كتاب وآراء

ماذا عن النفوذ الاسرائيلي في العراق …؟؟!

صادق الحسناوي*
كثيراً مانسمع من ابسط الناس ومن ارفعهم كلاماً عن النفوذ الايراني في العراق شأنه شأن النفوذ السعودي والتركي والامريكي ، ولم نسمع شيئاً ولو بسيطاً عن النفوذ الاسرائيلي في العراق ولاعن نوافذ هذا النفوذ وبواباته الخطرة التي تمددت في اوساط المجتمع العراقي دون ان تفصح عن هويتها او عن اهدافها …فلماذا اذن يقلقنا النفوذ الايراني والسعودي (تعمدت ذكر ايران والسعودية لانهما من اكثر الدول التي توصف بالتدخل في الشأن العراقي) ولايوجه من يشخص هذا النفوذ سهامه نحو التدخل الاسرائيلي ؟؟ هل ان الصهاينة حمائم سلام ؟ ام انهم لايفكرون ان يقتربوا من العراق ؟ 
سأبدأ أولاً بحكاية النفوذ الايراني ونظيره السعودي وما اكتبه لايمثل سوى وجهة نظري الناشئة من المتابعة لما يجري في العراق ومحاولة تحليله وفقاً لمعطياته على الواقع ، وما اعتقده ان الاحزاب الشيعية السياسية نجحت ايّما نجاح في تشتيت المجتمع الشيعي وتفكيك روابطه شيئاً فشيئاً منذ 2003 والى الان سواء عن عمد او عن جهل بالنتائج التي سيؤدي اليها خطابها الاختزالي والاقصائي الذي اتسم بالعصبوية والفئوية الضيقة التي نخرت كيان الطائفة وحطمت الارتباط العضوي بين اتباعها الذي انحل الى ارتباط عضوي داخل الجماعة الواحدة التي صيّرها التحول السياسي جماعة داخل المجتمع وجهة داخل الطائفة وقوة وسط المذهب ومن ثم انحلت القوة الواحدة الى قوىً وصار لكل قوة رؤاها وافكارها ففقدت الطائفة وجودها الاجتماعي المتماسك بصيرورتها قوى سياسية متفرقة تنتسب للمذهب الشيعي وتعتزل عمن لايوافقها الموقف من ابناء هذا المذهب ! هذا التشتت والتشرذم ليس عامل قوة عام كما هو واضح بالبداهة انما هو عامل قوة خاص بالجماعة الواحدة او الفئة الواحدة وهو وان كان فوزاً وربحاً آنيّاً لكنه خسارة استرتيجية على المدى القصير وسترتد اثارها التدميرية على عنوان الطائفة بكل جماعاته فقد انهد الترابط العضوي بين معتنقي المذهب حين اعتبر كل فرد من جماعة كل من هو خارج جماعته آخراً وغريباً وبينهما من التقاطعات اكثر مما بينهما من المشتركات !وعلى هذا الاساس فان ايران الاسلامية وان كانت شيعية فانها عدو لانهم شيعة فرس ومن في العراق شيعة عرب !!ومن الواضح لادني متدبر ان هذا التقسيم الثاني -قومي/ طائفي – لايصح اطلاقاً وهو متفرع عن القسمة الامريكية للمجتمع العراقي الى سنة وشيعة واكراد !!!رغم ان العرب في العراق سنة وشيعة والكرد في العراق سنة وشيعة ايضاً!! فكيف مرَّ هذا التقسيم الهادف الى تجزئة المجزء واحتواء الطائفة والقومية احتواءً مزدوجاً تحت العباءة الامريكية ؟؟!!!
والامر ذاته ينطبق على سنة العراق الذين انقسموا بين جماعات قومية واخرى طائفية وبانحلال الترابط العضوي ينحل الانتماء للوطن لافتقار الجميع الى هوية وطنية جامعة !
والسؤال الذي يطرح نفسه : ماحجم النفوذ الاسرائيلي في العراق ؟ وتحت اي عناوين يعمل ؟ ولماذا تراجع تجريم الامريكان واسرائيل الا عند المنهج الصدري والمدرسة الصدرية خصوصاً ؟
منذ 2003 فتحت ابواب العراق على مصراعيها وزرعت اغلب دول العالم نبتة وجودها وتاثيرها على القرار العراقي لكن النشاط الصهيوني هو الاخطر والاكثر فعالية وتاثيراً لانه يعمل بصمت ودون الافصاح عن مشاريعه وتحت عناوين اقتصادية واجتماعية ومراكز ابحاث مختلفة ، بعضها بدأ كمجموعة على الفيس بوك وتطور الى مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي الاخرى كالواتس اب والفايبر وغيرهما ليتحول لاحقاً الى مقر فاعلٍ على الارض يدعس بين ابناء الوطن الواحد باتجاهات ومسارات مختلفة تتقاطع وتتصادم وتدار جميعاً من غرفة داخل منزل في شارعٍ محاط بالجند والكتل الكونكريتية ، ومن ابرز مصاديق ذلك بعض المنظمات التي دخلت مع الاحتلال بصفة انسانية ثم تفرعت الى مراكز عهر بيافطة رياضية او اوكار تجسس بعنوان طبي وماشابه ذلك 
ان اسرائيل بين افراد مجتمعنا تحركهم ذات اليمين وذات اليمين ولاخلاص بغير التخلص من المحاصصة الطائفية والعرقية فبين ثناياها يغرس الشيطان انيابه.

 

*ناشط سياسي عراقي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى