محادثات جنيف بشأن اليمن تنطلق الخميس وتركز على ملف الحديدة والاسرى والرواتب
أكد مسؤولون يمنيون لوكالة فرانس برس الأحد ان محادثات السلام المقرر عقدها في جنيف بدءا من الخميس غير مباشرة الا انها قد تتحول الى مفاوضات مباشرة في حال حصل "تقدم ما"، متوقعين تحقيق اختراق في موضوع تبادل الأسرى.
وقال وزير الخارجية خالد اليماني في تصريح لوكالة فرانس برس "المشاورات (…) لن تكون مباشرة وستعتمد على إدارة المبعوث الأممي بتنقله بين الطرفين".
وأوضح من جهته عبدالله العليمي مدير مكتب الرئاسة اليمنية وعضو الوفد المفاوض "ستكون المشاورات غير مباشرة، إلا إذا حصل تقدم ما وسريع بالإمكان أن تتحول إلى مباشرة".
وذكر مسؤولون حكوميون آخرون لفرانس برس ان غريفيث سيعمد "خلال إدارته للمشاورات على نقل الأراء والمواقف والردود المتبادلة بين طرفي المشاورات بطريقة مكتوبة وليست شفهية".
في واشنطن، اعلنت الخارجية الاميركية بلسان المتحدثة باسمها هيذر ناورت "تأييدها" الكامل للمبعوث الاممي مارتن غريفيث داعية اطراف النزاع الى "العمل في شكل بناء وبحسن نية ليكون اليمن آمنا ومستقرا وسلميا".
وكان غريفيث أعلن أمام مجلس الامن الدولي في آب/اغسطس الماضي أنّ الأمم المتحدة سترعى محادثات في جنيف بدءا من 6 أيلول/سبتمبر للبحث في "إطار عمل لمفاوضات سلام".
وشكك الطرفان في جدية هذه المحادثات، لكن اليماني قال لفرانس برس "توقعاتنا تقتصر على إمكانية إحراز تقدم في ملف الأسرى والمعتقلين"، موضحا "أعتقد ان الفرصة كبيرة الآن لتحقيق نجاح بالإفراج عن الأسرى، والطرف الآخر عنده استعداد".
وأوضح مصدر حكومي ان الحكومة ستطالب بالافراج عن خمسة آلاف أسير من مقاتليها والمؤيدين لها، بينما يسعى المتمردون لاطلاق سراح ثلاثة آلاف من مقاتليهم ومؤيديهم.
– "جولة اولى" –
والى جانب موضوع الاسرى، قال اليماني ان وضع ميناء مدينة الحديدة سيكون أحد أبرز الملفات على طاولة البحث.
وتدخل عبر الميناء الواقع على البحر الاحمر غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجّهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يقاتل المتمردين، يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ومهاجمة سفن في البحر الأحمر.
ومنذ 2014، يشهد اليمن حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وأوقعت الحرب أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف، في وقت لم تنجح جولات محادثات سابقة في التوصل الى أي حل.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لصحافيين في نيويورك ان جولة جنيف تمثّل "فرصة للتشاور مع الطرفين حول طرق إيجاد حل سياسي للنزاع".
وتابع "انها جولة اولى لفهم مدى التزام الطرفين بايجاد اطار عمل لمفاوضات رسمية (…) والتوصل الى استنتاج حول كيفية اطلاق هذه المفاوضات".
وقال مصدر دبلوماسي في نيويورك لفرانس برس "الكل يعمل كل ما باستطاعته لاقناع الأطراف (…) بالتخلي عن الاستراتيجية العسكرية والجلوس لاجراء محادثات سياسية".
وتحاول الأمم المتحدة استئناف محادثات السلام منذ اطلاق التحالف في 13 حزيران/يونيو هجوما باتجاه مدينة الحديدة على البحر الاحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف.
وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.
وقال اليماني ان محادثات جنيف ستتطرق أيضا الى موضوع دفع رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة المتمردين، متهما الحوثيين برفض تسليم العائدات المالية والضريبية التي يجمعونها في هذه المناطق.
وذكر ان هذه العائدات "تقدّر بنحو خمسة وأربعين مليار ريال (نحو 113 مليون دولار بحسب سعر الصرف الرسمي)، مشيرا الى ان الحكومة تسعى لتسلمها ثم اضافة 65 مليار ريال اليها لدفع الرواتب.
– مقتل جنود –
وتنعقد المحادثات في وقت يتعرض التحالف العسكري بقيادة السعودية لانتقادات من قبل منظمات حقوقية بعدما تسببت غارات شنتها طائراته في الأسابيع الماضية بمقتل مدنيين، وفقا للجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمات انسانية.
وكانت بعثة خبراء مفوضة من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتبرت الثلاثاء الماضي ان كل أطراف النزاع في اليمن يحتمل ان يكونوا ارتكبوا "جرائم حرب" معددة ضربات جوية قاتلة والعنف الجنسي وتجنيد أطفال للقتال.
والسبت أقرّ التحالف بوقوع "أخطاء" في غارة نفذتها طائرة تابعة له في التاسع من آب/اغسطس الماضي وتسببت بمقتل مدنيين. ويقول الصليب الاحمر ان أكثر من 50 شخصا بينهم 40 طفلا قتلوا في الضربة التي استهدفت حافلة في أحد أسواق محافظة صعدة شمال صنعاء.
وقال التحالف انه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبُت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات".
وجاء اقرار التحالف بوقوع "الاخطاء" في تنفيذ الغارة في وقت ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية "واس" ان ثلاثة عسكريين سعوديين قتلوا في المنطقة الجنوبية للمملكة "دفاعا عن الوطن"، من دون ان تحدد المنطقة التي قتلوا فيها او التاريخ.
واعلن المتمردون الحوثيون في اليوم ذاته عبر قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم استهداف بارجة حربية سعودية قبالة جازان (جنوب). ولم يجب المتحدث باسم التحالف عن اسئلة فرانس برس حيال هذا الاعلان.