الجيش، وعمران خان، وتغير عقلية الناخب الباكستاني
الغارديان وفرت مساحة لابأس بها لتحليل المشهد السياسي في باكستان بعد إعلان عمران خان الفوز في الانتخابات البرلمانية.
التحليل السياسي الذي أعده سايمون تيسدال المختص في الشؤون الخارجية يقر من البداية ما يرى أنه قاعدة واضحة في باكستان مفادها أن الجيش يمثل أكبر تحد للحكومات المدنية وآخرها الحكومة الائتلافية المنتظر أن يقودها عمران خان.
ويعتبر تيسدال أن صعود خان، الذي لا يمتلك أي خبرة بالأعمال الحكومية، يعتبر نقلة نوعية سياسية في باكستان التي كان يتناوب على حكمها لعقود طويلة أبناء سلالتي بوتو وشريف، وهو ما يعد تغيرا كبيرا في عقلية الناخب الباكستاني.
ويعلق تيسدال على الاتهامات التي وجهها معارضون لخان بأن الجيش شارك في عمليات تزوير وتلاعب واسعة لصالح "حركة تحريك إنصاف" التي يتزعمها خان، موضحا أن المراقبين الأوروبيين والغربيين الذين حضروا عملية التصويت من المنتظر أن يقدموا تقريرا مفصلا يوم السبت حول الانتخابات التي أشرف عليها الجيش بالكامل.
ويشير تيسدال إلى أن خان سيكون بحاجة لإثبات حياده وعدالته للجميع، وعلاوة على ذلك سيكون مطالبا بتحقيق وعوده الانتخابية التي أكد فيها حرصه على توفير دعم حكومي للفئات الشابة من المجتمع.
ويؤكد تسيدال أن أكبر التحديات المطروحة أمام خان وحكومته هو الجيش نفسه، والذي يعرف في البلاد باسم "المؤسسة"، موضحا أن الجيش حكم البلاد بشكل مباشر أكثر من نصف تاريخها كدولة، والذي يقتصر على نحو 71 عاما، كما أنه سيطر على الأحزاب والسياسيين وتلاعب بهم في النصف الثاني من تاريخ البلاد.