روسيا

بوتين يأمل في ان تشكل زيارة بولتون “خطوة أولى” نحو تحسين العلاقات

عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء عن أمله في ان تشكل زيارة جون بولتون مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي دونالد ترامب "خطوة أولى" نحو تحسين العلاقات الثنائية وسط توتر بين موسكو والغرب.

ويزور مستشار الامن القومي الاميركي المتشدد موسكو للتحضير لقمة بين الرئيسين الاميركي والروسي يحتمل ان تعقد الشهر المقبل في اوروبا.

وقال بوتين متوجها الى بولتون "ان مجيئك الى موسكو يعطينا الامل بانه يمكننا القيام بما قد يكون الخطوة الاولى نحو اعادة العلاقات الكاملة بين بلدينا" بحسب ما اوردت وكالات انباء روسية بعدما تصافح الرجلان امام عدسات الكاميرات.

ولفت بوتين بعد ذلك "آسفا الى ان العلاقات الروسية الاميركية ليست في افضل حال" وعزا الوضع "بقسم كبير الى النزاع السياسي الداخلي الحاد في الولايات المتحدة".

وقال الرئيس الروسي "ان روسيا لم تكن تريد ابدا المواجهة. آمل ان نتمكن اليوم من ان نبحث معك ما يمكننا القيام به من الجانبين لاعادة علاقات كاملة على اساس المساواة والاحترام المتبادل".

ورد بولتون قائلا "آمل في ان نتمكن من بحث احتمال تحسين التعاون بين روسيا والولايات المتحدة".

واضاف "حتى في الماضي حين كان بلدانا يشهدان خلافات كان قادتنا ومستشاروهم يجتمعون واعتقد ان هذا كان مفيدا للبلدين وللاستقرار العالمي والرئيس ترامب حريص على ذلك".

وتابع بولتون "نحن نثمن كثيرا لباقتك ونتطلع لكي نعرف كيف تمكنتم من تنظيم مباريات كأس العام لكرة القدم بهذا النجاح".

وستستضيف الولايات المتحدة بالاشتراك مع المكسيك وكندا كأس العالم لكرة القدم في العام 2026.

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعلن سابقا انه سيتم خلال اللقاء بحث "الوضع المؤسف" للعلاقات الثنائية وكذلك ابرز القضايا الدولية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر قال ترامب انه يجب اعادة ضم روسيا الى مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (مجموعة السبع) التي علقت عضويتها فيها عند ضمها شبه جزيرة القرم الاوكرانية في 2014.

– "مخاطرة"-

معروف عن بولتون، السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة، تشدده، ودعا مرارا الى فرض عقوبات صارمة على روسيا.

وكتب في مقال نشرته صحيفة ديلي تلغراف في 2017 "نحن نتفاوض مع روسيا ونعرض انفسنا للمخاطرة".

وفي وقت سابق من الاثنين عقد بولتون اجتماعا مغلقا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والنائب الاول لرئيس مجلس الامن الروسي يوري اوشاكوف، بحسب الاعلام الروسي.

ومن المقرر ان يشارك ترامب في قمة حلف شمال الاطلسي التي ستعقد في بروكسل يومين 11 و12 تموز/يوليو قبل ان يتوجه الى بريطانيا للقاء رئيسة الوزراء تيريزا ماي والملكة اليزابيث الثانية.

وناقش بوتين وترامب امكانية عقد قمة عندما هنأ الرئيس الاميركي نظيره الروسي باعادة انتخابه في اذار/مارس متجاهلا نصائح مستشاريه.

وقلت موسكو ان ترامب دعا بوتين الى عقد القمة في البيت الابيض، الا انه تم بعد ذلك اتخاذ قرار بعقد اللقاء على ارض محايدة.

وأعرب بوتين في مطلع حزيران/يونيو عن استعداده للقاء ترامب، مشيرا إلى أن دولا كثيرة بينها النمسا موافقة على استضافة هذا اللقاء.

الا ان موقع "بوليتيكو" الاخباري الاميركي ذكر هذا الاسبوع ان الرئيسين يمكن ان يلتقيا في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينستو ان هلسنكي "مستعدة دائما لتقديم خدماتها في حال الطلب منها" إلا انه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل.

– "اسباب لعقوبات جديدة" –

تشهد العلاقات الاميركية الروسية منذ سنوات خلافات بسبب النزاع في سوريا وضم موسكو لشبه جزيرة القرم وتدخلها في شرق اوكرانيا.

ومؤخرا توترت العلاقات بين البلدين بسبب تحقيق في تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الاميركية في 2016 والاشتباه بتورط روسيا في حملة ترامب الانتخابية، وتورطها في تسميم الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا في اذار/مارس.

وجرى اخر لقاء مقتضب بين بوتين وترامب في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في فيتنام.

ويتوقع محللون الا تتناول القمة بين بوتين وترامب حين تعقد، مسائل جوهرية.

ويرى مراقبون انه من غير المرجح ان يقدم بوتين اي تنازلات كبيرة في الازمة الاوكرانية او غيرها من القضايا الحساسة، ما لا يمنح الكثير من الحوافز لواشنطن لمراجعة عقوباتها على موسكو.

وقال معهد "يوراسيا" الفكري ان "اللقاء بين ترامب وبوتين سيخفف مؤقتا التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن من المرجح فرض عقوبات اميركية جديدة في وقت لاحق من هذا العام".

واضاف "لا تزال هناك الكثير من الاسباب لفرض عقوبات جديدة هذا العام بما في ذلك عمليات القرصنة السابقة المرتبطة بروسيا، وتدخل روسيا المستمر في سوريا، او اي دليل على تدخل روسيا في انتخابات منتصف المدة التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستقبلا مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون في الكرملين في 27 حزيران/يونيو.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى