سوريا

الفصائل المسلحة جنوب سوريا توافق على استئناف المفاوضات بعد تصعيد غير مسبوق

فصائل الجنوب السوري توافق على استئناف المفاوضات بعد تصعيد غير مسبوق

 
 
أعلنت الفصائل المعارضة موافقتها على العودة الى التفاوض مع الجانب الروسي حول اقتراح لوقف المعارك في جنوب سوريا، بحسب ما أكد متحدث باسمها الخميس، بعد نحو 24 ساعة من التصعيد العسكري غير المسبوق على مواقعها.

وقال حسين أبازيد مدير المكتب الاعلامي في "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" التابعة للفصائل لوكالة فرانس برس "سيتم استئناف المفاوضات اليوم لكن ننتظر تحديد ما اذا كان الاجتماع سيعقد في بلدة نصيب أو في بصرى الشام" حيث عقدت الاجتماعات الأخيرة بين الطرفين.

وأوردت الفصائل على حسابها على تويتر "نوافق على وقف الاعمال القتالية من الطرفين بصورة فورية لاستكمال جولة جديدة من المفاوضات"، مجددة المطالبة "بضمانات حقيقية وبرعاية أممية لمفاوضات الجنوب".

وتعثرت جولة التفاوض الأخيرة الأربعاء بعد رفض الفصائل الطلب الروسي بتسليم سلاحها الثقيل دفعة واحدة قبل استكمال نقاش بنود الاتفاق لوقف المعارك، قبل أن تبدأ الطائرات السورية والروسية غارات "هي الأعنف" منذ بدء قوات النظام هجومها في الجنوب قبل اكثر من أسبوعين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وترفض روسيا كذلك الموافقة على أن يتضمن الاتفاق اجلاء المقاتلين الرافضين له الى مناطق أخرى في سوريا، على غرار ما تضمنته اتفاقات مماثلة في مناطق عدة آخرها الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وتمكنت روسيا خلال الايام الأخيرة من ابرام اتفاقات "مصالحة"، غالباً ما تكون مرادفة لاستسلام الفصائل وتسليم سلاحها الثقيل، في أكثر من ثلاثين بلدة وقرية في درعا.

ومع الاعلان عن موافقة الفصائل على التفاوض، أفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عن توقف الغارات الروسية والسورية بشكل شبه كامل، بعد قصف هستيري استمر منذ مساء الاربعاء على بلدات عدة في ميحط درعا قرب الحدود الأردنية.

وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 19 حزيران/يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، مكنتها من توسيع نطاق سيطرتها من ثلاثين الى أكثر من ستين في المئة من مساحة المحافظة الحدودية مع الأردن.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس تنفيذ "الطائرات السورية والروسية أكثر من 600 ضربة جوية بين غارات وقصف بالبراميل المتفجرة منذ ليل الاربعاء".

واستهدفت الغارات بشكل خاص بلدات في محيط مدينة درعا قرب الحدود الأردنية، بينها الطيبة والنعيمة وصيدا وأم المياذن واليادودة. كما طالت بعض الضربات مدينة درعا.

ووصف عبد الرحمن لفرانس برس التصعيد الأخير بانه "غير مسبوق" متحدثاً عن "قصف هستيري على ريف درعا في محاولة لاخضاع الفصائل بعد رفضها الاقتراح الروسي لوقف المعارك خلال جولة التفاوض الأخيرة عصر الأربعاء".

وأضاف "يحول الطيران السوري والروسي هذه المناطق الى جحيم".

وتسببت الغارات بمقتل ستة مدنيين على الأقل بينهم امرأة وأربعة أطفال في بلدة صيدا، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم على الجنوب الى 149 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثون طفلاً، وفق المرصد.

وعلى أطراف مدينة درعا، أفاد مراسل لفرانس برس أن دوي القصف لم يتوقف طوال الليل، موضحاً أنه الأعنف منذ بدء قوات النظام هجومها.

– "اصرار روسي"-

ا ف ب/ارشيف / محمد ابازيد مقاتل معارض في أحد أحياء سيطرة الفصائل في مدينة درعا بجنوب سوريا في 3 حزيران/يونيو 2018

وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة تظهر تصاعد سحب الدخان اثر غارات جوية. وأورد أن سلاح الجو يعمل على قطع "خطوط تواصل المجموعات الإرهابية عبر استهداف تحركاتهم بين الأجزاء الجنوبية والريف الغربي لمدينة درعا".

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن وحدات الجيش وجهت "ضربات مكثفة ضد أوكار وتجمعات الارهابيين فى القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من محافظة درعا".

وبفضل هذه الضربات، سيطرت قوات النظام الخميس على بلدة صيدا الواقعة شرق درعا. كما تمكنت للمرة الاولى منذ أكثر من ثلاثة اعوام من السيطرة على نقطة على الحدود السورية الاردنية جنوب مدينة بصرى الشام. وتحاول قوات النظام التقدم الى الحدود الأردنية لاستعادة السيطرة على معبر نصيب الاستراتيجي.

وجاء استئناف الغارات ليلاً بعد توقفها منذ السبت، افساحاً في المجال امام مفاوضات تولتها روسيا مع الفصائل المعارضة، قبل أن تعلن الأخيرة فشلها الأربعاء بسبب "الاصرار الروسي على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل دفعة واحدة".

وتسببت العمليات القتالية في درعا بنزوح أكثر من 320 ألف شخص بحسب ما اعلنت الأمم المتحدة الخميس، توجه عدد كبير منهم الى الحدود مع الأردن أو الى مخيمات مؤقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وأوضح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الخميس أن "الوضع الأمني يعوق جهودنا للوصول الى عدد كبير من الناس الذين هم في حاجة ماسة" الى المساعدات، محذراً من "خسارة حياة آلاف الابرياء مرة جديدة اذا لم يتم اتخاذ تدبير عاجلة".

وحثت منظمات حقوقية ودولية عدة آخرها "هيومن رايتس ووتش" الاربعاء الأردن واسرائيل على "السماح للسوريين الفارين من القتال في محافظة درعا بطلب اللجوء وحمايتهم" بعد اعلان الطرفين رفضهما استقبال الفارين من التصعيد.

ويحضر الوضع في جنوب سوريا على جدول جلسة طارئة مغلقة يعقدها مجلس الأمن الخميس، دعت اليها كل من السويد التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن خلال هذا الشهر، والكويت.

وتعد محافظة درعا مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في العام 2011 ضد النظام السوري، قبل أن تتحول نزاعاً مدمراً تسبب بمقتل اكثر من 350 الف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

دخان يتصاعد فوق مدينة صيدا تحت سيطرة فصائل معارضة على بعد 10 كيلومترات من درعا خلال غارات جوية نفذها الطيران السوري في 4 تموز/يوليو 2018
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى