بوتين يؤكد أن لندن وجهت التهمة في قضية سكريبال إلى “مدنيين” ليسا مجرمين
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن الرجلين اللذين وجهت لندن إليهما تهمة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال بغاز أعصاب في إنكلترا هما "مدنيان" وليسا مجرمين.
وحض بوتين الرجلين على مخاطبة وسائل الاعلام قائلا "ليس في الأمر أي جرم" وذلك خلال كلمته أمام منتدى اقتصادي في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي.
وقال بوتين في المنتدى الذي حضره رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الصيني شي جينبينغ "نعلم من هما ولقد عثرنا عليهما".
وأضاف "إنهما بالطبع مدنيان" في رد على ما يبدو على اتهام السلطات البريطانية لهما بأنهما ضابطان في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.
وقال بوتين "آمل أن يخرجا بنفسهما ويؤكدا من يكونان" وذلك في تعليقات اعتبرت تلميحا إلى إنهما قد يصدران بياناً في وقت قريب.
وقال "ليس في الأمر أي جرم، أؤكد لكم. سترون في المستقبل القريب".
وأصدرت السلطات البريطانية مذكرتي توقيف اوروبيتين بحق كل من الكسندر بتروف ورسلان بوشيروف ويعتقد بأنهما ينتميان لوكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.
والرجلان متهمان بمحاولة قتل الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بلدة سالزبري بغاز الاعصاب نوفيتشوك في 4 آذار/مارس في هجوم تعتقد لندن إنه بإيعاز من الكرملين.
والرئيس لم يتواصل مع الرجلين منذ اتهامهما في القضية، بحسب ما أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين.
في تلك الأثناء بثت قناة روسيا-24 التلفزيونية الحكومية ما قالت إنه اتصال بالمتهم بتروف، الذي قال إنه "لغاية الان، لا تعليق، ربما لاحقا، في الاسبوع المقبل، أظن".
وتحدثت وسائل الإعلام الحكومية الروسية عن رجل يدعى الكسندر بتروف يعمل لدى شركة أدوية في مدينة تومسك السيبيرية وينفي أي ضلوع له في القضية.
– تعتيم وأكاذيب –
بعد وقت قصير على تصريحات بوتين اتهمت بريطانيا روسيا "بالتعتيم والكذب".
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لمراسلين "طلبنا مراراً من روسيا توضيح ما حصل في سالزبري في آذار/مارس، فردّت بالتعتيم والكذب".
وقالت الحكومة البريطانية أن بوتين يتحمل المسؤولية في النهاية عن الهجوم، وهو اتهام رفضه الكرملين بغضب.
وقامت لندن وحلفاؤها بطرد عشرات الدبلوماسيين الروس بعد حادثة التسميم مما دفع موسكو للقيام بالمثل مما أدى إلى تدهور العلاقات إلى أدنى مستوياتها.
ونجا سكريبال وابنته من الموت لكن رجلا يدعى تشارلي راولي عثر على زجاجة تشبه زجاجة عطر تحتوي على نوفيتشوك بعد أسابيع على تسمم سكريبال.
واعطى راولي الزجاجة إلى صديقته دون ستورجس التي توفيت لاحقا.
واتهم المدعون البريطانيون بتروف وبوشيروف بالتواطؤ في اغتيال سكريبال ومحاولة القتل واستخدام سلاح كيميائي محظور.
واوردوا أنهم لن يوجهوا طلبا رسميا لتسلم الرجلين، ذلك أن روسيا لا تسلم مواطنيها، لكن مذكرة توقيف اوروبية صدرت بحقهما.
ويذكر تسميم سكريبال بتسميم الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو في بريطانيا عام 2006.
وقالت بريطانيا آنذاك إن الروسيين اندري لوغوفوي وديمتري كوفتون مسؤولين عما وصفته بعملية قتل مدعومة من الكرملين على الارجح. لكن الرجلين لم يمثلا أبدا أمام المحكمة فيما أصبح لوغوفوي نائبا في البرلمان الروسي.