علوم وتكنولوجيا

الفايننشال تايمز: أردوغان يتحدى واشنطن ويبحث عن حلفاء جدد للخروج من الأزمة المالية

انشغل معظم صحف الاثنين البريطانية بمتابعة تطورات الأزمة المالية التركية، وخصصت صحيفة الفايننشال تايمز الموضوع الرئيسي في صدر صفحتها الأولى لهذا الشأن. 

وحمل تقرير الصحيفة الذي اشترك في كتابته مراسلوها في اسطنبول ونيويورك ولندن عنوانا: "أردوغان يتخذ موقفا متحديا بينما تواجه تركيا أزمة مالية". 

ويقول التقرير إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال الأحد إن تركيا تواجه "عملية" خارجية لإسقاط اقتصادها، لكنه لم يعط إشارة عن أي خطة للنهوض بالليرة التركية المتدهورة. 

ويرى التقرير أن الرئيس التركي استخدم لهجة متحدية على الرغم من خطر أن يؤدي ذلك إلى تعميق الأزمة المالية. 

وقد شدد أردوغان على أن تركيا لن تتراجع عن موقفها بعد أسبوع عصيب فقدت فيه الليرة التركية نحو خمس قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، إثر تفاقم الخلاف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمخاوف المطردة بشأن إدارة الاقتصاد التركي.

ويقول التقرير إن وضع الليرة المتدهور فرض ضغوطا كبيرة على الشركات التركية المثقلة بالدين غير المحمي بالعملات الخارجية، فضلا عن تصاعد المخاوف من أن البلاد ستعاني من أجل الحصول على احتياجاتها التمويلية الخارجية الواسعة.

ويضيف أن تأثير الأزمة التركية على النظام المصرفي، محليا وفي أوروبا، يشكل أحد أهم مصادر قلق المستثمرين، مع تحذير محللين من أن بدء أسبوع التعاملات التجارية سيشهد تعرض الأسهم إلى جانب الليرة لضغوط متجددة. 

وتنقل الصحيفة عن تيم آش، المحلل في شركة بلو باي لإدارة الأصول المالية، قوله "عليهم الاعتراف أولا بأن ثمة مشكلة ومن ثم يحتاجون إلى خطة " لعلاجها.

ويضيف أن المستثمرين يريدون بشكل ملح رؤية رفع معدل الفائدة، وبرنامج نقدي مفصل للتعامل مع القروض غير المسددة او التي لم تجدول مواعيد لسدادها، فضلا عن حل الخلاف مع الولايات المتحدة. 

وتخلص الصحيفة في تقريرها إلى أنه ليس ثمة أي محاولة تركية لوقف تدهور عملتها، وثمة مخاوف لدى المستثمرين من امتداد الأزمة إلى أوروبا. 

"حلفاء جدد" 

وتنشر الصحيفة ذاتها تقريرا موسعا من مراسلها في اسطنبول تحت عنوان "أردوغان يبحث عن حلفاء جدد للخروج من الأزمة".

ويقول التقرير إن بعض المراقبين يرون أن على تركيا أن تجذب أكثر من 200 مليار دولار سنويا كي يبقى اقتصادها مكتفيا بذاته، وإنه ليس أمام الرئيس التركي في النهاية سوى الخضوع لمطلب ترامب بإطلاق سراح القس الأمريكي وإعلان حزمة من الإجراءات الاقتصادية تهدف إلى تطمين المستثمرين. 

ويرى التقرير أن أردوغان قد يحاول التوجه إلى روسيا وقطر والصين للبحث عن دعم لتركيا الأمر الذي سيضعف أكثر العلاقة بين الغرب وأحد أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) ذي الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.

ويستشهد التقرير بمقال كتبه أردوغان السبت لصحيفة نيويورك تايمز يحذر فيه واشنطن ويحضها على الكف عن النظر إلى تركيا كشريك أقل شأنا وإلا أنها ستواجه "حقيقة أن لتركيا بدائل" أخرى. 

وتحت عنوان "تركيا والغرب" تكرس صحيفة ديلي تلغراف مقالا إفتتاحيا لمناقشة الأزمة التركية. 

وترى الصحيفة أن فك ارتباط تركيا بالغرب الذي بدأ مع تولى أردوغان السلطة بدأ يتخذ منحى لا رجعة فيه. 

وتقول الافتتاحية إنه بعد عقود من سقوط الامبراطورية العثمانية ومن السياسة المؤيدة للغرب التي تبناها كمال أتاتورك وتخلي تركيا عن الحروف العربية لمصلحة الكتابة بالحروف اللاتينية وتأكيد النهج العلماني بدلا من الديني والانضمام الى حلف الناتو والسعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، جاء أردوغان ليعيد أسلمة تركيا مرة أخرى ويقمع معارضيه ويهندس سلسلة من التغييرات الدستورية ليعطي نفسه سلطات غير مقيدة. 

وبعد أن تشرح الافتتاحية الأهمية الاستراتجية لتركيا بالنسبة للغرب، تشير إلى أن أردوغان لمح إليها بقوله إنه " ما لم تبدأ الولايات المتحدة باحترام سيادة تركيا… فإن شراكتنا قد تكون عرضة للخطر"، وهو موقف ترى الصحيفة أنه بدأ بالاقتراب إلى نقطة اللاعودة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى