كتاب وآراء

ليتهم (مسؤولين أمريكيين وخليجيين) تعلموا من حكمة أمير الكويت

 

الم نقل إنه كان يهذي؟ ولعله يقتدي بالموقف البريطاني الأوروبي المتوازن. 
وهل ينتبه السياسيون في العراق إلى مصالح وحقوق ومطالب الكادحين ونحن معهم؟ ويسعدني وصف الأميركيين لي منذ كنا معارضين 1996 بأني مشاكس وخارج السيطرة (out of control)، وكنت أخالف رؤيتهم حتى في ذروة تنسيق الاستخبارات في الثمانينات، لذلك تآمروا بعد2003. 
31/7/2018

وفيق السامرائي*

(أدعي) أنني أكثر معرفة بإيران والإيرانيين من كثير من دول الإهتمام والتأثير، فقد قُدر لي، أو كُتب لي أو عليّ، أن أتابعهم أو (أراقبهم) 50 عاما في خدمة الاستخبارات وخارجها منذ كنت ملازما، وراقبت سلوك الشاه والثورة، وتابعت النظام القائم، وخاصة السيد الخميني والمرشد والپاسداران (الحرس الثوري) وهم أساس قوة إيران منذ سقوط الشاه، ولا أعتبر إيران عدوا، (بل أعتبرها ضرورة تاريخية لمجابهة مؤامرات (ذوي القربى من بعض الخليج وليتهم تعلموا من حكمة أمير الكويت ومسقط)، والتكفيريين، والشمال القريب محليا وجغرافيا، وفق مفهوم (الكبح والتوازن). (وعلى الرغم من مرارة ما سُرِبَ إليّ عنهم قبل عقد)، فلابد من ذكر الحقيقة.
هدد ترامب وتوعد كثيرا، وكنت أعطيه الحق في لهجته لسببين: الأول، لأنه يريد سحب المزيد من مال السعودية وهذا يلائم الأمن العراقي مرحليا، ولأنه لا يمتلك قدرة معرفة قدرات الآخرين ولم يخض مرارات المجابهة معهم ثانيا. 
وتوعد مستشاروه من المتشددين وتنقصهم التجربة، ووعدوا وأمٌلوا معارضي النظام، فقلت لمن راسلني من أصدقاء في الخليج إنه كلام هراء، وكان حديثي على قناة دجلة يوم 25/7/2018 واضحا.
وبعد أن وردني عاجلا من وكالات مهمة خبر إعلان ترامب استعداده للقاء القادة الإيرانيين دون شروط لبحث سبل تحسين العلاقات الثنائية، تمهلت دقائق للتفكير في الرد الإيراني، فجاءت مقدماته كما توقعت بعدم (الهرولة) على طريقة حكومات (عربية). 
لا شك أن ما قاله ترامب أحدث صدمة في السعودية وربما الإمارات أيضا، حيث لجأ إلى الخيار البريطاني الأوروبي المتوازن والعقلاني بالتفاهم والحوار، إن لم ينقلب تحت ضغط المال.
عرضُ ترامب والسير بهذا الاتجاه والاستدراك إستنارة بالموقف البريطاني الأوروبي المعتدل سيساعد إذا ماتَرك إبراز العضلات (التي لم تعد كما كانت مخيفة) على تخفيف حدة التوتر الخليجي، وتحسين الوضعين السياسي والأمني في العراق مع ضرورة انتباه (السياسيين) العراقيين لمصالح الشعب، وتغيير معادلات زخم الحرب اليمنية.
في كل مرة كان يلوّح فيها ترامب بخيارات صعبة كان يقابله رد فعل وصل ذروته بتولي الجنرال سليماني التهديد المقابل.
تأكدوا أيها الأحبة (أن) (لا) لاشيء يدفعنا إلى الحديث والموقف إلا المصالح الوطنية العليا والأمن الجماعي، واستقرار إيران مهم للأمن الدولي، وفق معادلات معقولة. ونتابع معكم بعقولكم المتفتحة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى