كتاب وآراء

تعقيد العلاقات الدولية متمثلاً في فرقاطة

محمد صالح الفتيح*

صرح مدير شركة "بناء السفن المتحدة"الروسية – البارحة – أنه من المتوقع أن تدخل الفرقاطة الصاروخية "الأدميرال غورشكوف" إلى الخدمة الفعلية في وقتٍ لاحقٍ من هذا الشهر، غالباً في نهاية هذا الشهر، ليتزامن ذلك مع الاستعراض العسكري السنوي للبحرية الروسية في سان بطرسبرغ.

ستكون هذه الفرقاطة، القادرة على إطلاق الصواريخ الجوالة من طراز كاليبر، هي الأولى التي تدخل الخدمة من فئة السفن الشبحية التي تحمل نفس الاسم.

وكان استلام هذه الفرقاطة، التي بدأ العمل عليها في العام 2006، قد تأخر عدة سنوات بسبب صعوبات اقتصادية وفنية.

أهمية هذا الحدث هو أن هذه الفرقاطة ستكون أكبر سفينة جديدة تدخل البحرية الروسية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.

وكان العمل على هذه الفئة من السفن قد بدأ منذ 15 عاماً تقريباً، وكانت توقعات البحرية الروسية أن هناك حاجة لاقتناء 20 إلى 30 سفينة من هذا الطراز، ليتم تخفيض العدد المبني بناؤه فعلياً إلى 15، لتخرج تصريحات أخيرة بأن الخطة هي اقتناء 6 سفن بحلول العام 2025. أنجز العمل على سفينتين اثنتين فيما لا يزال العمل مستمراً على بناء سفينتين اثنتين. وفيما لايزال مصير السفن الباقية مجهولاً، إذ لم يبدأ العمل على بناء أي سفينة جديدة من هذا الطراز منذ نهاية العام 2013، وذلك بسبب تفجر الأزمة الأوكرانية وذلك لأن محركات هذا الطراز من السفن يتم بناؤه في أوكرانيا، ولا بديل له حتى الآن، كما هو الحال مع العديد من الأسلحة الروسية الأخرى.

انتصار روسيا في الأزمة الأوكرانية، سواء عبر ضم جميع الأراضي التي تقع فيها المنشآت الصناعية العسكرية التي تحتاجها موسكو أو عبر وصول حكومة جديدة في كييف موالية لموسكو، هو خط أحمر أميركي.

وحل الأزمة الأوكرانية حتى عبر تراجع موسكو هو أيضاً أمرٌ غير مستحب أميركياً لأنه سيقود إلى تطبيع العلاقات الروسية-الأوكرانية وإعادة تنشيط العديد من المشاريع العسكرية، من مثيل الأدميرال غورشكوف وغيرها.

المطلوب أميركياً هو إدامة حالة الجمود، المستمرة منذ أربع سنوات ونصف، لأطول فترة ممكنة. فهل هناك من يصدق فعلاً أنه يمكن السماح لترامب أو غيره بكسر هذا الجمود؟

 

*كاتب ومحلل سياسي سوري

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى