فلسطين المحتلة

الجامعة العربية: رغبة أمريكية غير مسبوقة في افراغ القضية الفلسطينية من محتواها

 

 

القاهرة – 11 – 9 (كونا) — قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الثلاثاء إن ثمة رغبة أمريكية "غير مسبوقة" في افراغ القضية الفلسطينية من محتواها القانوني والسياسي والتاريخي والانساني.
وحذر أبو الغيط في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة (150) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب من أن القضية الفلسطينية تتعرض لهجمة شرسة لا زالت فصولها تتلاحق.
وتساءل أبو الغيط "ماذا يتبقى من القضية الفلسطينية اذا أبعدت قضايا القدس واللاجئين من الطاولة وعلام يتفاوض الفلسطينيون اذن وأي معنى يبقى لحل الدولتين الذي أيدته القمة العربية ويسانده المجتمع الدولي ".
واعتبر الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في تحد للإرادة الدولية وليس العربية فحسب أو الفلسطينية مضيفا ان الولايات المتحدة تنفض يدها اليوم من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مطالبة بتفكيكها واستبدالها.
ونبه الى الهدف مكشوف ويتجاوز مسألة المساهمة المالية الى التشكيك في شرعية (أونروا) ذاتها -وهي منشأة بقرار أممي- وضرب مصداقيتها تمهيدا للتشكيك في قضية اللاجئين برمتها.
وأكد أن الموقف العربي واضح من قضية اللاجئين وسقفه هو المبادرة العربية للسلام التي تبنتها القمة العربية في مارس 2002 "بالتوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194".
وقال أبو الغيط "يخطيء من يظن أن اجراءات مثل غلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن ستؤدي الى تطويع الارادة الفلسطينية أو أن الفلسطينيين يقفون وحدهم كما يخطئ من لا يدرك دلالة تسمية القمة العربية الأخيرة في الظهران بقمة القدس".
ونوه أبو الغيط بموقف باراغواي بوضع المبادئ قبل المصالح والحق فوق القوة اذ قررت الحكومة الجديدة هناك في الخامس من سبتمبر الجاري الرجوع عن قرار اتخذته الحكومة السابقة بنقل سفارتها الى القدس موجها التحية الى باراغواي ورئيسها الجديد ماريو عبده الذي بادر بشجاعة واستقامة الى تصحيح الخطأ وأعاد الأمور الى نصابها.
وأشار أبو الغيط الى استفحال بعض الأزمات العربية مؤكدا أن الوضع في سوريا يدمي القلوب حيث أن السكان في ادلب محاصرون بين سندان الارهاب الأسود ومطرقة النظام وحلفائه.
وأكد بهذا الصدد أنه لا مخرج حقيقي للأزمة السورية سوى بمصالحة جادة تشمل المجتمع بكل أطيافه وطوائفه الا مع من مارس منهم الارهاب واستحل الدم مبينا أنه لا بديل عن عملية سياسية يشترك فيها الجميع وتجد فيها المعارضة المدنية المعتدلة تمثيلا حقيقيا تحت مظلة الأمم المتحدة والقرار ( 2254).
وفيما يتعلق بملف الازمة اليمنية قال أبو الغيط ان الوضع في اليمن لا زال يعكس اصرارا من "ميلشيات الحوثيين" مستندين الى حلفائهم في طهران على التمترس خلف موقفهم الانقلابي ورفض أي حلول وسط".
وأشار الى تعنت الحوثيين في الحضور الى المحادثات التي دعا اليها المبعوث الأممي في جنيف قبل أيام "متذرعين بحجج واهية" مؤكدا أنهم يتحملون المسؤولية عن معاناة الشعب اليمني ويمثلون خطرا داهما على الأمن العربي خاصة في منطقة البحر الأحمر يتعين الاستمرار في مجابهته والتصدي له.
وحول ليبيا أكد أبو الغيط أن الوضع هناك تعرض اخيرا لانحدار جديد الى العنف في طرابلس "وبما يبعدنا أكثر عن تحقيق التوافق الدستوري وعقد الانتخابات المنشودة".
وأشار في هذا الإطار خطر الميلشيات والعصابات التي تسعى الى تمديد حالة الصراع وقال ان " الانتهازيين يتحملون النصيب الأكبر من معاناة المواطنين في اليمن وليبيا".
ونوه أبو الغيط الى منتدى التعاون العربي الصيني الذي عقد في بكين في يوليو الماضي وانتهى الى الخروج بإعلان بكين واعلان تنفيذي عربي- صيني يتعلق بمبادرة " الحزام والطريق".
وأكد أن هذا المنتدى وغيره من المنتديات المشتركة مع القوى الاقتصادية الرائدة يعد أولوية رئيسة على أجندة العمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة مؤكدا أن الجامعة تحرص كل الحرص على توسيع دائرة الشراكات العربية مع العالم.
ودعا أبو الغيط الى بذل أقصى الجهد في التحضير الجماعي الجيد للقمة الاقتصادية القادمة في بيروت في يناير المقبل مؤكدا أهمية الحفاظ على دورية انعقاد القمة الاقتصادية كل أربعة أعوام.
وأوضح أن المرحلة المقبلة تستوجب توجيه العمل العربي الجماعي بشكل أكبر الى هذا الجانب سواء فيما يتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي أو تحقيق الربط بين خطط التنمية المختلفة أو تنسيق الجهد المشترك لاعادة الاعمار.
وكان وزراء الخارجية العرب قد عقدوا جلسة تشاورية مغلقة قبيل انطلاق الدورة ال150 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لتنسيق المواقف بشأن القضايا المدرجة على جدول أعمال الدورة الجديدة.
كما عقد وزراء الخارجية العرب جلسة خاصة بشأن الازمة التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)" بناء على طلب الاردن.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى