كتاب وآراء

نقد الديمقراطية المتوحشة

ن
بقلم ✍? الشيخ صادق الحسناوي 

واهم من كان يعتقد ان الديمقراطية هي الحل ومتوهم من يعتقد ان نجاح تجربة في بلد يكفي لنجاحها في بلدآخر ، الديمقراطية الناجحة مرجعها الثقافة الشعبية ورسوخ مؤسسات الدولة واستقرارها ، اما تطبيقها في بلد كالعراق ينتقل خلال شهرين من حكم شمولي احادي وحزب واحد الى نظام سياسي تعددي فان مخرجات الديمقراطية لاتتطابق مع مدخلاتها على الاطلاق ومن نتائج هذا التطبيق المتوحش ان العراق اصبح مهزلة مابعدها مهزلة واعتقد جازماً انها لن تتكرر حتى لدى الشعوب التي لم تكتشف للان ( الكرسي ) و ( القنفة )! خاصة تلك القنفة التي مثلت هيبة الدولة في العراق !!! 
الديمقراطية كالاستبداد بحاجة الى جذور اجتماعية والى مجتمع يدرك خطورة مايقوم به على مستقبله ومستقبل وطنه ويخشى ضياع سنوات الولاية هدراً وهي سنوات طويلة في مجال التنمية والاعمار واعادة تشكيل الانسان وفقاً للمنطق السليم والفكر الحر واساليب التعايش على اساس المواطنة وعدم اعتبار الحزب مهما كانت قداسته او عمقه التاريخي ، حزباً يختزل الامة او يفوق كيانها ومن شان هكذا نظام وهكذا افكار ان تسير بالدولة والمجتمع بسلاسة نحو النجاح ومع عدمها فالديمقراطية مغامرة محفوفة بالمخاطر والدولة اكبر ضحاياها ثم المجتمع وحتى الساعة فالدولة العراقية ضحية ديمقراطية متوحشة اشاعت الانحلال والانحطاط الاخلاقي ورسخت التعصب للفئة والحزب والعرق والطائفة وهي جميعاً هويات يشهد انتعاشها على انحطاط الدولة وسقوطها .
للمرة الاولى في التاريخ يشهد العالم سياسياً لايخجل من فساده رغم انه اخلاقياً بفساده يخسر شرف المهنة وشرف الامانة ، ولاول مرة في التاريخ يشهد العالم انتعاش حكومة( الكليبتوقراط) في بلد عاشت فيه طويلاً قيم المعارضة للحاكم السارق المستأثر بثروة الشعب ! انها مفارقة صارخة تكشف حجم ماتعرض له العراق ومايتعرض له الشعب العراقي 
انها المرة الاولى في التاريخ التي يشهد فيها العالم احزاباً تدير مواقع الكترونية تُشَظّي الهوية الوطنية وتثقف للكراهية وتدافع عن الفاسدين بكل ما اوتيت من مال منهوب من حقوق الشعب! انها المرة الاولى في التاريخ التي يتخلص فيها الشعب من طاغية مستبد لتستبد بعده الطبقة السياسية القادمة مع جيش العم سام ، اكل ذلك حصل ؟ نعم وفي الفم مرارة لقد حصل كل ذلك في العراق وربما كان القادم اسوأ.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى