ما الذي اخشاه من الاحتجاجات الشعبية؟؟
ماالذي اخشاه من الاحتجاجات الشعبية؟؟
صادق الحسناوي*
في حواره مع ريتشارد نيكسون يقول لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة ومؤسسها ان الرئيس الاميريكي كان قلقاً من نتائج الحرب في فيثنام وانه لايريد انسحاباً مذلاً منها فاقترح عليه لي كوان يو خطة تقضي بـ( فتنمة الحرب) ومفاد هذه الخطة حصر الحرب بين الفيثناميين انفسهم بين موالٍ لامريكا ومقاومٍ لها ومن ثم انسحاب اميريكا منها . وقد كانت مشورة لي كوان يو في محلها واخذت اميريكا على عاتقها تنفيذ تلك الخطة ، ما اخشاه في العراق تكرار السيناريو ذاته واستثمار الاحتجاجات الشعبية لتهييج الخلافات العشائرية والاحن القبلية وتطويرها باساليب غير مرئية ومن ثم توجيه الاحتجاجات نحو صراعات قبلية ثنائية تُضيّع مطالب الشعب بحقوقه وتخمد ثورته وتضع مقدراته في مهب الريح ومنشأ خشيتي عدم الاطمئنان للحكومة العراقية اطلاقاً والنظر اليها بعين الريبة فطوال خمسة عشر عاماً لم تطرح مشروعاً تنموياً ولم تحد من نسب الفقر ولم تعالج مشكلة علاجاً جذرياً فضلاً عن فقدانها للاستقلالية في القرار بعدما كبلت العراق في اغلال البنك الدولي وديونه الكارثية والخضوع لشروطه التي منها رفع الدعم عن المنتجات النفطية رغم اننا بلد منتج للنفط ومصدر له وخفض نسبة التوظيف في المؤسسات الرسمية ، واعتقد ان استمرار الاحتجاجات بشكلها الرتيب اسبوعياً سيكون عنصر قوة لصالح القوى السياسية يدفعها للمماطلة والتسويف ومحاولة تفتيت جماهيرالاحتجاجات وتجزئتهم واشغالهم بقضايا ثانوية منها ( عرقنة الصراع ) على غرار ( الفتنمة ) في فيثنام خاصة وان هذا الصراع سيكون سوقا لبيع السلاح وتسويقه وظهور مافيات وعصابات جديدة لم تسنح لها الفرصة ان تجني من المال ماجناه غيرها في السنوات السابقة .
حذاري ايها العراقيون
حذاري ايها الغيارى فان الحكومة ومؤسساتها كماقال الشاعر:
علم ودستور ومجلس امة
كل عن المعنى الصحيح محرف