أمين عام (الأمم المتحدة): نعمل على تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي
موسكو – 5 – 9 (كونا) — قال الامين العام لمنظمة الامم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم الاربعاء ان المنظمة الدولية ملتزمة بالعمل على تحقيق تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين.
وقال غوتيريش في رسالة بعثها للمشاركين في اللقاء الاعلامي الدولي لقضايا السلام في الشرق الاوسط الذي بدا اعماله اليوم في موسكو بالتعاون بين وزارة الخارجية الروسية والادارة الاعلامية في منظمة الامم المتحدة ان تسوية النزاع على اساس حل الدولتين من شأنه ان يضع حدا للاحتلال الاسرائيلي الممتد منذ 50 عاما وان يعالج كل القضايا المتعلقة بالحل النهائي.
واعتبر ان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يشكل عنصرا اساسيا في الوضع المعقد الذي تشكل في منطقة الشرق الاوسط مشيرا الى اندلاع موجة جديدة من العنف اخيرا حول قطاع غزة.
وقال ان مايجري بغزة هو تذكير مؤلم بعدم وجود استقرار في المنطقة مؤكدا ان شعوب المنطقة والعالم لن تسمح بحدوث مواجهة جديدة في الشرق الاوسط.
ومن جهته اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في رسالة مماثلة ضرورة معالجة النزاع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس قرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العمومية والمبادرة السلمية العربية.
وقال ان روسيا ستواصل العمل من اجل استعادة الوحدة الفلسطينية ومعالجة الوضع الانساني في قطاع غزه وستشجع على استئناف المفاوضات الثنائية بين الفلسطينين والاسرائيليين بالتعاون مع الاطراف المعنية في اطار اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الاوسط.
على الصعيد نفسه قال مندوب فلسطين الدائم في منظمة الامم المتحدة رياض منصور في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذا اللقاء يعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد بالنسبة للقضية الفلسطينية.
وذكر منصور ان الاجراءات التي اتخذتها الادارة الامريكية الجديدة تؤثر سلبا على كل مناحي العمل متعدد الاطراف التي تمثله منظمة الامم المتحدة مضيفا ان هذه الادارة لم تكتف بالتنكر لقرارات دولية غاية في الاهمية تتعلق بالقضية الفلسطينية مثل القدس وقضية اللاجئين بل باشرت كذلك لشن هجوم على العديد من البرامج التي تبنتها منظمة الامم المتحدة.
واضاف ان السلوك الامريكي ادى الى تفجير المشكلات والعداء ليس فقط مع الجانب الفلسطيني بل والعديد من الدول في الامم المتحدة وابراز حقيقة ان واشنطن لن تستطيع فرض الاجندة الخاصة برؤيتها على الامم المتحدة لان المنظمة الدولية تؤمن بانها تشكل المرجعية لمعالجة القضايا والنزاعات التي تواجه العالم بما فيها القضية الفلسطينية .
من جهتها طالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في المداولات بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وازالة الاحتلال الاسرائيلي قائلة ان تجربة السنوات الماضية دلت على عدم جدوى الاتفاقات التي تعقد بين قوة الاحتلال والجانب الفلسطيني الخاضع للاحتلال .
واوضحت انه في الوقت الذي امضى الجانب الفلسطيني سنوات طويلة في المفاوضات كانت اسرائيل تكرس وجودها على الارض ببناء المستوطنات وتهويد القدس والاستيلاء على مزيد من الاراضي ناهيك عن مواصلة الاجراءات القمعية من اعمال قتل وتشريد وهدم الاف المنازل والاعتقالات .
واكدت ضرورة وجود قوة للدفاع عن الشعب الفلسطيني وان الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء.
من جانبه ذكر مدير المعهد الاوروبي لدراسة فلسطين ايلان بابي في مداخلة مماثلة انه ليس بوسع الفلسطينيين التصدي للمخططات الاسرائيلية بمفردهم ودعا مؤسسات المجتمع المدني في كل انحاء العالم الى ممارسة الضغوط لضمان حصول الفلسطينيين على حقوقهم مثلما حصل في جنوب افريقيا.
وطالب بابي بوضع حد للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وبضرورة تحرك دول العالم من اجل وقف سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطيين.
ويناقش المشاركون في اللقاء على مدار يومين قضايا اساسية تتمحور حول امكانية تحقيق السلام في فلسطين بعد مرور 25 عاما على توقيع اتفاقية اوسلو وكذلك حرب الخطاب الاعلامي ومصير اللاجئين الفلسطينيين بعد مرور 70 عاما على النكبة وسبل حماية الصحفيين العاملين في منطقة النزاع