إجماع على رفض المقترح الأمريكي-الإسرائيلي “المخادع بتشكيل كونفدرالية” لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن
انتقد عدد من الكتاب في الصحف العربية التقارير الواردة حول "مقترح أمريكي بتشكيل كونفدرالية أردنية فلسطينية" تقوم عليها صيغة لتصفية القضية وإحداث نكبة جديدة في الأردن.
وبينما رأى بعض الكتاب أن هذا المقترح "لا أرضية له"، حذر آخرون من الغضب الأردني.
"حديث لا أرضية له"
يصف هاني حبيب في شبكة راية الإعلامية الفلسطينية مقترح الكونفدرالية بأنه "جوهر وقلب صفقة القرن".
ويقول: "مع بداية حديث إدارة ترامب حول صفقة القرن، أشارت إلى أن خطة "حل الدولتين" غير فاعلة، وأن لديها خطة أكثر فاعلية وإمكانية للتحقق الآن، ومع هذا الاقتراح بالحل الكونفدرالي، بات من الواضح أن هذا المخطط كان في ذهن وعقل المخطط الأمريكي، الذي من شأنه أن ينسف كلا من اتفاق أوسلو، وحل الدولتين، وفي ذات الوقت، يضع خارج أية مفاوضات، ملفي القدس المحتلة وحق العودة، خارج الإطار والبحث".
وانتقد صبري الربيحات في الغد الأردنية صحيفة هآراتس الإسرائيلية التي نشرت خبرا عن "استعداد الرئيس الفلسطيني بحث مقترح يتحدث عن كونفدرالية أردنية وفلسطينية".
وقال: "الحديث الذي شغل الشارع وغذى الخلافات في المواقف وفتح المجال للكثير من التشكيك والتخمين جزء من الاستراتيجية الإعلامية الإسرائيلية الهادفة الى إدامة الخلافات".
ويضيف: "الحديث عن الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية لا أرضية له، فلا دولة فلسطينية مستقلة ولا حدود معترف بها، والأمر لا يعدو شعاراً من الشعارات التي يعرف الإسرائيليون والأمريكيون أنها غير ممكنة الحدوث في هذا التوقيت الذي تتعثر فيه الجهود التي انطلقت للتسوية منذ أكثر من ربع قرن".
ووصف فهد الخيطان في الغد أيضاً المقترح قائلاً إن "أسطوانة الكونفدرالية تدور من جديد".
وقال متحدثا عن جاريد كوشنير، صهر ترامب: "يستطيع السيد كوشنير أن يفكر كما يشاء ويقترح الصفقات التي يطمح إليها، لكن شعوب المنطقة ليست تحت تصرفه ليشكل حدودها ودولها كما تشتهي إسرائيل".
وأضاف مؤكداً: "الكونفدرالية لا تكون إلا بين دولتين مستقلتين كاملتي السيادة، فلتعطوا الشعب الفلسطيني دولته المستقلة على أرضه واتركوا للشعبين الأردني والفلسطيني من بعد ذلك حرية تقرير شكل العلاقة بينهما، فهما أدرى بمصالحهما من الآخرين".
"الأردن خط أحمر"
وأبرز عدلي صادق في العرب الدولية تحذير العاهل الأردني لإدارة ترامب، وقال: "الموتورون في الإدارة الأمريكية، يحاولون تزوير الحل وتزوير صيغة الكونفدرالية نفسها، وتحميل الأردن مصائب الوضع الفلسطيني، وهذا الذي جعل العاهل الأردني يستخدم تعبير الخط الأحمر، الذي يُستخدم في حالات الخطر المحقق".
وأضاف: "لا حاجة للقول، إن مقترح الكونفيدرالية يُستخدم بطريقة التحايل، ولا ينطبق على الوضع الفلسطيني، لأن الدول المستقلة هي التي تلتحق طوعا وبإرادة شعوبها ومؤسساتها، إلى مشروع كونفيدرالي طوعي".
وعلى المنوال نفسه، قال خليل عطية في الرأي الأردنية: "الملك أرسل رسالة واضحة للأمريكان والصهاينة وأعوانهم بأن مواقف الأردن ثابتة من القضية الفلسطينية ومن القدس فلا تراجع عن هذه الثوابت مهما كان الضغط على الأردن".
وفي سياق الحديث عن مقترح الكونفيدرالية، انتقدت القدس الفلسطينية الانقسام الداخلي، وتساءلت في افتتاحيتها: "إلى متى سيبقى الانقسام الأسود؟"
وقالت: "كفى لهذا الانقسام، وإلى متى سيستمر والقضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها، وليتم التجاوب مع الجهود المصرية ووضع حد للمناكفات التي لا تجدي، بل تبعد المصالحة حيث المستفيد الوحيد منها هو الاحتلال وكذلك إدارة الرئيس ترامب التي تعمل ليل نهار من أجل تصفية القضية على حساب شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية التي أنهكتها وتنهك العديد منها الحروب الداخلية، لدرجة أصبحت معها القضية الفلسطينية ليست في سلم أولويات العديد من هذه الدول، للأسف الشديد".