الرنتاوي يرد على مقال السفير السوري السابق في الاردن بهجت سليمان
الجنرال الخرف … لسانه اليوم امتداد لقبضته بالأمس
عريب الرنتاوي: مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية
الدستور السبت 1 أيلول / سبتمبر 2018.
ليس ثمة من حدود لبذاءات السفير، اللواء بهجت سليمان، لسانه امتداد لقبضته التي طالما انهالت على رؤوس المعارضين السوريين، قبل أن تُسبغ عليهم جميعاً سمة الإرهاب، ومن دون تفريق… وليست المرة الأولى، والأرجح أنها لن تكون الأخيرة، التي يتعرض بها الجنرال الخرف لكاتب هذه السطور، فعل ذلك عندما كان سفيراً في عمان … بذاءاته أعمت عينيه، فلم يعد يفرق أبداً، بين الحوار والاغتيال، بين سلاح النقد والانتقاد بالسلاح … مقالته هذه، جاءت بعد ثلاثة حلقات من حوار لم يكن طرفاً فيه، على قناة الميادين، اتسم بالهدوء والعمق والرقي، وبعد مقالتين استتبعت بهما ما لم يسعفني الوقت لقوله، وشتان بين حوارنا على شاشة القناة، وبين حفلات الردح والذم والقدح، التي لم يعد الجنرال الهرم يتقن غيرها.
عرفت الرجل شخصياً في عمان، ذات استقبال في الديون الملكي، لتتكرر لقاءات في حفلات استقبال سفارات عربية وأجنبية، وتوسط لي لدى الرئاسة السورية لرفع اسمي من ثلاثة قوائم للمطلوبين، تتبع كل واحدة منها لجهاز أمني مختلف، وعاودت بعدها زياراتي لسوريا، وأننا ممتن لذلك، والتقيت بوزيري الاعلام والثقافة هناك، أحدهم في ذمة الله اليوم، والثاني في ذمة المعارضة المحسوبة على دولة خليجية … ولا أدري إن كان حقده الشخصي نابع من هذه النقطة، وإن كان يظن أنه امتلك عقلي ولساني لمجرد أنه أعاد لي حقاً بزيارة بلدي الثاني سوريا … لا أفهم طاقة الغضب التي تعتمل في صدر هذا الرجل.
أعيد نشر مقالته بالحرف، بكل ما تنضح به من ألفاظ نابية، واتهامات معتادة، وإصرار على تشكيل كل حرف من حروف اسمي، ولا أدري ما المتعة في ذلك، مختتماً بالسؤال عمّا إذا كان الرجل ينطق باسم أحد في سوريا، أم أنه خريف العمر وسطوة الفراغ، وهل ثمة عقلاء في دمشق، يبادرون لوضع حد لهذه الثرثرة المفرطة في رخصها وانحطاطها؟
أترككم مع المقال …. عريب الرنتاوي
نصيحةٌ من أجل ال ( عُرَيِّب الرّنتاوي ) ، و الأجيال القادمة من خونة العروبة و الإنسانيّة ، المُطهّمين!
1أشعر بالكثير من الحياء عندما أقرأ لمرتزقة دخلوا بازار الحرب السّوريّة ، لأنّني لا أستطيع الامتثال إلى الحكمة المزيّفة بتجاهلهم ، على اعتبار أنّ أرفعهم منزلةً يساوي تماماً أقَلَّهُم تاريخاً و أصْغَرَهُم هِمّةً و أضألهم ثقافةً و أعجزهم حقداً و أطولهم سُهداً .
و يُضافُ إلى هذا أنّ تناول مظاهر هذه الحرب ، على طريقة أصحابها ، غدا المادّة الوحيدة التي تؤهّل هؤلاء ليكتسبوا أرفع درجات الخيانة المبدئيّة خدمةً لمشغّليهم و منافسةً في ما بينهم ، في كتابة قصص الجوائز المنتظرة في مسابقات الهُواة ، لإنجاز وظيفتهم الوحيدة التي يُجيدونها و هي مناسبة الإفلات من جبنهم التّاريخيّ الذي كَشَطَتْهُ وقاحتهم في ظلّ التّشجيع العربيّ الرّسميّ لهم و دعمهم من قبل ”الدّيموقراطيّات” الغربيّة ، المُتخمة بالتّحضّر و الحرّيَّات ..
و التي ترى في أكل أكباد ضّحايا حربهم علينا أمثولةً معاصِرة من تكريز طقوس و شعائر أفعال ”الإثارة” ، و هي لا تتجاوز كونها الصّورة الأمّ المعاصرة في الهمجيّة ، لتكريس عالَمٍ من الدّونيين المناصرين المأجورين لهم لاستخدامهم في التّجارب التي تُجريها بربريّاتُهُم العلميّة على قِرَدَة و فئرانِ و خنازير أقوامنا الذين فرضهم علينا قدرٌ عبقريٌّ في اختبار الرّجال من أشباه الرّجال .
2 وفي ورشة عمل العداء لسورية ، يمكنك أن تُصادف الجاهل و المثقّف و المُجدّد و المحدّث في قبضة أميركيّة – صهيونيّة واحدة ، يكون من المستحيل أن تأنَسَ فيهم التّفاوت أو الاختلاف أو التّمايز ، شعوراً منك بواجب العدالة في النّظر إلى الحقيقة .
3 هذا ”ال عُريِّبُ” الجاهل لا يستطيع التّفريق بين ”الحقل” و ”الفضاء” في المنظومات ( السّيستامات ) السّياسيّة ، فيختلط في جهله و محدوديّته الحقل بالفضاء ، و ”النّمط” بِ“النّموذج” ، ليصلَ إلى أنّ : ”أنماط الحكم في فضاء هذا المحور ( إيران و سورية ) ليست جاذبة لأحد .. ” ، كما لو أنّه قد قرّر بسذاجة سياسيّة و تاريخيّة أنّه هو ”مقياس” الجاذبيّة ، ناسياً أنّ ”الأجرام” الفيزيائيّة الضّئيلة و التّافهة لا تُشكّل أيّ فارقٍ معياريّ دلاليّ ، و هي ”كتلٌ” مُهملةٌ في معادلات الكمّيّات المعتبرة في التّأثير في إحداث الفرق أو إظهاره من كمونه في جبرِ السّياسة و تحليل التّاريخ .
4 من الصّعبِ أن تفهمَ كيف أنّ هذا التّلميذ المتعثر في السّياسة قد ”تمكّن” من تحليل و تفكيك الأنظمة التّاريخيّة ، بإبهارٍ ساطع في موجة من موجات الغباءِ السّياسيّ ، عندما قفز قفزة فراغيّة أسطوريّة الزّحف ، على ربط أشكال و عقائد الإيمان ، التي من شأنها أن تُخصِّبَ العُصابات الجماهيريّة الاعتقاديّة الدّينيّة ، لوقاية الإيمان في تفرّده في إطار المعتقدات الرّوحيّة العامّة التي لا تعبأ بالسّياسة و لا تترُكُ أي أثرٍ سياقيّ في فلسفات السّياسة القائمة على وعي العالم و التّاريخ..
إن لم يكن العكس هو الصّحيح و أعني ولوج السّياسة من بابٍ آخَر غيرِ اعتياديّ تتمازج فيه السّياسة مع المعتقد الدّينيّ الخاصّ ، نحو سياسة خاصّة و فريدة تخرج بذلك من زرائب السّياسات العالميّة متجاوزة السّياسات الأخلاقيّة العالميّة المنافقة إلى أخلاقٍ سياسيّة خاصّة جوهرها ”العدالة” و ديدنُها ”المقاومة” و ”دينها” هو الله الواحد الذي لا ُيحيطُ بآسمائهِ التّبّعُ و البشاليق .
5 يتحدّث (عْرَيِّبْ) على اضطهاد الدّولة السّوريّة لمخالفيها ، حزيناً من مكافحتها لهذه الجراثيم الضّارّة بالوطن ، بوقاحة ”ثوريّته” التي تُشَرعن ”ثوّار” الجريمة الفاجرة ، مع أنّ أساطين معلميهِ و مشغّليه و مستأجريه و مستخدميه و أسيادهم هم أنفسهم ، قد هلّلوا لبطولات الجيش العربيّ السّوريّ على لسان عرّابهم الأكبر (كيسنجر) ، فيما اعترف و يعترف العالم ، و لو بخجل العاهرات ، بفضل الدّولة السّوريّة على العالم قاطبة ، في استئصالها لجذور الإرهاب العالميّ و مقاومتها لثقافة الجريمة الدّينيّة – السّياسيّة ، و ممانعتها للتّمدّد الصّهيونيّ السّرطانيّ في جسد الشّرفاء من العرب و المسلمين .
6 لم يختطف آيّ طرفٍ طَرَفَاً آخَرَ ؛ و لكنّ جوهر هذه الرّذيلة السّياسيّة التي كرّرها جميع المهزومين ، يكمن في أن أدمغة و عواطف من يقولون قول (الرّنتاوي ) هي الأشياءُ المخطوفة تاريخيّاً من قبل مفاتن منافقي الدّيموقراطيّات الغربيّة و العالميّة ، و قد جرى تصديرها بنجاح إلى أعداء أنفسهم ، أعداء الله و الوطن و المجتمع ، و أعداء حركة التّاريخ الإيجابيّة نحو الغاية المُثلى للإنسان و هي العيش بأمان .
7 وأمّا عن أنّ مقاومة ”حزب الله” لِ (“إسرائيل”) ، يجب أن لا تتعدّى ذلك ، فهذا ما لا يُمكن صياغة ردّنا عليه بأقلّ من أن نقول له إنّ (“إسرائيل”) ليست مجرّد ذلك الكيان الموصوف بالجغرافيا و التّاريخ ، و إنّما هي ”فضاء” جميع أشكال العدوان و العنف و الجريمة السّياسيّة و الإرهاب العالميّ في شكل ”الدّولة” ، و الّذي أسهمت به االصّهيونيّة بواسطة عصابات العنف و “جمعيّات المقاصد الخيريّة” الإرهابيّة التّكفيريّة المجرمة التي أسماها (عْرَيِّبْ) بالثّورة ، إلى الدّرجة التي سنسمح معها لأنفسنا لنقولَ إنّ مخاطر ”الجهاد” المجرم لا ينفصل عن العدو االصّهيوني الذي يترتّب على ”حزب الله” ، معه ، أن يُقاتل عدوّه و عدوّنا و عدوّ شرفاء العالم ، جنباً إلى جنب أبطال الأسطورة السّوريّة ٫ أينما كان هذا العدوّ و حيثما حلّ في حربائيّته المتنوّعة كائناً ما كان .
8 في كيانٍ سائب كالكيان الّلبنانيّ و يطمح عاجزاً عن أن يشكّل أو يكون ”دولة” ، فإنّ العدالة التّاريخيّة تفترض حضور طرف عادل كحزب الله ، ليمنع شبه الدولة الّلبنانيّة من الانقراض في زواريب ”جع جع” و ”جان بو لاط” و أضرابهم ، و لئلّا يكون ( لبنان ) هو الحديقة الخلفيّة ( ل ولد سلمان ) اليهوديّ السّعوديّ و (“إسرائيل”) " المُسلمة !! " على طريقة آلِ سعود !
9 ليس ثمّة أيّ منسوب لأيّ ” خطاب دينيّ ” لحزب الله الّلهمّ باستثناء ما يقرأه أعداء العدالة الكربلائيّة الفلسفيّة السّياسيّة ، التي ألهمت قادةً و سياسيين و مفكّرين على مدى التّاريخ ، و هو ما يشهد على عدالة التّمسّك بآسباب عدم تكرار المأساة الحسينيّة التي خذلها الإنسان و أعلى من مجدها و عدالتها ”الحقّ” على مرّ التّاريخ . .
إنّه كما للحقّ على مرّ التّاريخ مظاهرُ و مدلولات ، فإنه بالمقابل قد ألف الأنسانُ الباطلَ على أنّهَ ”حقّ” لولا زيفه الطّائل و المُضلّ .
10 وأخيراً، فإنّنا لا نعتقد بأنّ في العالم كلّه من يستطيع الدّفاع عن مفهوم الحقيقة و مقولة الحقّ ؛ كما قد آثبتَ التّاريخ ، من جدارة (سورية) و حلفائها في ”المقاومة” ؛ و ذلك في الوقت نفسه الذي لا نعتقد فيه بإمكانيّة ( الرّنتاوي ) و أضرابه الضّئيلين على الدّخول في جدل الفكر و السّياسة و فلسفة الإيمان .. و هذا ما لم يُخلق من أجله ( عريب الرّنتاوي) : إذ أين كلبُكَ و الغَزَال !؟