سوريا

فصائل المتمردين في الجنوب السوري تقترب من التوصل الى اتفاق مع الروس لوقف المعارك

فصائل الجنوب السوري تقترب من التوصل الى اتفاق مع الروس لوقف المعارك

 

تقترب الفصائل المعارضة من التوصل الى اتفاق مع الجانب الروسي لوقف المعارك في جنوب سوريا، وفق ما أكد متحدثان باسمها، فيما تمكنت قوات النظام من الوصول الى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بعد أكثر من ثلاث سنوات على خسارته.

وتجري موسكو، أبرز حلفاء دمشق، منذ ايام عدة مفاوضات مع الفصائل حول اقتراح لوقف الغارات والمعارك المستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، يضمن عودة قوات النظام الى الجنوب السوري، المنطقة الاستراتيجية المحاذية لكل من الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وتعثرت جولة التفاوض الأخيرة الاربعاء، مع رفض الفصائل طلب روسيا التخلي عن سلاحها الثقيل دفعة واحدة. وإثر ذلك، نفذت الطائرات السورية والروسية غارات جوية كثيفة على بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل، استخدمت فيها البراميل المتفجرة والصواريخ، ما دفع المقاتلين للعودة الى طاولة المحادثات.

واستؤنفت المفاوضات بعد ظهر الجمعة في مدينة بصرى الشام، احدى المدن التي دخلتها قوات النظام قبل ايام إثر مفاوضات بين الفصائل والروس، من دون أن يتم الاعلان عن اتفاق نهائي بعد. لكن متحدثاً باسم الفصائل أفاد عن الاتفاق على خطوط عريضة.

وقال مدير المكتب الاعلامي في "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" التابعة للفصائل المعارضة حسين أبازيد لوكالة فرانس برس "تم الاتفاق على وقف اطلاق النار في محافظة درعا"، اضافة الى "تسليم السلاح الثقيل تدريجياً على مراحل، مقابل انسحاب النظام من اربع بلدات".

ويتضمن الاتفاق المبدئي وفق أبازيد، تأمين اجلاء ستة آلاف شخص على الأقل من مقاتلين ومدنيين الى شمال البلاد، وهو المطلب الذي سبق لروسيا أن رفضته خلال جلسات التفاوض السابقة، بخلاف اتفاقات "مصالحة" ابرمتها في مناطق عدة، أبرزها الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وأكد الناطق الرسمي باسم "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" ابراهيم الجباوي من جهته لفرانس برس الاتفاق على وقف اطلاق النار، وتسليم جزء من السلاح الثقيل وتسليم الطريق الحربية المحاذية للحدود الاردنية، من دون أن يتضح مصير مدينة درعا والريف الغربي في الاتفاق.

– معبر حيوي-

ومن المقرر بموجب الاتفاق ذاته، وفق ما قال أبازيد، أن تنتشر قوات النظام على طريق محاذية للحدود الأردنية، وصولاً الى معبر نصيب الذي "سيكون بإدارة مدنية سورية بإشراف روسي".

وبعد وقت قصير من اعلان الاتفاق على هذه البنود، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس عن أن "آليات تابعة للشرطة العسكرية الروسية يرافقها ممثلون عن الادارة الحكومية السورية للمعابر دخلت المعبر من دون قتال".

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا "رفع علم الجمهورية العربية السورية على معبر نصيب، من دون تفاصيل اضافية.

وسيطرت الفصائل المعارضة مطلع نيسان/أبريل 2015 على المعبر الاستراتيجي الذي يعرف باسم جابر من الجهة الأردنية، وشكل قبل اندلاع النزاع ممراً تجارياً حيوياً.

ومنذ أشهر، جعلت دمشق من استعادة السيطرة على المعبر أولوية، لما لاعادة تنشيط التجارة مع الأردن من فوائد اقتصادية ومالية عليها.

ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيكولاس هيراس لفرانس برس إن "لدرعا أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للأسد كونها مهد الثورة السورية، ويسمح معبر نصيب لحكومته بأن تدفع الأردنيين للاستثمار في عودة النظام الى المنطقة الجنوبية الغربية من خلال الفوائد التي سيجنيها الاردن جراء اعادة فتح حركة التجارة مع سوريا".

وبدأت قوات النظام بدعم روسي في 19 حزيران/يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، مكنتها من توسيع نطاق تواجدها من ثلاثين الى نحو سبعين في المئة من مساحة المحافظة. وسيطرت بموجب الهجوم على عشرات البلدات والقرى عبر الحسم العسكري أو اتفاقات "المصالحة" التي أبرمتها روسيا. وانضمت اليها خلال الأسبوع الأخير أكثر من ثلاثين قرية وبلدة، بحسب المرصد.

-ايصال المساعدات-

وأحرزت قوات النظام الخميس وفق المرصد تقدماً كبيراً على الحدود مع الأردن، حيث سيطرت على نقطة أمنية للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة اعوام. وإثر ذلك، سلمت الفصائل، وفق ما قال عبد الرحمن، نحو 275 كلم مربعا من المنطقة الحدودية الى قوات النظام من دون قتال.

وشكلت المنطقة الجنوبية احدى مناطق خفض التصعيد في سوريا. وشهدت منذ تموز/يوليو الماضي وقفاً لاطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان.

ومنذ بدء قوات النظام هجومها بدعم روسي، قتل أكثر من 150 مدنياً، بحسب المرصد. كما نزح أكثر من 320 الف مدني وسط ظروف صعبة، توجه عدد كبير منهم الى الحدود مع الأردن أو الى مخيمات موقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابالاري في بيان الجمعة، إن "المساعدة الإنسانية والحماية ليستا امتيازاً ولا رفاهية، بل حقٌّ أساسي لكل فتىً سوري وفتاة سورية". وشدد على أن "تسهيل وصول المساعدة الإنسانية في الوقت المناسب (..) هو الحد الأدنى الذي ندين به لأولئك الأطفال".

وأعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة انه استهدف موقعاً سورياً في مرتفعات الجولان الشمالية رداً على قذيفة هاون سقطت بالقرب من السياج الحدودي شرقا، كـ"جزء من الاقتتال الداخلي بين النظام والفصائل المعارضة" في سوريا.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً مغلقاً الخميس لمناقشة الوضع في جنوب سوريا، الا ان روسيا منعت المجلس من اصدار بيان. وقال دبلوماسي رفض الكشف عن هويته انه جرت مساع غير مجدية لاقناع موسكو بقبول بيان ينص على ايصال المساعدات الانسانية.

الدخان يتصاعد فوق مناطق في مدينة درعا في 5 تموز/يوليو 2018

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى