تقدير موقف

على هامش الأزمات.. ما شكل العلاقة المطلوبة مع تركيا؟ وهل استلمت تركيا إشارتكم؟

وفيق السامرائي*
7/6/2018
اتماما لمنشورنا السابق حول النقص في المياه التي اطلقت بعد اجتماع ناجح لوزير الموارد المائية مع السفير التركي في بغداد أمس، وبعد أن أدركت تركيا رد الفعل الشعبي على شبكات التواصل ومنابر التعبير وما يترتب على ذلك مستقبلا من تداعيات خطيرة. وهنا تبرز أهمية رأي الشعب الحر المباشر فالرأي العام الحر المشبع بروح المواطنة والانسانية لا صوت أعلى منه.
في بداية حرب داعش كان لنا موقف علني متصد بروح التحدي للغة الخطاب الذي تبناه الرئيس إردوغان وتدخلاته في العراق ومساندته لمسعود قبل أن يعاقبه على الاستفتاء.
وكانت أعظم جوانب حساسيتنا ناتجة عن وجود سياسة منسقة بين تركيا والمملكة السعودية وهو خطر تهدد استمراريته الأمن العراقي والإقليمي والدولي، لذلك، وقفنا ضدهما بقوة.
لكن المصالح والمواقف أدت الى تباعد بين الدولتين إلى حد (التآمر)، فانتفت جوانب التحسس في هذا المجال.
لنكن واقعيين، ونقول، إن قطع نسبة معقولة من مياه دجلة لغرض املاء منظم لبحيرة سد يصمم لانتاج الطاقة الكهرومائية لا يعد مشكلة حقيقية إذا ما تم التنسيق بين البلدين حول التوقيت الذي يمكن ترتيبه وفقا للمصالح العليا بعقل ومثابرة وترو لا سيما أن العراق بحاجة الى سياسة عقلانية..، في ظل اضطراب سياسي.
الفصل بين السعودية وتركيا وعدم دفعهما للتنسيق بينهما حول العراق مسألة حاسمة وضرورية جدا للأمن الوطني الأعلى، وهذا يتطلب تفاهما عميقا مع تركيا فالعلاقة معها أهم من السعودية (ألف) مرة.
ولم يعد هاجس الإخوان والأخونة مبررا، فقد اندمجوا وسط الحراكات السياسية.
المصالح المائية مهمة جدا حاليا ومستقبلا وهي متممة لثروة النفط، ويفترض المضي بسياسة التخفيف من الاعتماد بنسب كبيرة على الموارد من تركيا بتنمية الخزين الاستراتيجي..
العلاقة الايجابية مع تركيا تحد من محاولات النفوذ السعودي الضار ومن نهج التمرد والانفصال في شمال غرب العراق، وتساعد في تفاهم اقتصادي بناء.
شبابنا، لا تقلقوا فحضوركم سيد الساحة ولا أحد، داخليا وخارجيا، يمكنه تجاهلكم أبدا.
فهل استلمت تركيا الاشارة؟ نعم بلاشك.

 
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى