان بلاده أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين أنها ستزيد قدرتها على تخصيب اليورانيوم من خلال زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لديها.

وأضاف أن الإعلان لا يعني أن بلاده ستبدأ بتجميع أجهزة الطرد المركزي "وهو لا يشكل انتهاكا للاتفاق" النووي الموقع بين ايران والقوى العظمى في فيينا في تموز/يوليو 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الثامن من ايار/مايو الماضي.

– " لا تشكل انتهاكا" –

وحرصت بروكسل على تهدئة الموقف. وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني لفرانس برس "بعد تقييم اول، لا تشكل الاجراءات المعلنة انتهاكا للاتفاق النووي". لكنها اوضحت "انها لا تساهم في هذه المرحلة الدقيقة في تعزيز الثقة بطبيعة البرنامج النووي الايراني".

وعلى غرار ما قامت به المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، من المتوقع ان يكرر الرئيس الفرنسي امام نتانياهو تمسك الاوروبيين بالاتفاق، الذي قد لا يكون مثاليا، الا انه يقدم آليات تحول دون انتشار السلاح النووي في المنطقة.

من جهته، يكرر نتانياهو على غرار دونالد ترامب، ان هذا الاتفاق لن يمنع ايران من التزود بالقنبلة الذرية، وان رفع العقوبات عن ايران سمح لها بتمويل توسعها الاقليمي في سوريا ولبنان والعراق.

والقرار الاميركي باعادة فرض عقوبات قاسية على ايران يطاول ايضا الشركات الاوروبية التي تتعامل مع طهران.

واذا كان الاوروبيون يشاركون الولايات المتحدة واسرائيل في القول بوجود تهديد ايراني للمنطقة، فانهم بالمقابل يختلفون حول طريقة الرد على هذا التهديد.

فباريس تدعو إلى استكمال الاتفاق الموقع من خلال إجراء مفاوضات جديدة مع إيران بشأن أنشطتها البالستية ونفوذها الإقليمي، في حين تدعو إسرائيل إلى نهج يقوم على المواجهة لإرغام طهران على معاودة التفاوض في الاتفاق النووي.

ورأى الباحث في معهد "الآفاق والأمن في أوروبا" في باريس دافيد خلفة أن "هدف نتانياهو هو الخروج من الطابع الثنائي مع واشنطن" و"إرغام الأوروبيين على الأقل على تعزيز الاتفاق القائم" ليصبح اكثر تشددا.

واضاف "انه يدرك تماما انه اذا نشأت جبهة اوروبية مشتركة للبقاء في الاتفاق والالتفاف على العقوبات الاميركية، فان الانسحاب الاميركي ستتراجع مفاعليه في شكل كبير".

وتابع ان نتانياهو "لا يستطيع لعب الورقة الاميركية وحدها بل عليه ان يسعى لاستمالة قسم من الاوروبيين على الاقل".

– تظاهرات –

ويطغى الملف الإيراني الداهم على النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لم يعد يتصدر الاهتمامات بالرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور باريس قريبا وأن ماكرون يعتزم بدوره زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية قبل نهاية العام.

وكان الرئيس الفرنسي حض نتانياهو في كانون الأول/ديسمبر 2017 على القيام بـ"خطوات" تجاه الفلسطينيين لكن عملية السلام تبدو متعثرة أكثر من أي وقت مضى منذ أن اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها في إسرائيل إليها.

وتفاقم الوضع مع مقتل 61 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي في 14 أيار/مايو خلال تظاهرات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وقد وصلت الحصيلة الإجمالية إلى 125 قتيلا منذ بدء الاحتجاجات ضمن مسيرات "العودة" التي انطلقت في 30 آذار/مارس.

ويعتزم المسؤولان اغتنام "الموسم الثقافي المشترك الإسرائيلي الفرنسي" الذي يفتتحانه مساء الثلاثاء بمناسبة الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، لتسليط الأضواء على ما يجمع بين البلدين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى