إقتصاد

أزمة العملة تنشّط السياحة في الأرجنتين

مصائب قوم عند قوم فوائد … فتراجع سعر صرف البيزو مقابل الدولار ينعكس إيجابا على السياح في الأرجنتين الذين باتت رحلاتهم أرخص بكثير من المتوقّع.

ويقول السائح البرازيلي بيدرو دي أزيفيدو "في عشرة أيام أنفقنا أقل بكثير مما كنا نظنّ"، وهو يزور بوينوس ايرس مع زوجته وأولاده الثلاثة.

ويوضح قائلا "لقد حدّدنا ميزانية سبعة آلاف ريال (1500 يورو)، لكننا لم ننفق سوى ما بين ثلاثة آلاف و3500".

والسبب في ذلك أن البيزو الأرجنتيني فقد 20 % من قيمته مقابل الدولار قبيل وصولهم، علما أنه فقد 50 % من قيمته منذ مطلع العام.

ومع أن الريال البرازيلي تعرّض هو أيضا لبعض الهزّات لكنه بقي متماسكا مقارنة بعملة الأرجنتين.

ويقول هذا المحامي البرازيلي لمراسل وكالة فرانس برس قبيل العودة إلى بلده مع عائلته "لقد تمكّنا من شراء كلّ ما نريده، وزرنا كلّ المواقع السياحية في بوينوس ايرس".

في أحد أزقّة حي سان تيلمو التاريخي، تتحدّث سائحة فرنسية أتت برفقة صديقها عن دهشتها لتهاود الأسعار.

وتقول "الكتيّبات السياحية تشير إلى أن الأسعار في الأرجنتين هي من الأعلى في أميركا اللاتينية، لكننا في عشرة أيام أنفقنا أقل بكثير مما كنا نتوقّع".

– "كلّ الأسعار تضاعفت" –

وإذا كان الأمر كذلك للسياح الآتين إلى الأرجنتين، إلا أن الحال معاكس لدى الأرجنتينيين الراغبين بالسياحة في الخارج.

وتقول رومينا فالنسيزي، وهي محامية في الرابعة والثلاثين تستعدّ للذهاب في رحلة إلى إسبانيا وإيطاليا "كلّ الأسعار تضاعفت".

فقبل ستة أشهر حجزت تذكرة الطائرة بسعر جيّد، لكن مصاريف الإقامة والطعام تضاعفت في حساباتها لأن الدولار كان يساوي 18 بيزوس في كانون الثاني/يناير وأصبح اليوم يساوي 38، فتدهورت قدرتها الشرائية.

وتقول "عليّ الآن أن أدفع مصاريف الفنادق … لا تحتمل ميزانيّتي ذلك".

ويقول فنسان شوفالييه، وهو فرنسي يملك شركة سياحة في بوينوس ايرس منذ 28 عاما "انخفضت مبيعاتنا بما بين 25 % و30 % في الأسابيع الماضية، وقد بدأت الأزمة تلقي ظلالها على السياحة الداخلية أيضا".

ويؤيده غونزالو ساستري الذي يملك فندقا في وسط العاصمة، ويتحدّث عن انخفاض كبير في الحجوزات التي يجريها أرجنتينيون.

ويقول "حين كان البيزو في مستواه العادي، كان لدينا الكثير من الزبائن الأرجنتينيين، وخصوصا الذين يأتون في مهمة عمل، أما اليوم فإن الشركات لم تعد ترسل موظفيها كثيرا".

لكن فندقه محجوز بالكامل لأسبوعين، والفضل في ذلك للسياح الأجانب ولا سيما البرازيليين.

ويقول شوفالييه "هناك انتعاش للسياحة الآتية من الخارج بفضل تدهور قيمة العملة".

في المقابل، تتخوّف الشركات السياحية من تدهور حركة السياح الأرجنتينيين إلى الدول المجاورة، ولا سيما إلى تشيلي وأوروغواي حيث سجّل فعلا انحسار في الأعداد.

ولذا، قرّرت أوروغواي التي يقصدها الكثير من الأرجنتينيين في فصل الصيف الجنوبي، أن تعمل مجددا بمبدأ إعفائهم من الضريبة على القيمة المضافة البالغة 22 %، لجذب أكبر أعداد منهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى