كتاب وآراء

لتعزيز ضمان الأجيال مائيا وحماية بغداد ومدن حوض دجلة: ساندوا الموارد المائية وسائلوا مسعود

وفيق السامرائي*
9/6/2018
قبل أن نتحول إلى مواضيع أخرى ساخنة بعد تناولنا موضوع المياه في المنشورين السابقين، من الضروري جدا دعم الموارد المائية ماليا، وقد اثبت الوزير وكادر الوزارة خبرة وثقافة عاليتين، حيث أن ما تطلبه الوزارة يمثل مبلغا بسيطا جدا وهو نحو (3,5) مليار دولار سنويا لمدة عشرين سنة، ومساندتها بسلطة القرار العليا والقانون لرفض اعتراضات مسعود على استئناف العمل في سد بخمة على نهر الزاب الأعلى، الذي تعادل قدرة خزنه قدرة سدي الموصل وحديثه معا أي (17) مليار متر مكعب، ونحو ستة أضعاف قدرة خزن سد دربندخان، ويمكنه توليد ما يعادل انتاج محطتي كهرباء عملاقتين، وجعله فقط (للخزن الاستراتيجي) و(الطاقة الوطنية) وليس للارواء المحلي، حيث أصبح سد بخمة جزء حاسما من الأمن الاستراتيجي الأعلى.
لقد توقف العمل في السد بسبب حرب الخليج الثانية وانسحاب القوات المسلحة من الشمال وصدور قرارات خطوط العرض التي منعت دخول القوات الوطنية الى مناطق اربيل..ونُهبت معدات السد كليا في 1991.
وبعد 2003 عمل مسعود على عرقلة ومنع إعادة العمل بالسد لأسباب أبسطها مصلحية ذاتية وعشائرية وأعقدها تآمرية، ومرة كما يتداولون في محاججاتهم الخاصة (من أنه يشكل هدفا نوويا قريبا عليهم في حالة وقوع صراع خارجي).
ويفترض مساءلة مسعود عن المعدات المنهوبة لكون السد يقع في منطقة نفوذه. فهل يحاسب أم يكافأ باعطاء رئاسة الجمهورية لحزبه ضمن مساومات توزيع المناصب ونسيان دماء الشهداء خلال 57 عاما وآخرهم شهداء 16 أكتوبر 2017 عند محاولة الحكومة فرض القانون؟
سد بخمة يعد ضمانة كبرى للأجيال لمواجهة النقص المتوقع في المياه، وتضاف اليه العودة الى مشروع سد مكحول الذي صمم بديلا وليكن رديفا لبخمة، وإن بحيرة الثرثار لا تقدم بديلا عمليا كافيا عنهما وأي تدمير/ تخريب مفترض لسد سامراء في وقت الفيضان من دون وجود سد بخمة تصبح مدينة بغداد ومدن حوض دجلة في خطر شديد جدا.
ومن (فوائد) الأزمات أنها تُسقِط الأقنعة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى