فنزويلا

الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية لا يستبعد “تدخلا عسكريا” في فنزويلا

علن الأمين العام لمنظّمة الدول الأميركية لويس ألماغرو الجمعة أنه لا ينبغي استبعاد "التدخّل العسكري" في فنزويلا "لإسقاط" حكومة نيكولاس مادورو المسؤولة عن الأزمة الاقتصادية والإنسانية والهجرة الخطيرة التي تشهدها البلاد حاليًا.

وقال ألماغرو في مؤتمر صحافي عقده في مدينة كوكوتا الكولومبية القريبة من الحدود مع فنزويلا "في ما يتعلق بتدخّل عسكري يهدف إلى إسقاط نظام نيكولاس مادورو، أعتقد أننا ينبغي ألّا نستبعد أيّ خيار".

وتأتي تصريحات ألماغرو بعدما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز السبت الماضي أن مسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التقوا سرا بضباط فنزويليين لمناقشة خطط لإزاحة مادورو، لكنهم قرروا بعد ذلك عدم تقديم أي مساعدة.

وتحدث ألماغرو، الذي يدين مادورو "تدخله" في شؤون فنزويلا، عن "انتهاكات لحقوق الإنسان" و"جرائم ضد الإنسانية" ترتكبها الحكومة الفنزويلية بحق شعبها.

وقال "أمام معاناة الناس، أمام الهجرة الجماعية (للسكان) التي تسببت بها (الحكومة الفنزويلية)، يجب أولاً القيام بتحركات دبلوماسية، لكن يجب ألا نستبعد أي عمل" آخر.

وانتقد ألماغرو الذي اختتم الجمعة زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى كولومبيا للاطلاع على تفاصيل موجة هجرة الفنزويليين، "الحكم الديكتاتوري" لمادورو لرفضه تلقي مساعدة إنسانية في مواجهة الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تضرب البلاد.

وقال إن السلطات الفنزويلية تستخدم "البؤس والجوع ونقص الأدوية والأدوات القمعية لفرض إرادتها السياسية على الشعب. هذا غير مقبول".

– "غير مقبول" و"غير أخلاقي" –

ويعاني الفنزويليون من أزمة اقتصادية خانقة تؤدي إلى حرمانهم من المنتجات الأساسية وخصوصا الأدوية والمواد الغذائية.

وتقول الأمم المتحدة أنه من أصل 2,3 مليون فنزويلي يعيشون في الخارج، فر 1,5 مليون منذ 2015.

وكان ألماغرو رأى الخميس أن الأزمة التي نجمت عن الهجرة الواسعة للفنزويليين يمكن أن تحلها حكومة ديموقراطية.

وقال خلال زيارة إلى كارتاهينا في كولومبيا حيث أجرى محادثات مع الرئيس ايفان دوكي إن "أزمة الهجرة تحل بإحلال الديموقراطية في البلاد". وأضاف "إنها ضرورة واضحة جدا، وإلا سيواصل النظام الكذب وسيواصل القول إنه ليست هناك أزمة ولا يوجد نقص في المواد وأن المشكلة لا أبعاد إنسانية لها".

وتابع أن "أزمة الهجرة الفنزويلية لا أخلاقية إطلاقا لأنها تدل على تقاعس الحكومة (…) عن حل المشاكل وتأمين احتياجات الشعب".

وانتقد ألماغرو "نظام" مادورو معتبرا أنه "ديكتاتوري"، خصوصا بسبب رفضه الاعتراف بان الهجرة الكثيفة للفنزويليين سببها الأزمة التي تعيشها البلاد.

وقال الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية إن "محاولة تبني هذه الكذبة (…) عمل غير أخلاقي إطلاقا". ورحب ألماغرو بالاستقبال الذي خصص للمهاجرين الفنزويليين في كولومبيا التي استقبلت أكثر من مليون شخص، ومنحت إقامات نظامية لأكثر من 820 ألفا منهم.

ودعا الأسرة الدولية إلى "عدم السماح بحكم ديكتاتوري" في فنزويلا لأنه يؤدي إلى زعزعة الاستقرار على الصعيد الانساني والأمني، إلى جانبه تأثيره على الفنزويليين.

وقال إن الشعب الفنزويلي "دفع الثمن الأكبر لاستعادة حريته ولاستعادة ديموقراطيته ولم يتمكن من تحقيق ذلك بعد، والأسرة الدولية لم ترد على ذلك بعد".

وفي آب/اغسطس 2017، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن الرئيس ترامب طلب من مستشاريه دراسة إمكانية غزو أميركي لفنزويلا. وفي تلك الفترة تقريبا، قال ترامب إنه لا يستبعد "خيارا عسكريا" لوضع حد للفوضى هناك".

وسجل الوضع الاقتصادي في فنزويلا تدهورا كبيرا، ما دفع عشرات الآلاف من المواطنين للهرب إلى الدول المجاورة. مع العلم أن هذا البلد كان غنيا جدا، ويملك أكبر احتياطات نفطية في العالم.

ويؤمن النفط 96 بالمئة من عائدات فنزويلا لكن انتاجه تراجع إلى مستوى هو الأقل منذ 30 عاما. وقد بلغ 1,4 مليون برميل يوميا في تموز/يوليو مقابل معدل إنتاج قياسي حققته البلاد قبل عشرة أعوام وبلغ 3,2 ملايين برميل.

ويبلغ العجز 20 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي، والدين الخارجي 150 مليار دولار، بينما لا يتعدى احتياطي النقد تسعة مليارات.

ودعت 11 دولة في أميركا اللاتينية، اجتمعت للمرة الأولى الأسبوع الماضي للبحث في أزمة الهجرة الفنزويلية، كراكاس إلى قبول المساعدة الإنسانية للحد من تدفق هؤلاء المهاجرين الذي يستنفد قدرات دول المنطقة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى