الولايات المتحدة

“كاثي باسيفيك” وشركات طيران اميركية تخضع لطلب بكين بشأن تايوان

بعد ثلاثة اشهر من الضغوط، امتثلت شركات الطيران العالمية الكبرى وضمنها اميركية، لبكين واصبحت تدرج تايوان على انها جزء لا يتجزأ من الصين على مواقعها الالكترونية للحجوزات.

وكانت سلطة الطيران المدني الصينية طلبت في 26 نيسان/ابريل من 36 شركة طيران احترام ارادة الصين وتعريف تايوان بانها جزء من الصين. وحددت الاربعاء موعدا لانتهاء مهلة تغيير هذه المعلومات على مواقعها الالكترونية.

وفي نظر بكين من غير الوارد ان يحجز اي مستخدم للانترنت مقعدا على رحلة متوجهة الى تايبيه، العاصمة التايوانية، متبوعا بكلمة "تايوان"، كما لو ان الجزيرة مستقلة.

وتعتبر الصين الشعبية تايوان جزءا لا يتجزأ من اراضيها وان كانت الجزيرة مستقلة بحكم الامر الواقع منذ 1949. وتسعى بكين الى عزل تايوان على الساحة الدولية.

وكانت معظم شركات الطيران العالمية قد لبت طلب ثاني اقتصاد في العالم. لكن موقف الشركات الاميركية كان موضع اهتمام دقيق اذ ان واشنطن دانت في ايار/مايو "عبثية" مطالب بكين.

ومع ذلك نفذت هذه الشركات الطلب الصيني او تستعد للقيام بذلك.

وصرحت ناطقة باسم شركة الطيران الاميركية "اميركان ايرلاينز" شانون غيلسون ان مجموعتها "تنفذ التغييرات تلبية لطلب الصين".

واوضحت في رسالة الكترونية لوكالة فرانس برس ان "النقل الجوي قطاع من النشاط العالمي ونحترم قواعد الدول التي نعمل فيها".

وما زالت "اميركان ايرلاينز" و"دلتا" الاربعاء تدرجان "تايوان" على انها كيان منفصل في بعض اقسام موقعها الالكتروني لكن اسم الجزيرة اختفى من بعض قطاعات البحث، اذ ان مدينتي تايبيه وكاوسيونغ لم تعودا متبوعتين بكلمة "تايوان" في مطارات المغادرة او الوصول على مواقع "اميركان ايرلاينز".

– "مضايقات" –

لم توضح بكين ردها على الشركات التي لا تلبي طلبها، لكن النظام الشيوعي رحب بقرارات الشركات.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ في لقاء مع صحافيين الاربعاء "نحن راضون عن الشركات الاجنبية التي قامت بالتعديلات".

واضاف ان الصين تستضيف الشركات الاجنبية لكنها تتوقع "ان تحترم سيادة ووحدة اراضي البلاد ومشاعر الشعب الصيني".

في المقابل، دانت تايوان "التحركات الوقحة" لبكين التي تستخدم وزنها السياسي والاقتصادي للضغط على الشركات الاجنبية. وقالت وزارة الخارجية التايوانية ان "وجود تايوان في نظر الاسرة الدولية واقع موضوعي ولن تختفي لان الصين تلغي تايوان".

وفي هونغ كونغ اتخذت شركة الطيران "كاثي باسيفيك" التي تملكها هونغ كونغ وفرعها "دراغون اير" اجراءات لتلبية طلب بكين.

فبينما كانتا تعتبران تايوان كيانا مستقلة، اصبحتا اعتبارا من الاربعاء توردان اسم الجزيرة "تايوان، الصين" باللغتين الانكليزية والصينية.

وقالت "كاثي باسيفيك" انها مسجلة على انها ملك "للمنطقة الادارية الخاصة لهونغ كونغ وجمهورية الصين الشعبية". واضافت "يجب علينا احترام قرارات السلطات المختصة بالطيران المدني".

وتقوم شركات جوية اوروبية ايضا بخطوات مماثلة، بينها "ايرفرانس" و"كي ال ام" و"بريتش ايرويز" و"لوفتهانزا"…

وكانت شركات اصغر للمستعمرة البريطانية السابقة التي اعيدت الى الصين في 1997، بينها "هونغ كونغ اكسبرس" و"هونغ كونغ ايرلاينز" عدلت مواقعها لاتباع اسم تايوان بكلمة "الصين".

ويشير عدد متزايد من الشركات الدولية مثل الاسترالية "كوانتاس" و"سنغابور ايرلاينز" الى تايوان على انها جزء من الصين.

وقالت الناطقة باسم الحكومة التايوانية كولاس يوتاكا ان القرار "جائر" وطلبت دعم الاسرة الدولية. وصرحت للصحافيين "نواصل دعوة الاسرة الدولية الى الا تصبح شريكة في مضايقات الصين".

وتدهورت العلاقات بين بكين وتايوان منذ تولي الرئيسة تساء اينغ وين الرئاسة في الجزيرة. وهي ترفض الاعتراف بمبدأ "الصين الواحدة".

وقد اثارت غضب بكين في نهاية 2016 عندما اتصلت بدونالد ترامب بعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة بينما يمنع النظام الشيوعي عمليا اي اتصال رسمي بين مسؤولين تايوانيين وقادة الدول التي تقيم معها بكين علاقات دبلوماسية.

ولا تقيم سوى 18 دولة علاقات دبلوماسية مع تايوان وحدها دون بكين، بينها الفاتيكان.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى